|
مؤسسة الأقصى تكشف عن خطورة حفريات إسرائيلية ملاصقة للمسجد الأقصى تهدف للوصول الى قبة الـصـخرة
نشر بتاريخ: 21/09/2005 ( آخر تحديث: 21/09/2005 الساعة: 19:58 )
القدس-معا- كشفت مؤسسة الاقصى لإعمار المقدسات الإسلامية عن خطورة حفريات ملاصقة للمسجد الأقصى ، تقوم بها سلطة الآثار الإسرائيلية بالتعاون والتنسيق الكامل مع منظمة " عطيرات كوهنيم" الناشطة في مجال تهويد القدس وبناء الهيكل المزعوم وتتمثل خطورة الحفريات بحجمها عمقاً وعرضاً وطولاً ، وبقربها من المسجد الأقصى ، وتأثيرها الخطير على أساسات المسجد الأقصى والبيوت الملاصقة ، وتمثلت الخطورة أيضا بتناقل اخبار عن شهود عيان بوجود انفاق جديدة متشعبة توصل الى المسجد الأقصى .
جاء ذلك خلال جولة ميدانية قامت بها مؤسسة الاقصى طوال يوم أمس الثلاثاء إلى منطقة شارع الواد وباب السلسلة - أحد أبواب المسجد الأقصى - وبالتحديد قرب " مطعم البراق " وبيوت آل الزربا وآل العسيلي ، وهي المنطقة الملاصقة جداً للمسجد الاقصى ، واستمعت إلى شهادات كثيرة تأكد تواصل الحفريات الإسرائيلية في المنطقة المحاذية للمسجد الأقصى والمقابلة لقبة الصخرة المشرفة ، بل وتأكد شدة وعمق وخطورة هذه الحفريات من خلال سماع أصوات أدوات الحفر القوية بالليل والنهار ، والمشاهدة العينية من قبل بعض المقدسيين لعمق الحفريات الاسرائيلية وتشعبها ، وقد استطاع بعض المقدسيين الدخول إلى عمق المنطقة التي تتم فيها هذه الحفريات الخطيرة قبل أيام . غني عن القول والتفسير كيف استطاعت منظمة " عطرات كوهنيم " الاستيلاء على عقار إسلامي في البلدة القديمة في القدس ، يعود تاريخه إلى الفترة المملوكية واستعمل كحمام شعبي الى ما قبل الاحتلال الاسرائيلي لشرقي القدس عام 1967 ، منظمة " عطيرات كوهنيم " استولت على المبنى الذي كان بحوزة مواطن مقدسي وافتتحته دكاناً لبيع الكتب والحاجيات المقدسة لليهود ، اما اليوم فيجري في الموقع الذي يقع في أقصى الزاوية الغربية للمسجد الأقصى باتجاه حائط البراق ، على الزاوية الغربية للمبنى نصبت لافتة زرقاء كتب عليها بالعبرية " سلطة الآثار " مرفقا بشعارها ، وهو الدليل الواضح أن السلطة الآثار هي الموكلة بأعمال الحفريات في الموقع . بابا الموقع مغلقان، على احداهما ألصقت ورقة بيضاء - يبدو انها حديثة - كتب عليها بالعبرية " خطر - منطقة حفريات - الدخول ممنوع للغرباء " الباب الثاني فيه فتحات حديدية مشبكة ، ألقينا نظرة متمعنة الى الداخل واستطعنا الحصول على صور تبين حقيقة الحفريات الجارية داخل المبنى ، واكياس التراب المستخرجة. سطح المبنى محاط بسياج حديدي ويرى آثار مبنى وأقواس هدم أكثرها وبقايا أكياس مملوءة بالتراب ، وفتحة مغلقة بشباك حديدي ، حدثنا سكان الموقع انها فتحة بئر عميق ، وأن هناك مخطط اسرائيلي لبناء كنيس يهودي في المكان . في الجوار - أي أعلى وجوار الموقع الذي يتم فيها الحفريات - تقع عدة بيوت تعود إلى عائلة آل الزربا المقدسية ، في بيته استقلبنا الحاج عبد الوهاب