نشر بتاريخ: 14/01/2016 ( آخر تحديث: 14/01/2016 الساعة: 23:42 )
رهط - معا - نظم مركز الدراسات الإسلامية في جامعة اكستر ومركز شباب رهط بالتعاون مع المكتبة العامة في المركز الجماهيري يوم السبت الماضي ندوة تاريخية تناولت موضوع التاريخ والرواية الشفوية بكل ابعادها العلمية والواقعية.
وتأتي هذه الندوة استمرارا للندوات السابقة التي نظمت في جامعة كولومبيا- نيويورك، وجامعة اكستر البريطانية وجامعة لندن والذي أشرف على تنظيمها د. منصور النصاصرة ود. صوفي ريختر ديفرو.
أما الورشة النهائية للمشروع فقد استضافتها مدينة رهط يوم السبت الماضي حيث تركزت على دور الرواية التاريخية والأرشيف في قضاء بئر السبع وطرحت أهمية الكتابة العلمية المحلية في مجال كتابة التاريخ والرواية. ويعتبر هذا المشروع هو أول مشروع من نوعه يهتم بالقضايا التاريخية لسكان عرب النقب، حيث تم عرض صور ووثائق تاريخية تجسد تاريخ المواطن في المراحل التاريخية المتعاقبة.
وافتتحت الندوة بكلمة لمدير مركز الشباب، عطوه أبو فريح، حيث رحّب بالحضور وأكد على أهمية هذا النوع من الفعاليات العلمية الأكاديمية وذلك من خلال التعرف على المعالم التاريخية لسكان هذه المنطقة.
أما الدكتور منصور النصاصرة المحاضر في قسم العلوم السياسة في جامعة بن غورين-بئر السبع فقد طرح أهمية الأبحاث العلمية النقباوية في معالجة قضايا المجتمع في الأطر المختلفة. فقد تابع تطور الكتابة التاريخية حول النقب منذ الفترة العثمانية حتى اليوم وشدد على ضرورة صياغة التاريخ الاجتماعي والسياسي في فضاء بئر السبع من وجهة نظر محلية.
هذا وقد كانت المحاضرة المركزية للبروفيسور مصطفى كبها، رئيس معهد دراسة العلاقة بين الأديان في الجامعة المفتوحة، بعنوان "الرواية التاريخية الفلسطينية والأرشيف"، تناول خلالها المحطات التاريخية والفاصلة في حياة السكان في النقب منذ الفترة العثمانية حتى يومنا هذا، كما وأكد على ضرورة هذه الندوة ولما لها من أبعاد ثقافيه مهمة للمجتمع النقباوي الذي عانى من تهميش مزدوج على كافة الأصعدة وبالأخص بكل ما يتعلق بالرواية التاريخية الشفوية التي لها أهميه كبرى لتوثيق التاريخ النقباوي الذي يعاني من فقر توثيقي.
كما وتطرق البروفيسور كبها، إلى طرق اثبات الملكية للأراضي في القدم، حيث قال: "إن اسلوب التعامل الذي درج بين ابناء العشائر البدوية في كل ما يتعلق في ملكية الأراضي كان شفويا وهذا هو أحد الأبعاد المركبة المتعلقة بإثبات ملكية الأراضي".
وألقت الدكتورة صفاء ابو ربيعه، من مركز مانديل لتأهيل القيادة الشابة، محاضرة بعنوان "النساء الفلسطينيات ونكبة النقب"، والتي بينت من خلالها دور المرأة البدوية في النضال السياسي والاجتماعي منذ عام 1948. كما وعرضت ابو ربيعة، نتائج بحث رسالة الدكتوراة التي أنجزتها في السنوات الأخيرة والتي تناولت الروايات الشفوية للنساء في النقب عند ثلاثة أجيال متعاقبة منذ عام 1948.
هذا وقد تم خلال الندوة عرض نتائج بحث ميداني نقباوي، حيث عرضته الدكتورة صوفي ريختر ديفرو من جامعة اكستر البريطانية الذي تخلل عرض مقطع قصير من فيلم توثيقي عن النقب، حيث اكدت ان التاريخ الشفوي يضم جوانب عديدة منها الثقافية والاجتماعية والفولكلورية. تبعت ذلك مداخلة للطلبة الجامعيين فراج ابو فريح وريهام أبو غظيه اللذان ساهما في هذا البحث الميداني الذي اشرف عليه د. منصور النصاصرة وبروفيسور اورن يفتاحيل. فقد تركز البحث الميداني على جمع روايات شفوية من النقب ومراجعة الصحافة الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني كصحيفة "هنا القدس"- "فلسطين"- "الدفاع"- وصحيفة "الكرمل".
هذا وتخللت الندوة ايضا، حلقات نقاش تناولت موضوع التوثيق الشفوي وتبعاته، حيث أكد المشاركين على ضرورة التوثيق لنقل الصورة الحقيقية الى الأجيال القادمة.
وختاما فقد عقب د. منصور النصاصرة على هذه الندوة قائلا: " هذا الحدث هو تاريخي ويحمل أبعاداً علمية وثقافية مشرقة لتوعية الأجيال النقباوية لحقائق تاريخية عديدة عن قضاء بئر السبع وقاطنيه من العشائر البدوية الفلسطينية. حضور الطلبة العرب من كافة انحاء النقب في هذه الأمسية كان دليل واضح على بداية عهد علمي جديد يبشر بالخير والاهتمام بالألقاب العلمية المتقدمة".
عطوة أبو فريح، مدير مركز الشباب، قال: "نشكر كل من ساهم في أنجاح هذه الندوة الختامية لسلسلة ندوات أكاديمية تناولت موضوع الرواية التاريخية وقضاء بئر السبع، بودي أن أشكر أيضا الموظفين في مركز الشباب، والمكتبة العامة في المركز الجماهيري، وجميع القائمين على هذا المشروع المميز الذي نقل الصورة الحقيقية للمعاناة التي كان يعيشها أجدادنا في أرض النقب".