وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اللجنة الشعبية تنفذ لقاء "الثورة الفلسطينية.. نصف قرن من النضال"

نشر بتاريخ: 13/01/2016 ( آخر تحديث: 13/01/2016 الساعة: 12:35 )
اللجنة الشعبية تنفذ لقاء "الثورة الفلسطينية.. نصف قرن من النضال"
غزة -معا - نفذت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات – دائرة الشباب، لقاءً تثقيفياً حوارياً بعنوان " الثورة الفلسطينية .. نصف قرن من النضال " في قاعة بلدية النصيرات وسط قطاع غزة .

وكان ضيوف اللقاء "القائد الوطني أحمد أبو شاويش، والقائد الوطني علي القطاوي"، بمشاركة وحضور لفيف واسع من قادة العمل الوطني والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمخاتير والأدباء والكتاب والشباب الفلسطيني .

وافتتح الجلسة الكاتب عمر فارس أبو شاويش بالترحيب بضيوف اللقاء والحاضرين وأثنى على مشاركتهم الملتزمة لإنجاح الفعالية .

وقال أبو شاويش "انقضى نصف قرن على انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وبدخول العام الجديد 2016 تكون قد دخلت نصف قرن آخر في مسيرة كفاحها الوطني المعمد بدماء الشهداء الأبرار وعذابات وآلام الأسرى وأنات الجرحى وعرق وتعب ومشقة المناضلين والمقاتلين والفدائيين .

وأضاف "أن مسيرة الثورة الفلسطينية طويلة وشاقة ومريرة وصعبة قطع خلالها الثوار الطرق والشوارع الأزقة والحارات الصحاري والوديان وصعدوا الجبال والتلال في مسيرتهم لتحرير فلسطين وإنجاز الحلم الفلسطيني المقدس، وخاضوا المعارك العسكرية في الكرامة والأغوار وقلعة شقيف وبيروت والجنوب ومخيمات الصمود والمقاومة في لبنان وسوريا والأردن وفي الجولان وفي كل المدن العربية المحيطة بفلسطين من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها وفي كل بقعة من أرض فلسطين".


وتحدث مسئول ملف دائرة الشباب باللجنة الشعبية عبد الكريم أبو سيف عن الخطة الجديدة التي أعدتها دائرة الشباب وعن أنشطتها المزمع عقدها خلال الثلاث شهور الأولى من العام 2016 .

ورحب أبو سيف بضيفي اللقاء وقال أن هذا اللقاء الوطني جاء احتفاءً بانطلاقة الثورة الفلسطينية، التي قادت أوج القضية الفلسطينية وتركت لها مكانة عظيمة بين الشعوب والأمم .

وقدم القائد الوطني أحمد أبو شاويش " أبو معن " شرحاً مميزاً حول الثورة الفلسطينية ومحاولات تأثير الحركة الصهيونية عليها لإضعافها وانهائها ، مبيناً أن الحديث عن الثورة الفلسطينية يحتاج للكثير من الجلسات واللقاءات، لأن الحديث عنها له دلالات ومعانٍ كبيرة قيمة في نفوس الفلسطينيين والعرب والأحرار حول العالم .

وقال أبو شاويش " من منطلق اعرف نفسك جيداً واعرف عدوك جيدا تنتصر "، لابد من التفريق بين اليهود والحركة الصهيونية، اليهود كأتباع دين موجودين في كل الدول في بولونيا وأمريكا وغيرها ، ولكن الحركة الصهيونية جاءت تكوينها وتأسيسها من الخارج، وكانت فكرة، وكانت دعوة بريطانية لإحلال مجتمع في وسط المنطقة العربية لفصل مشرقها عن مغربها وهي دعوة امبريالية محضة وهناك رأس ماليين يهود توافقت مصالحهم مع الاستعمار البريطاني آنذاك ونشأت تزاوج بين المصالح من داخل اليهود والاستعمار البريطاني وهذا أنجب الحركة الصهيونية 1840، وعبر مراسلات وتصريحات وزراء خارجية بريطانيا ودول الاستعمار نشأت بعد ستون عاماً دولة إسرائيل ، مؤكداً أن صراعنا طويل ومعقد ويحتاج إلى الوقت وسيستغرق أجيال ونحن في كر وفر .