أنيس الزربا كما ورد في بيان مؤسسة الاقصى ، أما الإبن معاذ فقال " الحوش" البيوت المتلاصقة بناء - هو وقف ذري لآل الزربا ، ثم وأشار بيده عبر شباك البيت ، محدثا أن الحفريات الجارية في موقع عطيرات كوهنيم " قريبة جدا من المسجد الأقصى - مسافة ثلاثة بيوت فقط- ويؤكد على كلامه بالإشارة ثانية إلى تجمع أمكنة الوضوء في باب المطهرة وهي داخل اسوار المسجد الأقصى ، وفعلا من خلال الشباك ترى سقف امكنة الوضوء ، بمعنى أن مبتدأ الحفريات باعتقاد معاذ لا يبعد أكثر من 30 متر هوائي عن سور المسجد الأقصى . الحاج عبد الوهاب يحدث مؤسسة الاقصى عن تشققات حصلت بسبب اعمال الحفريات الإسرائيلية في بيته وبيت إخواته وجيرانه وبالذات بيت أخيه الشيخ عبد الكريم الزربا ، كما ويشير الى أن ما في المنطقة وتحت بيته وتجاوره آبار عديدة ، بعضها كان يستعمل للشرب وآخر كحمام اطلق عليه اسم " حمام العين" ثم يتحدث عن تاريخ المنطقة ومخططات اسرائيلية لبناء كنيس يهودي على سطح موقع الحفريات المستولى عليه من قبل منظمة " عطرات كوهنيم " ، مؤكدا ان المكان كان يطلق عليه مسمى الحاكورة - أي فناء وساحة زراعية، وكان تابعا للاوقاف الاسلامية للقدس أصلاً . أما الشيخ عبد الكريم أنيس الزربا - أحد أئمة المسجد الأقصى - والذي يسكن في الطابق الثالث للمبنى ، فيؤكد تواصل الحفريات الاسرائيلية وقوتها ، والتي تسببت بأضرار جسيمة في بيته ، تشققات كبيرة من الداخل والخارج ، انهيار اجزاء من غرف البيت ، الأمر الذي دفعه والعائلة لمغادرة البيت لخطورة السكن فيه ، واتخاذ مسكن بديل في بلدة ضاحية البريد - من ضواحي القدس - . الشيخ عبد الكريم ابن الحي والمطلع على احوال البلدة القديمة، ما فوق الأرض وما تحت الأرض ، يؤكد أن ما تحت البيوت هو عبارة عن منطقة فراغات متشكلة من عقود وأقواس مبنية قديماً بشكل متواصل على امتداد البيوت كلها وحتى المسجد الأقصى ، ويؤكد الشيخ عبد الكريم أن أساسات البيوت في الأصل كانت قوية فحجارة أساسات البيت القديمة تركزت على حجارة كبيرة يصل حجم الواحد منها الى متر مربع تقريبا ، مما يؤكد شدة وقوة الحفريات ، فلولا ذلك لما تشققت وتصدعت الجدران بهذه الكثرة في البيت والتي تزداد يوما بعد يوم . وقال موظفي مؤسسة الاقصى وهو برفقة الشيخ عبد الكريم واخيه عبد الوهاب الذي دعاه الى بيته في الطابق العلوي اطلعه على التصدعات ، التشققات ، إنهيار أجزاء من البيت في كل مكان ، الأمر أشبه بحدوث هزة أرضية ألحقت أضرارا جسيمة في البيت كما تقول المؤسسة ، منظر بيت مهجور ، من الشباك ينظر الشيخ الى المسجد الأقصى مدللاً إلى قرب الموقع الى الحرم القدسي الشريف ، وكذا المشهد على سطح البيت ،المسجد الأقصى في مرمى الحجر ، ولك ان تصور كما هي الحفريات الاسرائيلية ملاصقة للمسجد الاقصى ... الى أسفل بيوت آل الزربا يقع بيت عمر أبو رميلة - طبعا البيوت السفلى هي عبارة عن أقواس متواصلة وبناء قبـبـي أغلقت جدرانها - في البيت تواجد السيدة إيمان عمر ابو رميلة ، أشارت