نشر بتاريخ: 20/01/2016 ( آخر تحديث: 21/01/2016 الساعة: 14:37 )
بيت لحم - معا - جهاد زيدان لاجىء فلسطيني يعيش في لبنان وبالتحديد في مخيم المية وميه قضاء صيدا، شاب في مقتبل العمر ولم يتجاوز
العشرين، ولد لاسرة فلسطينية لاجئة فقيرة عاشت ولا زالت في احد المخيمات الفلسطينية المنكوبة بالفقر والحرمان في لبنان.
لم يكمل جهاد مشوار تعليمه الجامعي كحال الكثير من الشباب الذين يحول بينهم وبين ذلك الفقر وقلة الحيلة والحرمان، فوالد جهاد يعمل مسعفا في المخيم والمناطق المجاورة بأجر لم يكفيه ليتمكن ابنه من تحقيق رغبته وغاية مناه في أن يكون طالبا جامعيا ناجحا ويحمل أفضل وأعلى الدرجات العلمية التي سوف تضمن له مكانا اجتماعيا مميزا بين أقرانه وفي محيطه.
ونظرا للبطالة المرتفعة بين الشباب في مخيمات اللاجئين وبسبب مخاطر البطالة وأثارها السلبية، وخوفا على جهاد من الانزلاق في مهاوي الحروب والنزاعات الدائرة في المخيمات، وحرصا منه ومن والديه على أن يكون جهاد سندا لوالديه واخوانه الصغار في اكمال مشوارهم التعليمي، فقد قرروا البدء باقامة محل تجاري صغير في البداية ومن ثم بتوسع مستقبلا.
ويقول جهاد ووالده انهما بدأ بدراسة مخيمهم وما هي انسب أنواع المشاريع التجارية الصغيرة التي تناسبه وتتوفر لها فرصة النجاح والاستمرار والتطور في المخيم في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها واستقر بهم الرأي على انشاء محمص تجاري لبيع القهوة والمكسرات والتوابل.
وأضافا انهما بدأ العمل على تأسيس المشروع على أرض الواقع، فقد قاما باعادة تأهيل وتنظيف جزءا من بيتهم الذي يطل على الشارع ليكون مقرا لمشروعه الصغير، فقاما بالأعمال الأساسية االازمة من قصارة وطلاء وانارة وشبكة الكهرباء والمياه، وقد أنجزا ذلك بالكامل من مال والد جهاد الخاص الذي سعى جاهدا لادخاره خلال سنوات عمله الطويلة.
ولكن للأسف المال لا يكفي لشراء الماكينات والمعدات اللازمة والبضاعة التي سيتم بيعها في المحل. كانت انوي الحصول على قرض من أحد البنوك واقوم بمساعدة ابني على تسدبده ويمكن للعائلة الضغط على نفسها والتحمل حتى اتمكن من سد القرض. وبعد علمي بمؤسسة "وافا" وما تقدمه من تسهيلات لأصحاب الأفكار والمشاريع الصغيرة تراجعت وابني عن فكرة الذهاب الى البنك وتوجهنا بطلب الى المؤسسة. وبالفعل حصل جهاد على قرض حسن بقيمة 3000$ وتمكن من شراء البضاعة والمعدات والمستلزمات المطلوبة وبدأ بتشغيل المحل. يقول والد جهاد.
هذا القرض اضاف معنى وقيمة للحياة لدى جهاد الذي كان يترنح يمنة ويسرى بين مخاطر الفراغ والبطالة واصبح يشعر بمسؤولية تجاه نفسه واسرته. يقول والد جهاد.
حول الأثر الأقتصادي والأجتماعي للمشروع، يقول جهاد أنه أصبح يشعر بالمسؤولية تجاه اسرته ومجتمعه وتحول من الفراغ والبطالة الى الفعالية والانتاج، كما انه الوضع المادي لعائلته تحسن، اضافة الى تمكنه من مساعدة أخوانه على اكمال دراستهم المدرسية، كما ان المحل وفر وظيفة ثانوية لوالد جهاد.
بدوره قال مدير تطوير البرامج في المؤسسة ايهاب المحتسب لوكالة معا ان المؤسسة تسعى لتطوير مفهوم تمكين ابناء الشعب الفلسطيني، وازالة مفهوم تلقي المعونات واكسابهم مفهوم الاعتماد على نفسهم من خلال البرامج والمشاريع الصغيرة لتمكينهم من العيش بكرامة تطبيقا للنظرية التي قدمتها جامعة هارفارد التي قالت ان 60% من ابناء الشعب الفلسطيني يمكن ان يكونوا مسيرة نجاح لو اخذوا فرصة للعمل.
وأضاف ان المؤسسة تقدم خدماتها في فلسطين ولبنان واندونيسيا وتركيا، لافتا انها قدمت نحو 7 الاف قرض.
ويمكن التواصل للمؤسسة عبر الموقع الالكتروني:
انقر هنا