|
"إبداع المعلم" والمؤسسات الشريكة تنجز مشروعا رائدا
نشر بتاريخ: 16/01/2016 ( آخر تحديث: 16/01/2016 الساعة: 12:39 )
رام الله- معا- أنهى مركز "إبداع المعلم" تنفيذ مشروع "تفعيل المشاركة المجتمعية في الرقابة على الموازنات العامة والإصلاح الضريبي"، وتضمن عدة محاور، من أبرزها العمل مع طلبة ومعلمي ومدراء 60 مدرسة، وزعت مناصفة بين الذكور والإناث، في 30 منطقة في الضفة.
ويعد المشروع نتاج شراكة بين أربع مؤسسات، هي: الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان"، والمبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح"، ومعهد الأبحاث التطبيقية "أريج"، اضافة إلى "ابداع المعلم"، علما أن المشروع نفذ بدعم من مؤسسة "أوكسفام". وهدف المشروع الذي كان بدأ تنفيذه خلال وقت سابق من العام الماضي، إلى تعزيز قدرة الفئات المستهدفة وتحديدا طلبة المدارس والجامعات على المساءلة، اضافة إلى اكسابهم مهارات تتعلق بالضغط والمناصرة من أجل تبني موازنات تراعي حقوق الإنسان، بما ينعكس على أولويات الإنفاق العام، لا سيما على صعيد الهيئات المحلية، والمؤسسات الرسمية مثل الوزارات. وحسب منسقة المشروع هالة كتانة، فإن المشروع يمثل تجربة نوعية، خاصة أنه ركز على شريحة مهمة هي الطلبة، الذين يعول عليهم كثيرا في بناء مستقبل أفضل. واشارت كتانة، إلى أنه جرى اختيار مدرسة للإناث وأخرى للذكور في كل منطقة تم العمل عليها، وتكليف الطلبة فيها بالذات بدراسة موازنات الهيئات المحلية في مناطق سكناهم. ولتحقيق غاية المشروع، عمد القائمون عليه في البداية إلى اخضاع 60 من معلمي مادة الإدارة والاقتصاد في المدارس المستهدفة، لتدريبات تتصل بأمور مثل تحليل الموازنات، واعداد التقارير، وحقوق الإنسان، إلى غير ذلك، ما اقترن بإجراء تدريبات مماثلة لـ 60 مديرا، و17 من مشرفي الإدارة والاقتصاد، العاملين في مديريات التربية والتعليم في المحافظات المختلفة. اثر ذلك وتحديدا مع بداية الفصل الأول من العام الدراسي الحالي 2015-2016، تم الشروع بالعمل مع طلبة الصف الحادي عشر في المدارس الـ (60). واوعزت كتانة اختيار طلبة الحادي عشر، إلى تضمن منهاج "الإدارة والاقتصاد" الذي يتلقون، جوانب تتعلق بالموازنة، بالتالي جرى التركيز في الحصص الصفية على التعريف بالمشروع، وآلياته، والطلب من الطلبة بإعداد مشاريع تقوم على دراسة موازنات الهيئات المحلية. وذكرت مديرة برنامج التربية المدينة في مركز "ابداع المعلم" هلا القبج، أن المشروع الذي يمثل مبادرة ريادية تعتبر الأولى من نوعها، يسجل له ترسيخه مفهوم المشاركة المجتمعية، إلى جانب تكريسه مهارات البحث، والاتصال، وقيم تتعلق بالمساءلة. واوضحت أن تجربة العمل الميداني الذي نفذه الطلبة، واستند على التوجه إلى الهيئات المحلية، ودراسة وتحليل موازناتها، إلى جانب التقاء العديد من الأوساط القيادية فيها، كان له أثر بارز في احداث حراك مجتمعي ملموس على غير صعيد. وتجلى نتاج الزيارات المتكررة التي قام بها الطلبة إلى الهيئات المحلية، والتساؤلات التي أثاروها مع المسؤولين فيها، في اعداد تقارير مفصلة تتضمن قراءاتهم للموازنة، ونقاط القوة والضعف فيها، والفجوات التي لا بد من جسرها. وعرض الطلبة هذه التقارير، وطرحها للبحث والنقاش في اطار جلسات استماع، نظمت في كافة المناطق التي استهدفها المشروع، وذلك بمشاركة الهيئات القيادية في الهيئات المحلية، علاوة على ممثلين عن المجتمع المحلي في كل تجمع (منطقة مستهدفة). وكان من اللافت في عملية عرض التقارير، اعتماد الطلبة على آليات تكنولوجية في عملية العرض، واثارة