وأوضح أن الحركة الصهيونية حملت بصمة الاستعمار الأوروبي التوسعي من الهند إلى جنوب أفريقيا إلى شرق آسيا ثم إلى الشرق الأوسط من أجل مصالحها ، والحركة الصهيونية بدأت توسعية عنصرية على غرار الاستعمار الأوروبي، وبدأت بأطماعها في المنطقة وثرواتها من النيل إلى الفرات وكان الصهيوني ينظر إلى الأوروبي بأنه مركز الكون والمتميز ثقافةً وجنساً عن شعوب الأرض وتعاملوا مع الشعوب الأخرى بأنهم بشر من الدرجة الثانية ويحملون فكر بأنهم متميزون ومتفردون وزادوا عليها من التلاوين الدينية بأنهم شعب الله المختار وكان الهدف هو الأمة العربية وليس فلسطين فقط وليست قضيتهم الهيكل كما يزعمون، وهم يريدون هذه المنطقة العربية لتجزئتها ولضمان مصالحها وحتى يحافظوا على مصالحهم، وهناك ترابط وتلازم بين وجود الأمة العربية في هذا الضعف والتشرذم والانقسامات والتفتت والأطماع الصهيونية في المنطقة .

وأشار أبو شاويش أن المواطن العربي كان يخرج من شمال سوريا للتجارة ، يمر بكل البلدان العربية دون تصاريح وحواجز جمركية ويجول البلدان العربية من مصر حتى السعودية حتى الأردن ثم فلسطين .

وقال "لقد مرت أحداث جلل في تاريخ ثورتنا من الشتات والهجرة إلى كل المعارك والاعتداءات على شعبنا ولكن شعبنا من الشعوب الحية برغم الألم والمعاناة والنكبات ، ولقد قال هتلر " وقف خطيباً ليقول انظروا ماذا فعل شعب صغير في استعمار بريطانيا ويقصد بذلك شعب فلسطين "
وأكد أنه كان لابد أن ندرك من وجود الحركة الصهيونية ما هو الترابط بين القضية الفلسطينية وقضية النهوض العربي وقضية الوحدة العربية ، فكان من الخطأ أن ننزلق في مؤامرة أن تكون فلسطين وحدها تبتعد عن حضنها العربي ونظن بأننا نستطيع أن نقتلع الحركة الصهيونية التي جذورها ممتدة في العمق الغربي وهذا للأسف لم يدرك في وقت مبكر .

وأشار أن انهيار الاتحاد السوفيتي وتقسيم المنطقة العربية أحدث تحول عند الفلسطينيين فقامت الدولة على أي جزء يتم تحريريه أو يتم تحقيق أي اعتراف بأي جزء من الأرض وأخذه والانطلاق منه وبذلك ذهبنا إلى مفاوضات التسوية وحدنا دون بعدنا العربي ولذلك ضعفنا أمام العدو وانفرد بنا من أجل الذهاب منفردين إلى المفاوضات دون بعدنا العربي واستطاع الضغط وابتزازنا وفرض ما يريد من اتفاقيات اقتصادية وأمنية كانت مجحفة بحقنا .

وأضاف القائد الوطني أبو شاويش " نحن جميعاً مع أي حل يمكن أن ينجز دولة وطنية مستقلة ولكن للأسف لم نعمل جادين من أجل ذلك والتفتنا لأنفسنا في ظل الانقسام ونسينا أننا نقاتل عدو من أشرس الأعداء المسلح بالعلم وتحالفات خارجية من العالم الغربي وبوحدة داخلية وكان عدونا طيلة الصراع يكبر ويتعملق ونحن نضعف ونصغر بفرقتنا وخلافاتنا الداخلية وكان هناك صراع محموم وتسابق على المكاسب والغنائم بين الفصائل .

وأكد أن ما يجري في الواقع العربي محبط ولكن العنف والحرب كانت في التاريخ المولدة والقابلة للتقدم وستشكل مستقبلاً القاطرة لشد عجلة التاريخ وما يجري ما هو إلى ارهاصة بشيء قادم أكثر من مفاجئتنا بالربيع العربي .

في حين قال القائد الوطني علي القطاوي " أبو صالح " أن الثورة الفلسطينية المعاصرة لم تكن مقطوعة عن الثورات من 1917 حتى 1965 ، ولكن بعد الشعور الفلسطيني بالإحباط بعد النكبة وضعف العمل العسكري من 1948 لغاية 65 كان لابد من انشاء حركة تحرر تواجه وتكون مصدر لانطلاق المقاومة ودحر هذا الاحتلال .

