نشر بتاريخ: 16/01/2016 ( آخر تحديث: 16/01/2016 الساعة: 15:48 )
نابلس - معا - أعلن الكاتب الفلسطيني الدكتور سميح مسعود إشهار الجزء الثاني من كتابه الروائي (حيفا- برقة البحث عن الجذور) في حفل مهيب حضرة شخصيات أدبية ووطنية وسياسية وثلة من أهالي قرية برقة شمال غرب نابلس والقرى المجاورة وبحضور وكيل وزارة الثقافة الشاعر عبد الناصر صالح.
وانطلق حفل إشهار الكتاب في مجلس قروي برقة وسط حالة من التفاعل الكبير بين الحضور والكاتب الذي أعرب عن فرحته الكبيرة بلقاء أهل قريته والتواجد بينهم وإطلاق روايته وسطهم.
وقدّم ضرار أبو عمر عضو المجلس القروي عريف الحفل في كلمة موجزة تعريفا للكاتب مسعود وبعض الحاضرين من أهالي القرية الذين يقطنون بمدينة حيفا واكسال قضاء الناصرة ومدن أخرى بالداخل الفلسطيني، إضافة لأهالي القرية المقيمين بمدن الضفة الغربية.
وحضر الحفل ضيوف من القرى المجاورة لبرقة من بيت امرين وياصيد وسبسطيه والناقورة وبيت إيبا وجرى تكريم بعض الأدباء والكتاب والحضور لا سيما المرافقين للكاتب مسعود من الداخل الفلسطيني المحتل، فيما القت الطفلة شفاء صلاح قضيدة شعرية.
وتحدث خلال الحفل كل من رئيس المجلس القروي سامي دغلس وعبد االناصر صالح وكيل وزراة الثقافة وغسان دغلس ممثلا عن محافظة نابلس والدكتور سهيل أسعد والذي يشغل نائب رئيس بلدية حيفا وتعود جذوره لقرية برقة وناصيف المعلم مدير المركز الفلسطيني لقضايا السلام والديمقراطية، وختم المؤلف الدكتور سميح مسعود بكلمة ترحيبية بأهالي قريته والحضور وبتعريف موجز للكتاب.
وفي البدايه رحب سامي دغلس باسم المجلس القروي وباسم اهالي برقه في الوطن والشتات بالحضور وقدم شكره للدكتور مسعود، كما قدم في كلمته موجزا تعريفيا بقريته برقة وحالها واعتزازها بماضيها وشهدائها ورجالها ومنهم الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد ال سيف قائد قطاع الشمال في ثورة 1936 وبأمثال الدكتور مسعود الذي يوثق تاريخها بتفاصيل دقيقة يتوق لسماعها ومعرفتها الكثيرون.
وأشار إلى أن معركتنا مع الاحتلال معركة وجود وحضارة ومعركة إنسانيه نثبت فيها نحن الشعب الفلسطيني عمق إنسانيتنا التي منها نكتسب قوتنا ووجودنا بينما الاحتلال يعتمد على القوه العسكريه وقوة الحديد والنار والتطهير والقتل البربري وفي ختام كلمته أشاد دغلس بالحضور والمشاركين وكل من ساهم بإنجاح هذا الاحتفال.
أما الشاعر عبد الناصر صالح فقد تلا قصيدة شعرية في بداية كلمته وجه خلالها التحية لبرقه وتاريخها ورجالها، وتحدث عن أهمية إصدار مثل هذا الكتاب، وقال إن المطلوب منا أن نبحث عن الجذور من اجل تعميق جذورنا في وطننا، وإن مثل هذه الروايات توثق تاريخا فلسطينيا بأكمله وتمكن للبناء عليها مستقبلا في النضال الفلسطيني لبرقة ولغيرها من القرى والمدن الفلسطينية في بناء دولة مستقلة وذات سيادة والقدس عاصمتها الأبدية.
وأكد في إشارة منه لكتاب الدكتور سميح مسعود أن هذا يحمي الثقافة الفلسطينية في ظل ما تتعرض له من عملية محو وتضليل يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، وقال إن هذا التوثيق الفلسطيني للتاريخ بمختلف مراحله يدعو للتشبث بكل ما هو فلسطيني وحفظ الأسماء وذاكرة المكان والزمان وأشاد بدور برقه ورجالاتها وما قدمته للوطن من شهداء وتضحيات جسيمه فداء للوطن وفلسطين وحيا شهداء الشعب الفلسطيني كافة.
