|
القلعة الحمراء المارد الاهلاوي سفيرنا في المشوار الآسيوي
نشر بتاريخ: 23/01/2016 ( آخر تحديث: 23/01/2016 الساعة: 14:42 )
بقلم : خالد القواسمي
القلعة الحمراء اوالمارد الاهلاوي كما يحلو لعشاقه بتسميته ناد عريق يتوشح بشعاره حرم ابراهيم الخليل وقطوف عنب وهما ما تشتهر بهما مدينة ابي الضيفان سيدنا ابراهيم عليه السلام اتخذهما الاهلي شعارا للنادي منذ نشأته في العام 1974 ولهما دلالاتهما فالحرم يحاكي تاريخ وحضارة هذه المدينة الصابرة الصامده ودليل دامغ على عروبة هذه البقعة من الارض وبرهان لا يدع مجالا للشك في أحقية الفلسطينيون ابناء كنعان في الملكية التاريخية والارث الازلي واما قطوف العنب فيه عنوان مذاقه حلو يحاكي تشبث الانسان الخليلي الفلسطيني بأرضه والمحافظة عليها بزراعتها بما ذكره الله في كتابه العزيز ليؤكد ايضا بان ذلك ليس بالامر العبثي انما هو الهام رباني ورثه اهل الخليل من جدهم ابراهيم فشهرة العنب الخليلي يتغنى بها الجميع في كافة ارجاء المعمورة ومن هنا كان للاهلي دورا هاما في المحافظة على ارث الاجداد وان كان ذلك يعتبره البعض رمزيا وها هو اليوم وعبر كرة القدم وكرة الطاولة يطوف من محفل رياضي الى محفل آخر بشعاره التاريخي وهذه رسالة وطنية يحملها على عاتقه كبقية الاندية والمؤسسات الاخرى التي تختار شعارات تجسد الارض والانسان والواقع الحضاري والارث التاريخي لابناء فلسطين ويستحضرني قول شعارنا الكبير عزالدين المناصره وابياته التي تحاكي عنب الخليل ليكون مجازا ضد الاعداء بقوله (يا عنب الخليل لا تثمر.. وإن أثمرت كن سمّا على الأعداء كن علقم) وكما قال ايضا الراحل الاديب والشاعر الفلسطيني ناهض الريس عبر ابياته الشعرية التي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني بقوله (الشهد في عنب الخليل .. وعيون ماء سلسبيل هي ارث جيل بعد جيل وكفاح تاريخ طويل) وتغنت به فرقة العاشقين الفلسطينية فهدا شعار المارد الاهلاوي صاحب العراقة والتاريخ . ولعراقة هذا النادي نجده اليوم احد ممثلي الكرة الفلسطينية على المستوى الآسيوي بجانب شقيقه غزلان الجنوب والكل يترقب مشاركتهم في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي وما ستسفر عنه تصفياتها من نتائج نأمل ان تصب في صالح ممثلي الكرة الفلسطينية وهذا لم يتأتى من فراغ او ضربة حظ او طفرة كروية فهو فريق سوبر حصد ثلاث بطولات في غضون ثلاث شهور اولها كأس الغالي الراحل الرمز ياسر عرفات انتزعه من جدعان بلاطة وثانيهما كأس السوبر بتغلبه على الغزلان وثالثهما كأس بطولة كأس فلسطين التي تقام للمرة الاولى بين بطل كأس المحافظات الجنوبية قطاع غزة الحبيب اتحاد الشجاعية الرياضي وبين بطل كأس المحافظات الشمالية النادي الأهلي الرياضي وكان ذلك حدثا غير اعتيادي لم تعهده الساحة الرياضية الفلسطينة منذ قبل وكان له هدف اسمى وارفع من مسألة الربح أوالخساره واستطاع اتحاد كرة القدم الفلسطيني بقيادة اللواء جبريل الرجوب وحنكته وبعد معارك شرسة خاضها مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والمؤسسات الدولية لاسترداد الحق الفلسطيني من انياب الغاصب المحتل وتمكن من فرض الأمر الواقع بوحدة الجغرافيا الفلسطينية ووحدة الدم والمصير بين ابناء الشعب الواحد رغم كل محاولات الفصل وكان للاهلي والشجاعية شرف اللقاء الاول وشكل حدثا فريدا وتظاهرة وطنية جمعت الكل الفلسطيني وسيسجل التاريخ للاهلي والشجاعية ويسبقهم اتحاد كرة القدم صاحب الانجاز هذا النصر الكبير لابناء شعبنا وقضيته العادلة بمداد ذهبي صيغت حروفه بكل قطرة دم شهيد وأنين الثكالى من امهات الشهداء والاسرى وجراحات شعبنا وصموده وعطاءه ودفاعه عن حقوقه لترتسم لوحة لا تباع وتشترى ولا مجال للتخمين وتقديرها بأعلى الأثمان فهي لوحة الوحدة الوطنية ووحدة الجغرافيا ووحدة الدم والمصير الواحد. وكل ماذكر عن الاهلي وحصولة على بطل