وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتعليم الكبار في فلسطين

نشر بتاريخ: 13/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:03 )
رام الله -  معا - أطلقت وزارة التربية والتعليم العالي، اليوم، الاستراتيجية الوطنية لتعليم الكبار في فلسطين، والتي تعد ركيزة وخارطة طريق واضحة؛ للنهوض بواقع قطاع تعليم الكبار على مستوى دولة فلسطين وبلدان المنطقة.

وشارك في مراسم إطلاق الاستراتيجية وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ووزير الشؤون الاجتماعية د. إبراهيم الشاعر، وممثل وزير العمل الوكيل المساعد م. سامر سلامة، ومدير المكتب الإقليمي للمؤسسة الألمانية لتعليم الكبار DVV كارين لانغر، والقائم بأعمال مدير عام التعليم العام في وزارة التربية علي أبو زيد، وممثلون عن الوزارات المعنية والمؤسسات الوطنية والدولية الشريكة والمهتمة بالتعليم والأسرة التربوية. وأكد د. صيدم أهمية إطلاق هذه الاستراتيجية في دولة فلسطين التي تعتبر الدولة العربية الأولى التي تقر استراتيجية نوعية في مجال تعليم الكبار، منوهاً إلى أن الوزارة وبالشراكة مع الوزارات والهيئات والمنظمات الشريكة ستعمل على متابعة تنفيذ وتطبيق الاستراتيجية على أرض الواقع وقياس النتائج التي ستحقق.

وأعرب صيدم عن شكره لكافة المؤسسات والهيئات التي أسهمت في صياغة الاستراتيجية، موضحاً أن إطلاق الاستراتيجية اليوم يأتي متزامناً مع الجهود التطويرية الراهنة التي تستهدف إحداث نقلة نوعية في بنية النظام التربوي.

من جهته، أوضح د. الشاعر أن إطلاق هذه الاستراتيجية يأتي كنتيجة حتمية للتطورات الحياتية والتأكيد على أهمية تلبية احتياجات الكبار والراغبين في استكمال تعليمهم، معرباً عن استعداده لديمومة الشراكة والتعاون مع الجهات المعنية من أجل مأسسة الجهود واستثمارها خاصة في مراكز التدريب المهني والتقني ومراكز الأمومة ورعاية الفتيات وغيرها.

من جانبه، أشار م. سلامة إلى أن قطاع تعليم الكبار يعد شكلاً من أشكال التعليم المساند والمرتكز على مفهوم التعلم مدى الحياة، واصفاً إطلاق الاستراتيجية بمحطة الانطلاق؛ للمضي قدماً في تطوير منظومة شاملة من شأنها تقديم خدمات نوعية للدارسين من فئة الكبار.

وأشاد سلامة بالتعاون والشراكة بين وزارات العمل والتربية والشؤون الاجتماعية في العديد من المجالات، لافتاً في هذا السياق إلى دور الاستراتيجية في ضمان معالجة ظاهرة البطالة والوصول إلى طاقات مدربة ومؤهلة.

من جهتها، أكدت لانغر أن إطلاق الاستراتيجية يعد انجازاً كبيراً لقطاع تعليم الكبار وتتويجاً لجهود مشتركة وتعاون بناء منذ سنوات، مشيرةً إلى النقاشات والحوارات التي قادتها DVV منذ العام 2009في مجال بلورة مفهوم تعليم الكبار في فلسطين.

ولفتت لانغر إلى أن تعليم الكبار يعد ركناً رئيساً لدعم التعليم، مؤكدة أن الاستراتيجية ستسهم في تنظيم قطاع تعليم الكبار وتعزيز الجهود التطويرية وترتيب الأولويات وضمان تحسين حياة الدارسين والوصول إلى تنمية حقيقية في مجتمعاتهم.

كما تطرقت إلى تدخلات المؤسسة لتعزيز تعليم الكبار من خلال المراكز التعليمية التي تستهدف الدارسين وتوجهها لتأهيل وتطوير ثلاثة مراكز جديدة في القدس وغزة والضفة وديمومة الشراكة من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتوظيف الخبرات والطاقات لخدمة غايات تعليم الكبار.

من جانبه، قال أبو زيد "إن جهد محو الأمية وتعليم الكبار في العصر الحالي وعلى المستوى الفلسطيني لم يكن وليد اليوم، بل هو جهد امتد من تجربة المرحوم المعلم محمود العابدي في مدينة صفد حتى هذه اللحظة".

ووصف أبو زيد الاستراتجية بشجرة غضة ستطرح ثمارها معرفةً ووعياً وثقافةً ومهاراتٍ لدى الفئات المستهدفة، معرباً عن شكره لكافة المؤسسات الشريكة والهيئات التي أسهمت في صياغة وإعداد الاستراتيجية التي ستضع دولة فلسطين في موقع متقدم على الخريطة الإقليمية والعالمية لقطاع تعليم الكبار.

بدورها، قدمت رئيس قسم التعليم غير النظامي في وزارة التربية غدير فنون عرضاً بينت فيه أن هذه الاستراتيجية تنظر إلى مفهوم تعليم الكبار على أنه مجمل العمليات التعليمية التي ينمّي بفضلها الأفراد الفلسطينيون الكبار أو الراشدون قدراتهم ويثرون معارفهم، ويحسّنون مؤهلاتهم التقنية أو المهنية أو مهاراتهم الحياتية.

وأشارت فنون إلى أن أهداف الاستراتيجية تتمثل بتوفير بيئة تعليمية محفزة تسهم في تعزيز ثقافة التعليم والتعلم المستمر، وتطوير مؤهلات وخبرات، وقدرات المتعلمين الكبار الكامنة لتمكينهم من الحصول على فرص عمل، وإتاحة التعليم للجميع ضمن معايير مطورة للجودة والتميز واعتماد الشهادات ضمن المعايير للبرامج التدريبية.

وأوضحت أن الاستراتيجية استندت إلى مجموعة من المبادئ من أهمها التعليم حق للجميع، والالتزام الحكومي، والتكامل، والشراكة، والوصول للعدالة والمساواة وغيرها.

وفي ختام الحفل، الذي تولى عرافته مدير الإعلام التربوي عبد الحكيم أبو جاموس، قام د. صيدم ود. الشاعر وم. سلامة بالتوقيع على وثيقة الاستراتيجية، التي حازت على اعجاب الحضور لما تضمنته من عناصر وأفكار ورؤى واضحة لخدمة قطاع تعليم الكبار على المستوى الوطني.