بيدها الى التشققات الكبيرة التي حصلت في البيت - أصلحوا جزءا منها أما قسم من البيت فمغلق لخطورة الاقتراب منه- ، تحدث بيقين :" منذ فترة طويلة نسمع أصوات قوية في الليل ، البيت يهتز من قوة الحفر ، الأمر أدى إلى هذه التشققات ، والحفريات تجري تحت البيت ، والتي جعلت البيت في وضع خطر وغير مستقر ، هذه الحفريات والأصوات نسمعها منذ عام تقريبا " ، تضيف :" في العام الماضي عند حدوث زلزال بسيط في منطقة القدس رأيت بأم عيني كيف فتح الشق في البيت ثم رجع الى حالته ، قمت مسرعة " كالمجنونة" هاربة الى خارج البيت ". إلى اسفل منهم وبالجوار يسكن السيد فهمي ناصر الدين - والذي يعمل منذ زمن طويل حارساً في المسجد الأقصى - يحدث بحرارة عن مخاطر الحفريات وبخبرته الطويلة وسنّه ومعرفته بأحوال المسجد الأقصى يقول :" انا لا أستبعد أن الحفريات قد وصلت إلى داخل المسجد الأقصى ، بل إلى العمق السفلي تحت قبة الصخرة ، إنهم يبحثون عن قدس الأقداس وتابوت الألواح الذي يمكنهم من بناء الهيكل المزعوم " ،وهنا نشير إلى أن جاراً لسيد فهمي ناصر الدين اكد للمؤسسة انه قبل فترة أجرى السيد فهمي اعمال تصليح وترميم في بيته ،وخلال اعمال في مصطبة البيت حدث إنهيار أو وصلهم إلى ما هو موجود تحت البيت من فراغات ، هذا الجار أكد أنه عندما نزلوا إلى ما تحت البيت رأوا انفاقا متشعبة تصل حتى باب السلسلة ، وكانت المنطقة كلها منارة بالأضواء ". واصلنا السير برفقة الشيخ عبد الكريم والسيد عبد الوهاب كما ورد في بيان مؤسسة الاقصى ... وولجنا طريقا هي عبارة عن أنفاق عن جنبيها بيوت مسكونة والنفق في نهايته يوصل إلى منطقة قريبة من المسجد الأقصى ، في الطريق التقينا الشاب صامد جمال عسيلي - وهو أيضا يعمل حارسا في المسجد الأقصى - من جهته أكد لنا هو الآخر بأن أصواتا قوية يسمعونها يومياً تحت البيت الذي هو أقرب مسافة من غيره الى المسجد الأقصى. عدنا أدراجنا إلى المبنى المقابل لموقع حفريات سلطة الآثار الاسرائيلية وعطرات كوهين ، هناك يقع مطعم البراق صاحبه عربي مسلم وبجنبه مطعم لرجل يهودي أطلق عليه الاسم " بين الأقواس " - בין הקשתות - والاسم يدل على حقيقة المسمى ، بناء تاريخي اسلامي ضارب في اعماق التاريخ العربي الاسلامي". مطعم البراق مفتوح الأبواب وفارغ من الزبائن ، الأمر الذي يفسر سبب غياب أصحابه وعدم تواجدهم في المكان ، جمعنا المعلومات عن مطعم البراق من محيط المطعم من الجيرة والمارين ، واستفسرنا عن مجريات الحفريات الاسرائيلية في المبنى المقابل ، خلال تجوالنا مرت امرأة يهودية متدينة تحمل طفلا صغيرا تحدثه نحن على مقربة من الكوتل "כותל " وهو من بقايا الهيكل - שריד מבית המקדש - ، معتقدات يغرسونها في عقول أطفالهم وحفرياتهم تسعى إلى إنزال معتقداتهم الباطلة وتحقيقها على ارض الواقع . مصادر مطلعة تواجدت بالقرب من مطعم البراق أكدت ان أعمال الحفريات في موقع " عطرات كوهنيم " بدأ منذ سنة ، قاموا خلالها بإخراج كميات كثيرة من الأتربة والحجارة ، وأكد آخر أنه خلال عمليات الحفر وجدوا 3 مرات "قنابل قديمة" ، أما الآخر فأكد ان سلطات الآثار خلال عمليات الحفر وجدت قطعا اثريا من فخارات وعملات قديمة ، وشخص آخر استطاع أن يدخل الى عمق موقع الحفريات وأكد ان عمق الحفريات وصل إلى 15 متر وعرض 27 متر - وان المنطقة عبارة عن أنفاق متشعبة ومتداخلة يستطيع الفرد بسهولة الوصول الى المسجد الاقصى أو على الأقل سوره الخارجي ، أما الآخر فقال انه سمع من مصدر مقرب من "عطيرات كوهنيم" ان النية تتجه الى افتتاح متحف في الموقع بحيث يضعون حواجز زجاجية من فوق، ينظر من خلالها الى الاعماق والموجودات الأثرية ، مما يشبه متاحف اسرائيلية أخرى في القدس ، وقد أشار خبير مقدسي أن المكان المذكور يمكن ان يكون جزء من مدينة دينية سياحية تقام بجوار وتحت المسجد الأقصى ، خاصة أن مصادر تحدثت عن أعمال الحفر في الموقع المعني ، سترتبط بشبكة الانفاق تحت المسجد الأقصى خاصة النفق الذي أفتتحه بيـبـي نتنياهو عام 1996 ، والذي أعقبه احداث عاصفة بما عرف بهبة النفق سقط خلالها عشرات الشهداء ومئات الجرحى في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة . منظمة "عطيرات كوهنيم" تواصل أعمالها في البلدة القديمة والتي من ضمنها تفريغ المدينة من سكانها العرب والمسلمين والاستيلاء على العقارات بوسائل التضييق والتيئيس، وحدثنا ثقة أن صاحب مطعم البراق تكلف مبلغ 1/2 مليون دولار حتى استطاع افتتاح المطعم ، وهو يواجه الآن محاكمة بسبب اطلاق اسم البراق على المطعم بإدعاء انه يجب ان يسمى بـ" الكوتل- الحائط الغربي " - التسمية اليهودية لحائط البراق- عمليات الحفريات المقابلة واخراج الأتربة تجعل الزبائن يقبلون ولا يقيلون على المطعم وقد تغلق ابوابه البراق لساعات ، " عطيرات كوهنيم" القوية ماديا والمدعومة حسب مصادر اسرائيلية من ثري يهودي امريكي ، عرضت مبلغ 20 مليون دولار ، لشراء مطعم البراق ، إلا انه كما ذكر جيران مطعم البراق ، ان العرض ووجه بالرفض القاطع ، ونقلوا على لسان :" لن اتنازل ولو عن حبة تراب ، كيف لي ذلك وقد احتفظت بالتراب يوم اجراء ترميم للمطعم قبل افتتاحه ، ووضعته في أحواض وزرعت الورود داخله واحتفظت بداخل المطعم بحجر عمر تاريخيه 1200 سنة ". وقد علمنا تقول مؤسسة الاقصى أن أهل الحي الذين تضررت بيوتهم بسبب حفريات " عطيرات كوهنيم" - " سلطة الآثار الإسرائيلية " - ، يجدون صعوبة كبيرة لترميمها لكلفتها الغالية ، ورغم توجههم إلى صناديق عربية وفلسطينية إلا أن الأمر والتشققات بقيت على ما هي عليه لقلة الاستجابة للطلبات والنداءات ، ورغم كل ذلك فهم ثابتون في بيوتهم ، أم الشيخ عبد الكريم الزربا فيزور بيته في الحي كل يوم بنية الرباط والتصميم على الثبات وان لا رحيل عن القدس الشريف وأنه الإلتفاف حول المسجد الأقصى المبارك . إنه البراق والأقصى الذي لن يهون أبداً ولن يضيع مهما طال الزمان والأمد .. وما الحفريات الاسرائيلية الا نذير للنائم أن يستيقظ ليحفظ الأقصى بما يملك... |