كأس فلسطين الاول لم يتأتى من فراغ لولا تضافر كافة جهود ابناء القلعة الحمراء من جماهير ولجان ولاعبين وجهاز فني وادارة يقف على رأس الهرم فيها الرياضي الدمث كفاح الشريف وهو من كان لاعبا في الاهلي ومتطوعا في خدمته في شتى المجالات منذ نعومة اظفاره وكان حكما نزيها مميزا وداعما للرياضة ولا زال وهذا ما ساعده في قيادة ناديه الأم نظرا لامتلاكه مفاتيح وخبايا النادي ومعرفته التامه باحتياجاته ومتطلبات الاحتراف وكان قولا وفعلا عند حسن الظن به وأدار النادي بكل ثقة واقتدار وحظي بالتفاف الجميع حوله وحقق للاهلي مالم يتم تحقيقه من قبل وقلب التوقعات والموازين في العمل الاداري وشكل نقل نوعية غير معهوده بين الاندية الفلسطينيه اذ عمد على اقامة معسكريين خارجيين احدهما في ايطاليا والثاني في تشيلي ما يعني القدره على العمل باحترافيه والقدره على التطور والعمل بمهنية سيكون لها مردود مستقبلي على سياسة النادي وربما تنتقل للاندية الاخرى وهذا بطبيعة الحال يصب في خانة كرة القدم الفلسطينية. وتشير القراءات والمعطيات للقاء الاهلي وضيقه خوجند الطاجيكي يوم التاسع من شهر شباط المقبل التي ستحتضن فعالياته مدينة دورا على ارض استادها الدولي الى ان جهودا جباره تبذل من اتحاد الكرة والنادي الاهلي لاخراج اللقاء بابهى صورة فكوادر الاهلي بمساندة الكادر المهني للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يخطون خطوات مدروسة لتطبيق كامل الشروط لتنظيم واستقبال هذا الحدث الكروي الرياضي ونستطيع القول بأن الاهلي يمتلك عناصر النجاح التي تكفل بتطبق الشروط الواجب اتباعها حسب متطلبات الاتحاد الاسيوي . وعلى صعيد الفريق وجهوزيته بقيادة المدير الفني ايمن صندوقه ومساعده اسامه ابو عليا و من خلفهم مدرب الحراس الايطالي (ماورو) والمدرب العام ابراهيم منصور وبعد التحضير الجيد في معسكر سانتياغو. يترقب الجميع المباراه الاولى للاهلي في مرحلة الاياب التي ستجمعه مع جدعان بلاطه الفريق صاحب السمعة والاداء الجماعي المميز لقاء هام يتبعه لقاء آخر للاهلي مع جاره المتصدر شباب الخليل في قمة كروية ساخنة لتمتع الفريقان بوجود لاعبين لهم حضورهم في الكرة الفلسطينية ناهيك عن ان لقاءتهما التي تتسم بالندية والاثارة وتستقطب الجماهير من كل صوب وحدب كونها من اميز لقاءات الديربي الفلسطيني وهنا وبعد ذلك وما ستسفر عنه المباريتين يمكن الوقوف على اداء الاهلي واستعداداته للقاء الاسيوي وان ابتعد الاهلي وتهادت آماله في المنافسه على احد المراكز المتقدمه في الدوري الا ان ذلك لا يمنع من مشاهدة الاهلي في تقديم عروض كروية جيده وصولا لتحقيق نتائج و يقف على مدى نجاعة الامر ماهية التغييرات التي اجراها الجهاز الفني على الفريق اضافة الى التعاقد الهام مع اللاعب شادي شعبان وهو لاعب مميز ونجم خط الوسط جونثان سوريا لاعب منتخبنا الفلسطيني القادم من تشيلي ناهيك عن العناصر الكبيرة التي لها سمعتها الكروية وفي طليعتهم الحلمان وعبد الله جابر وضيف الله والدويك والحارس عزمي الشويكي ومصعب ابو سالم ووادي ومحمد صالح واحمد حربي وكاتلون والساحلي ومريسات والبطران واحمد ماهر وابو عكر وغيرهم من اللاعبين فمن الملاحظ عبر هذه الكوكبة من الاسماء فهو يضم ثلة من لاعبي المنتخب الوطني والمنتخب الاولومبي ومنتخب الشباب وما يلفت الانظار شمولية الفريق من حيث التشكيل فهو يحوي الكل الفلسطيني حيث يوجد لاعبين من الضفة الغربية ومن قطاع غزة ومن الداخل الفلسطيني ومن الشتات ما يعني الكل الفلسطيني وهذا ايضا له مدلولاته الوطنية كل امنياتنا للاهلي بالتوفيق في المشوار الآسيوي ولغزلان الجنوب ولنكن جميعا خلف ممثلي فلسطيننا ولترتسم لوحة جماهيرية فلسطينية تعبر عن حضارة هذا الشعب العظيم فالتشجيع الحضاري ومؤازرة فرقنا هدف يحقق لنا اهداف تخدم مصلحة شعبنا فالرياضة هي احدى طرق الوصول لما نريد سيروا على بركة الله. |