وبدوره عرّج الدكتور سهيل الأسعد والذي تعود جذوره لقريته برقة عن الحقبة التي مر بها الدكتور سميح مسعود خلال تقديمه للكتاب، وقال إنه كان من الذين أسهموا في التعريف بكتاب الدكتور سميح في الجزء الأول.
وتحدث الأسعد بشوق أكثر حين أتى على ذكر حكايات مشابهة لتلك التي رواها الدكتور مسعود في كتابه كحكاية والده الفلاح الذي واصل وأكمل تعليمه في مدينة القدس ثم عاد لأخذ أشقائه من القرية ونقلهم للقدس لإكمال تعليمهم أيضا، كما أشار إلى أهمية الوجود العربي داخل مدينة حيفا واستعرض مسيرة اللجوء والبقاء في الداخل الفلسطيني وتشبث اقليه بوطنها مما ساهم في تعزيز الصمود الفلسطيني هناك، وقال إن عدد العرب في حيفا كان ثلاثة آلاف فلسطيني بعد النكبة عام 1948 والآن هم يفوقون خمسة وثلاثين ألفا وتمنى لأبناء قريته برقه النجاح والازدهار.
أما غسان دغلس ممثل محافظة نابلس ومسئول ملف الاستيطان والجدار في شمال الضفة فقال في كلمته إن برقة دائما متقدمة في الأدب والثقافة والعلم وكل شيء وسبقه في النضال والتضحيات وفي تقديم الشهداء الذين ماانفكت تزفهم واحدا تلو الآخر على مدى التاريخ والصراع الفلسطيني مع المحتل الإسرائيلي.
وقال إنه وباسم محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب يرحب بالضيوف والكاتب سميح مسعود وأهل برقه من فلسطيني الداخل والحاضرين من القرى المجاورة، وشكر بدوره جهود مجلس قروي برقه وقال إنه يهدفون وعلى المدى القريب لتحويل المجلس القروي لمجلس بلدي لتأخذ القرية ما تستحقه ا مقابل النضال الذي قدمته ولا زالت.
أما ناصيف المعلم فقد قدّم شرحا مختصرا للكتاب وقال إنه يقوم على أربعة قواعد تحدث فيها الكاتب مسعود على البعد الفني والقيمي والوطني والتثقيفي، وكيف سعى الكاتب منذ البداية بالتركيز على قضايا وقصص وحكايات تعيد القارئ لما كان يعيشه الفلسطيني آنذاك واهمية الماضي في التواصل والاستمرارية على أرضه، حيث أن الذاكرة هي العامل الحاسم في الصراع مثلما راهن العدو واهما على فقدان ذاكرة الأجيال الجديدة بعد موت الكبار.
وأشاد بالتعايش الأخوي عبر التاريخ بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين بوجه عام وبرقه بوجه خاص وأشار إلى أن ثقافة الشعب الفلسطيني هي ثقافة التسامح وحب الحياة ورفض الرضوخ للمحتل.
وبعد ذلك قدمت الطفلة شفاء منتصر قصيده عن أهمية الصمود في الوطن ومواجهة التحديات.
وكان الكلمة الختامية للمؤلف الدكتور سميح مسعود والتي تحدث بهام بشيء مقتضب عن روايته والصعوبات التي واجهته بالانتقال من مكان لآخر بالبحث عن الجذور.
وقال د سميح إن كتابه ليس رواية شخصيه أو سيره ذاتيه وإنما هي تسجيل لذاكرة المكان الذي لا ينتهي ولا ينسى بخروج أصحابه منه على عكس ما يعتقد الآخرين وأشاد بكل من قدم له المساعدة أثناء كتابة الكتاب وسهل له عملية البحث والزيارات واجراء المقابلات وقدم الشكر لاهالي قريته برقه في برقه وفلسطين والاردن والشتات وكذلك قدم الشكر لمجلس قروي برقه على ترتيب هذا الاحتفال
وفي نهاية الاحتفال تم توزيع أكثر من 100 نسخه من الكتاب على الحاضرين وقام رئيس وأعضاء مجلس برقه بتوزيع الدروع التقديرية على كل من د. سميح مسعود والدكتور سهيل سعيد والشاعر عبد الناصر صالح والأستاذ ناصيف معلم والناشطة حسناء دراوشه تكريما لهم على جهدهم بدعم الكاتب والوقوف معه ومساندته في إطلاق مؤلفيه.