وبيّن القطاوي أن هناك مجموعات كثيرة كانت تعمل من عام 1957 ، وكان هناك عشرات المنظمات الوطنية التي تداعت للمقاومة والدفاع عن الارض وصد العدوان لكن انطلاقة الثورة كانت بانطلاقة الكفاح المسلح وانطلاقة الثورة الفلسطينية ببيانها الأول وعمليتها الأولى عملية عيلبون، وتبلورت فكرة للتحرير والخلاص من الاحتلال وبدأ حينها العمل على اطار معنوي وسياسي وهو منظمة التحرير يكون جامع لكل القوى الفلسطينية ، وكان أحمد الشقيري رئيس المنظمة وكانت جزء من النظام العربي في حينه، مبيناً أن المنظمة قبل انطلاق الثورة كانت ضعيفة لارتباطها بالواقع العربي المهزوم ، ثم جاء المرحوم يحيى حمودة ليقود المنظمة وما استطاع قيادتها وكان في حينها فصائل فلسطينية كبرى خارج إطار المنظمة .

وأوضح القطاوي أنه بعد ذلك دخلت فصائل فلسطينية إلى منظمة التحرير الفلسطينية وكان يرأسها الزعيم الشهيد ياسر عرفات وأصبحت بمثابة الأب للعائلة حتى يتحمل مسئولياتها اتجاه أبنائه، والنظام العربي المهزوم أجبر على التعامل مع المنظمة وكانت كل ممارسات الأنظمة هي احتواء للقرار الوطني الفلسطيني ، وأن تبقى في مربع التبعية للأنظمة العربية، ولكن قيادة المنظمة بجهود جبارة استطاعت تثبيت نفسها كعنوان وممثل ومرجعية لكل الفلسطينيين وكانت هناك فصائل تابعة لأنظمة عربية وأنشأت بقرارات عربية لإضعاف تمثيل منظمة التحرير ، وكان هناك أزمات كبيرة، توضع في طريق التمثيل الوطني الوحيد للشعب الفلسطيني، ولكن لم يستطع أحد ولم ينجح في الطعن في شرعية المنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

وأثنى على دور الثورة الفلسطينية وحركة فتح في تثبيت معالم القضية، بعد أن خاضت ملاحم بطولية عظيمة، تمكنت من السمو والرفعة باسم فلسطين أمام العالم.

وأكد أننا بحاجة إلى أن نفكر بشكل علمي ووطني للانتقال من هذه الحالة المدمرة ومن هذا الانقسام البغيض وأن نقبل بانتقاد الجماهير وأن نصوب أنفسنا وعلينا أن ندرك أخطائنا ونحاول أن نتجاوزها للنهوض بقضيتنا إلى الأمام، ولا يمكن أن نقبل بهذا الواقع المأساوي الذي أنتجه الانقسام وثقافة الخضوع والخنوع لثقافة الردع بالعصى الغليظة لكل من يعبر عن رأيه .

وأوضح أن الشباب يعيش معاناة البطالة والفقر وعدم وجود أمل والتهميش والظلم ومن الواجب الوطني الذي يحتم علينا أن نساهم ونساعدهم أن يتملكوا اللحظة ويستعيدوا الوعي الذي غيب عنهم، وأن يفكروا فقط في عوامل الوحدة والترابط كما كان الأولين من القادة العظماء أبو عمار وجورج حبش وغيرهم كثيرين .

وتساءل القائد الوطني علي القطاوي، كيف نقود الواقع ونحاول الخروج من هذه الازمات واستغلال كل التقنيات الحديثة وقدرات الشباب وارادتهم وثقتهم بأنفسهم بالسعي من أجل المعرفة والتقييم للمراحل السابقة وتقويمها في الاتجاه الصحيح من أجل الاستفادة من الخبرة والبناء على ما سبق وعدم نفي الآخر .

وقدم مسؤول ملف دائرة الشباب عبد الكريم أبو سيف الشكر والتقدير إلى أعضاء اللجنة الشعبية للاجئين بمخيم النصيرات لدورهم الريادي في انجاح الفعالية وخصّ بالذكر رئيس اللجنة خالد السراج، ونائب رئيس اللجنة توفيق البابلي ومسئول دائرة الإعلام باللجنة باسم عوض الله لوقوفهم عن كثب على مجريات الفعالية ودعمها وتوفير مقومات الإبداع والنجاح .