وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ككُلِّ شتاءٍ ما زالَ هؤلاء الأطفال يعيشون في البرْدِ

نشر بتاريخ: 18/01/2016 ( آخر تحديث: 18/01/2016 الساعة: 22:11 )
ككُلِّ شتاءٍ ما زالَ هؤلاء الأطفال يعيشون في البرْدِ
الكاتب: عطا الله شاهين
حينما نشاهدُ هؤلاء الأطفال ينامون على الأرضِ في أجواءِ البرْدِ، نحزنُ على حالهم، فنراهم في فصلِ الشّتاء ينامون في خيامٍ باردة، رغم كوانين النَّار المُشتعلة داخل تلك الخيام، إلا أنَّ الجوَّ يبقى بارداً فيها، فالاحتلال دمّر منازلهم، لكنّهم ما زالوا ينتظرون مع أهاليهم إعادة بناء تلك المنازل، التي دمرتْ بفعل القصفِ الوحشي.. ففي كُلِّ شتاءٍ نراهم يلعبون بالقُربِ مِنْ رُكامِ منازلهم المُدمّرة، وحين ننظرُ إليهم ندمعُ عليهم ونبكي بكُلِّ ألمٍ، ونتساءلُ حينما نراهم وهم يرتجفون متى سنراهم في بيوتٍ صحية ؟.. فهم يتوقون لدفءٍ كما تعوّدوا عليه قبل العدوان في منازلٍ ما زالتْ ركامها أمام أعينهم ..
فذكريات طفولتهم ما زالتْ تَحْتَ الرُّكامِ.. وكما نشاهِدُ فالخيامُ هناك لا تقوى على الصّمودِ أمام الرّياح العاتية ولا يمكنُ أنْ يعيشَ فيها المرء بلا تعرضٍ لأمراضِ الشّتاء من برْدٍ قارس.. فحين نشاهدُ هؤلاء الأطفال يلعبون تَحْتَ المطرِ، وأمام تلك الخيام، ولا يريدوا الابتعادَ عنْ تلك الركام، فحينها ندركُ مدى حُبّهم للمكان..
فهذه المشاهِدُ المؤلمة لهؤلاء الأطفال، الذين ينامون وهم يرتجفون من شدّةِ البرْدِ، تجعلُنا في كرْبٍ دائمٍ، وغضبٍ مجنونٍ، لأنَّ هذه المشاهد تجعلنا نتساءلُ هلْ يراها العالم ويصمت؟ فهؤلاء الأطفال لهم الحقّ في البقاءِ والعيش كباقي أطفال العالم، فلماذا تتركوهم بلا مأوى؟ ..