مسائل ومطالب متنوعة بعضها ذي طابع تخصصي، على مسؤولي الهيئات المحلية، عبر التوصيات التي اقترحوها. وقد حرصت الجهات القائمة على المشروع، وتحديدا "ابداع المعلم"، على اجراء عملية تحكيم مركزي للمشاريع (التقارير الطلابية) في رام الله، وذلك في اطار عناية هذه الجهات بتعميم الفائدة، علما أنه تم تشكيل لجنة مهنية، تضم ممثلين من "ابداع المعلم"، ووزارة التربية والتعليم العالي، اضافة إلى طرف خارجي لتقييم المشاريع، واختيار أفضل مشروع من بينها. وبموازراة ذلك تم العمل في اطار محور آخر للمشروع، مع 34 طالب اعلام في جامعات النجاح، وبيرزيت، والقدس، والخليل، والعربية الأميركية، والكلية العصرية الجامعية. وقد خضع الطلبة المختارون بناء على تنسيب من مؤسساتهم التعليمية، لتدريبات متنوعة، تتناول مفاهيم مثل التدقيق الاجتماعي، وتحليل الموازنات، وعمل الهيئات المحلية وخلافها. وأوكل للطلبة الجامعيين مهمة اعداد تقارير اعلامية، أو أوراق حقائق عن موازنات وعمل الهيئات المحلية محط الدراسة في المشروع، يفترض أن يتم نشرها على صفحة "ابداع المعلم" على شبكة الانترنت، أو في وسائل اعلام مختلفة إن أتيح ذلك، وفق ما ذكرت كتانة. واقترن ما تقدم، بتنظيم ورشات عمل توعوية استهدفت المجتمع المحلي في المناطق الـ (30) التي ركز عليها المشروع. كما تضمن المشروع اعداد دراسة من قبل ائتلاف "أمان"، حول "موازنات الخطط القطاعية في وزارات التربية والتعليم العالي، والصحة، والشؤون الاجتماعية"، من هنا أجري بحث معمق لموازنة هذه الوزارات للعام 2015، وضمن موازنة العام الحالي، مع التركيز على الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، فضلا عن تقديم توصيات محددة في هذا المجال. وجرى مؤخرا تسليط الضوء على مخرجات الدراسة، بمشاركة الأطراف المعنية في الوزارات الثلاث ضمن لقاءات (طاولة مستديرة) نظمت لهذا الغرض. وكان أحد أبرز توصيات هذه اللقاءات، ضرورة العمل مع وزارة المالية على تحديد الأسقف المالية، والأولويات للبنود التطويرية خاصة للوزارات الثلاث. وقالت القبج، بعد الشوط الطويل الذي قطعه المشروع، أن أحد أبرز مزاياه هو تناوله لمسألة تحليل الموازنات للهيئات المحلية من منظور حقوق الإنسان، مبينة أنه بمثابة خطوة أولى لكن في غاية الأهمية للطلبة المشاركين، لجهة التعرض والتعرف على مفاهيم الموازنة وتحليلها، وبنية الهيئات المحلية، وكيفية ممارسة دور رقابي ومؤثر. واشارت الى أن: إننا نولي أهمية خاصة في مركز ابداع المعلم مع سائر الشركاء، على تعميم قيم النزاهة والشفافية والمساءلة، بالتالي فإن للمشروع دورا محوريا لجهة تمكين الطلبة من امتلاك وتوظيف أدوات رقابية عديدة لسبر غور أمور قد تبدو معقدة للبعض مثل الموازنات وعمل الهيئات المحلية، ويصعب العمل عليها. واستدركت أحد أهداف المشروع انه يكمن في الوصول إلى أصحاب القرار، ومعدي الموازنات وهذا الأمر تحقق بالفعل، لكن العنصر الأكثر أهمية بالنسبة إلينا هو تحقيق الاستمرارية، بالتالي فإن الطالبات والطلبة الذين استهدفوا بالمشروع هم نواة لمنتديات شبابية، تشكل أجساما يعول عليها الكثير لجهة نقل المعارف التي اكتسبوها إلى الآخرين، إلى جانب كونهم أحد ركائز تكريس قيم المساءلة في المناطق المستهدفة. وتابعت القبج: طبيعة مخرجات المشروع، لا سيما جلسات الاستماع والورشات التوعوية، تمثل نموذجا يمكن البناء عليه لإخضاع منظومة أداء وانفاق الهيئات المحلية وغيرها من المؤسسات الرسمية للمساءلة المجتمعية، بما يسهم في تقوية المجتمع وهيئاته المختلفة، وهو هدف أعتقد أن الجميع يسعى للوصول إليه. |