|
أسفله قبور وفوقه سوق للاغنياء والفقراء
نشر بتاريخ: 16/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
بيت لحم- تقرير معا- يعتبر سوق البالة في بيت لحم معلماً من معالم المدينة السياحية، وواجهة للكثير من المواطنين الذين يبحثون عن كل ما يحتاجونه بأسعار زهيدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ومن يقترب من سوق بيت لحم يستطيع سماع أصوات الباعة التي تصدح في كل مكان، وهو أسلوب يستخدمونه لجذب الزبائن لمشاهدة وشراء ما يعرضونه، ويوفر سوق البالة الذي يعمل على مدار كامل أيام الأسبوع الأحذية والملابس والأدوات الكهربائية وأدوات المطبخ والإكسسوارات وعدة البناء. واكتُشفت في السوق مجموعة قبور تعود للعصر الروماني، وقالت ايمان الطيطي القائم باعمال مدير اثار محافظة بيت لحم، ان الوزارة اكتشفت عند تنفيذ مشروع بيت لحم 2000 عدة قبور اسفل السوق، وعثرت اثناء الترميم الذي جرى العام الماضي على قبر اخر، حيث تم توثيقها وحفظها وحمايتها ضمن الاسس والمعايير المتعارف عليها في الحفظ. وقالت الطيطي، ان سوق بيت لحم القديم يقع ضمن البلدة القديمة التي تطورت احيائها السكنية والتاريخية على مر العصور، ابتداء من العصر الروماني وحتى القرن العشرين، وهو نوذج للقرية الفلسطينية التقليدية. ويقول ناجي موسى علي (45 عاما) صاحب إحدى بسطات سوق بالة بيت لحم، ان الآلاف من المواطنين يقصدون السوق نظراً للظروف المادية الصعبة، بحثا عن ما يحتاجونه بأسعار رخيصة مقارنة بالمحال التجارية التي تبيع سلعاً جديدة، موضحا "هنا ماركات بأسعار تناسب الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطينية، طبقة الفقراء". وأضاف علي الذي يعمل في السوق منذ نحو عشرين عاما، ان الأوضاع في تدهور مستمر، والمواطنين في ترقب لما ستؤول إليه الاحداث، منذ أكتوبر الماضي انخفضت المبيعات كثيرا". وتابع علي الذي يعيل عائلة تضم أربعة طلاب في الجامعات، ان السوق يعتبر مصدرا للرزق لأكثر من أربعين عائلة. ورغم تراجع البيع إلا ان علي يعتبر يوم السبت الأفضل في الأسبوع، حيث عطلة المواطنين الذين يعملون في إسرائيل والذين يؤمون السوق، وهو ما يساعد في إنعاش السوق والمحافظة على ديمومته". واستدرك قائلا "ان السوق ليس فقط للفقراء فهناك بعض الأغنياء الذين يقصدونه وممن يحتلون مناصب عالية".
وقال ان معظم الباعة يعملون بشكل قانوني داخل السوق، حيث يدفع نحو 1200 دينار خلال العام الواحد للبلدية على بسطة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف. وتعرض السلع التي يتم جلبها من إسرائيل بين التجار في السوق، على شكل مزاد يقدمها شخص يعرف بـ "الدلال" حيث يبيع بضاعته لمن يدفع أكثر، ويقوم التاجر الذي يشتري البضاعة بإعادة تصليحها وبيعها بشكل أفضل، يقول أنور البلعاوي احد الباعة في السوق. ويضيف البلعاوي (42 عاما) ان هذه المهنة تساعده في توفير ما تحتاجه عائلته التي تتكون من 11 فردا، حيث يقوم ببيع الأحذية بأسعار رخصيه تناسب الجميع.
تقرير وجدي الجعفري .jpg?_mhk=418cdb2d0c96d40b97ebb9f9c1046600082f2a8754c049e239747d53d24020f58d6c51639ad65d7f36e2312cd762d930' align='center' /> |