وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تل ابيب وغزة ورام الله في مهب الريح

نشر بتاريخ: 15/01/2016 ( آخر تحديث: 15/01/2016 الساعة: 14:30 )
تل ابيب وغزة ورام الله في مهب الريح
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد اربعة شهور من الانتفاضة ، يفقد اللاعبون القدامى بريقهم ، وتصبح الاوزان أثقل مما ظنّوا سابقا ، والاهم من تعاظم الاعمال الانتفاضية في جميع المناطق هو انتشار رياح الانتفاضة التي هبّت في جميع المناطق دون استثناء من عرعرة والمثلث والنقب وحيفا ويافا ، الى بيت لاهيا وخانيونس وجباليا . فقد نجحت انتفاضة القدس في اعادة ترتيب الاوراق بطريقة جديدة وأدخلت لاعبين جدد ، وكما حدث بعد ثورة 25 يناير في مصر يحدث الان في فلسطين ، فقد نفّذ الشبان الصغار عملية التغيير القسرى للمعادلة السابقة ، ولكنهم لا يملكون القدرة على اتمام المهمة ، بل يتولاها - وسيدفع ثمنها - اللاعبون القدامى والاحزاب المعروفة .

ثلاث ساحات ساخنة الان تتصدر المشهد :
تل ابيب -
فقد عادت تواجه العمليات ولا يستطيع الامن الاسرائيلي حمايتها ، ورغم الدعم اللامنتهي من الادارة الامريكية للترسانة الاسرايلية الا ان التل أبيبيين فقدوا الشعور بالامان . وسيفقدون أكثر مع كل يوم يمضي .
رام الله -
نجحت رام الله في تأجيل المواجهة بين الجماهير الغاضبة وبين المستوطنين ، ونجحت مؤقتا في منع انهيار السلطة والانتقال الى مرحلة العصيان المدني ، لكن السبب في ذلك النجاح هو تأثير الرئيس عباس شخصيا ، ولو ترك الرئيس عباس منصبه او غادره لاي سبب كان فان هذا الاحتمال ( العصيان المدني ) سيكون هو الخيار الاول لدى الناس في انحاء واسعة من القدس والضفة الغربية ومناطق جيم .
غزة -
عادت جبهة غزة تسخن وتغلي لعدة أشباب منها التحريض الاسرائيلي على التسلح القائم وتطوير منظومة الصواريخ وشبكات الانفاق ، وهو ما يدفع رموز التطرف في حكومة نتانياهو لاعادة سيناريو الاعتداء على قطاع غزة من جديد .

ولا ننسى التفاعلات الداخلية التي تحدث في التيارات والمنظمات الفلسطينية والعربية واليهودية ، فهناك تراجع كبير لحركة الاخوان المسلمين لصالح السلفيين الاكثر تطرفا ، وهناك من يعتقد ان حزب التحرير خسر العديد من أنصاره لصالح داعش ، وهناك تراجع كبير لليبراليين والحمائم في منظمة التحرير لصالح الراديكاليين والصقور ، وهناك " صحوة " لدى اليسار الاسرائيلي على حساب اليمين المتطرف . وهنا تكمن الغرابة " العجيبة " ، فكلما نهض اليسار الفلسطيني  تراجع اليسار الاسرائيلي واكتسح اليمين المتطرف ، والعكس صحيح . فكلما نهض اليسار الاسرائيلي وأراد ان يحدث تغييرا ما ، نهض التطرف الفلسطيني وتقهقر اليسار العربي .
وهكذا دواليك .