وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ما اهداف إسرائيل من الحديث عن قدرة حماس العسكرية؟

نشر بتاريخ: 16/01/2016 ( آخر تحديث: 16/01/2016 الساعة: 11:56 )
ما اهداف إسرائيل من الحديث عن قدرة حماس العسكرية؟
غزة- تقرير معا- ازدادت وتيرة التصريحات الإسرائيلية مؤخراً عن قوة حركة حماس العسكرية وإجرائها التجارب الصاروخية تجاه البحر المتوسط وإنهاء بناء الأنفاق "الهجومية".
محللون سياسيون دعوا عقب هذه التصريحات قيادات المقاومة في الداخل والخارج إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.
وحماس في أكثر من مناسبة، أكدت أنها "لا تسعى إلى الحرب ولا تريدها لكن إذا فرضت عليها ستدافع عن الشعب الفلسطيني".
إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي يقول:" لم تعد معادلة عدوان إسرائيل على قطاع غزة بالسهلة واليسيرة ورغم أن الواقع الإقليمي والدولي ليس في صالحنا كفلسطينيين إلا انه أيضا لا يدعم أي حرب غير مضمونة النتائج".
وأضاف المدهون "اسرائيل تدرك أن اللعب مع غزة وحماس هو لعب بالنار، ومع هذا انصح الأخوة قيادات المقاومة في الداخل والخارج اخذ أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم توفير أهداف مغرية للاحتلال".
وتابع :" الخطاب الإعلامي الأخير لنائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية في خانيونس يأتي في إطار الردع والتوازن ويؤخر الحروب أكثر مما يستقدمها وتقارير إسرائيل تصب في هذا الاتجاه".
ورأى المدهون أن حماس تستعد للحرب وتتجهز وكأنها واقعة غداً وتعيش حياتها وتبني في غزة على أساس لا حرب أبدا.
وكان هنية قال في السابع من يناير من خانيونس:" "إننا نبني القوة في قطاع غزة فوق الأرض وتحت الأرض ومن خلف خطوط العدو ليست للدفاع عن غزة فقط بل من أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك"، مؤكدا أن حركته ستفاجئ الاحتلال في أي مواجهة قادمة.
الكاتب شرحبيل الغريب يقول :" التسريبات الإسرائيلية تأتي في إطار تهيئة الرأي العام على المستوى الداخلي الإسرائيلي والمستوى الخارجي والدولي بأن قدرة حماس أصبحت لا تهدد إسرائيل فقط".
ورأى الغريب في حديث لمراسل "معا" أن الهدف من وراء هذه التصريحات إما التحضير والترويج لاغتيالات في صفوف قيادات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أو في إطار تهيئة الأجواء ربما توجيه ضربة عسكرية مفاجئة.
ويعتقد الكاتب الغريب أن التصريحات الاسرائيلية غير دقيقة لان حركة حماس عودت الشعب الفلسطيني أنه عندما تطور أي سلاح يتم الإعلان عنه.
الدكتور سفيان ابو زايدة كتب يوم أمس مقالة قال فيها:" هناك شعور بأن هناك عدوان قادم على غزة خاصة بعد سقوط شهيد بنيران قذائف البحرية الإسرائيلية على الساحل الشمالي لبحر غزة بذريعة أنه كان يزرع عبوات تستهدف القوات الإسرائيلية التي تجتاز الحدود وتدخل للمناطق الفلسطينية بين الحين والآخر.
ويضيف في مقالته "التعليمات الإسرائيلية بعد هذا الحادث هو منع المزارعين الإسرائيليين من الاقتراب من الشريط الحدودي إضافة إلى اجراءات احتياطية أخرى مما يعمق من الشعور بأن الوضع على الجبهة الجنوبية هو غاية في الحساسية وأن الانفجار هو مسألة وقت ليس أكثر، سقوط الشهيد أول أمس لا ينفصل عن سلسلة من التراكمات التي تعزز هذا الشعور".
وتابع :"إسرائيل تدعي أن حماس والفصائل الفلسطينية تسعى ليل نهار لتطوير قدراتها العسكرية والاستمرار في حفر الأنفاق بما فيها الهجومية التي قد تصل إلى الجانب الآخر من الحدود، ويوميا تجري تجارب بهدف تطوير قدراتها الصاروخية، وأخيرا تتحدث إسرائيل عن تطوير حماس لنظام مراقبة جديد من خلال استخدام المناطيد المزودة بكاميرات تصوير لجمع المعلومات سواء عن تحرك القوات الإسرائيلية على طول الشريط الحدودي أو على ساحل البحر".
وسرد يقول :"من الجهة المقابلة الاستعدادات الإسرائيلية متواصلة لتطوير قدراتها استعدادا لأي مواجهه قادمة، مؤخرا تحدث الإعلام الإسرائيلي عن إنشاء وحده جديدة في الجيش الإسرائيلي أطلقوا عليها اسم (عوز) حيث تم اختيار عناصرها من الوحدات المختارة في الجيش الإسرائيلي، أي هي وحده مكونه من نخبة النخبة في الجيش الإسرائيلي تم تدريبها على القيام بعمليات خاصة خلف خطوط (العدو) بما في ذلك القتال وجها لوجه ولكن بالأساس هو الاعتماد على (الحيل العسكرية) غير التقليدية حيث مطلوب منها أن تلعب دورا بارزا في أي مواجهه قادمة سواء كان في الجبهة الشمالية مع حزب الله او على الجبهة الجنوبية في أي حرب قادمة على غزة.
ورأى أن هذا الهدوء النسبي قد يتغير في أي لحظة، والحسابات الإسرائيلية تأخذ بعين الاعتبار أن استمرار الحصار وعدم الاعمار وتقييد حركة السفر من خلال إغلاق المعابر وأزمة الماء والكهرباء ومعبر رفح والبطالة والفقر وحالة القهر التي يعيشها الناس، (قهر من الأخ والصديق قبل العدو)، والأزمة المالية التي تعيشها حماس في عدم قدرتها على توفير رواتب لموظفيها بشكل دائم والتي كان آخرها إغلاق الجامعة الإسلامية، كل هذا لا يترك مجال لحسابات واستنتاجات من خلال الاعتماد فقط على المنطق إضافة إلى كل ذلك هناك عامل تفجير إضافي يتعلق في العلاقة بين غزة والضفة الغربية، الاتهامات الإسرائيلية المتكررة بأن هناك جهد واضح من بعض قيادات حماس في غزة، خاصة الأسرى المحررين من أبناء الضفة الغربية المقيمين في غزة حيث وفقا للادعاءات الإسرائيلية يسعون بشكل دؤوب للدفع بتنفيذ عمليات كبيرة في الضفة الغربية، آخر هذه الاتهامات ما نشره الإعلام الإسرائيلي باعتقال خليه في العيزرية بالقدس كانت تخطط لتنفيذ عمليات في الضفة بتعليمات ودعم من غزة.

تقرير: ايمن أبو شنب