|
الجزائر التي في خاطري..مع فلسطين ظالمة ومظلومة !
نشر بتاريخ: 23/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:03 )
الخليل - معا - فايز نصار: يشهد شهر شباط فبراير القادم حدثا رياضيا هاما ، يتمثل في زيارة المنتخب الفلسطيني للجزائر ، للعب مباراة ودية مع منتخب الجزائر الاولمبي ، المتأهل لاولمبياد ريودي جانيرو ، في زيارة ليست كغيرها من الزيارات ، بالنظر للاهتمام الكبير ، الذي يوليه شعب الجزائر الطيب لفلسطين .
وتأتي الزيارة تتويجا للجهود الكبيرة ، التي يبذلها رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب ، واخيه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الاخ محمد روراوة ، الذي عبر اكثر من مرة عن استعداد الجزائر لتقديم كل اشكال الدعم لفلسطين . كما ان فكرة الزيارة ترسخت بعد الخلاف على مكان لقاء فلسطين السعودية في التصفيات المزدوجة لامم اسيا ومونديال روسيا ، حيث اقترح ان تقام المباراة في الجزائر ، وكانت الفكرة تتجه للتنفيذ لولا ان الجزائر في قارة اخرى ، ولان عمان كانت خيارا اخرا لفلسطين والسعودية ، لقربها من فلسطين . علاقات حميمية ويبدو السؤال الأكثر إلحاحا بين المثقفين وغير المثقفين هذه الأيام حول سرّ هذه العلاقة الحميمية بين الشعبين الطيبين في فلسطين والجزائر . ويبدو السؤال واقعيا على خلفية التعاطف الكبير لأبناء ام الشهداء مع شعب فلسطين ، حيث يعبرون عن احساس صادقة تجاه الأحداث التي تترى في البلاد المقدسة ، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم مم قبل المفسدين في الارض . ويأتي الردّ وفاءا من أبناء فلسطين لشعب الجزائر بتفاعل صادق مع الانجازات الإبداعية الجزائرية في مختلف المجالات ، وخاصة في مجال الرياضة ، حيث يُسمع أبناء الجزائر العالم صدى كرة القدم الجزائرية التي فرضت نفسها عربيا وإفريقيا ودوليا . آلاف المنح لطلاب فلسطين وتبدو شهادتي مجروحة بحق الجزائر ، لأنها أرضعتني حليب الضاد ، وعلمتني في جامعاتها كواحد من بين آلاف الفلسطينيين ، الذين تخرجوا من الجامعات الجزائرية ، من خلال منح دراسية تبدو الجزائر الأكثر كرما في مجالها ، بما ساهم في صناعة جيل فلسطيني مثقف تخرج من اكثر من أربعين جامعة جزائرية ، في مختلف التخصصات . ستة ملايين شهيد وقد كانت خطواتي الأولى على ارض بلد المليون ونصف شهيد في تشرين اول أكتوبر سنة 1978 ، وكانت فرحتي كبيرة في اول ليلة قضيتها بين عشرات الشباب الجزائريين في حي الرويبة شرقي العاصمة الجزائرية ، فكانت معلومتي الأولى بان الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد ، وليست بلد المليون شهيد ، وكل هؤلاء من المدنيين والثوار ، الذين سقطوا في ثورة نوفمبر التحريرية ، بين سنتي 1954 و 1962 تاريخ الاستقلال ... بل يذهب الجزائريون ابعد من ذلك حين يؤكدون بان الجزائر قدمت على مذبح الحرية ستة ملايين شهيد منذ احتلال الجزائر سنة 1830 ، ليخلد شاعرنا محمود درويش بقوله : انا دفعنا مهرها مليون ثائرة وثائر . مع فلسطين ..ظالمة ومظلومة ومنذ خطواتي الأولى في الجزائر بدأت اسمع عن انجازات الرئيس الراحل هواري بومدين ، الذي يصفه الجزائريون بالموستاش أي ابو شنب ، حتى قال لي الوزير الشاعر عز الدين ميهوبي : ان هواري بومدين يحكم الجزائر ويحافظ على وحدتها من قبره ، لان كل الجزائريين يجمعون على حب بومدين ، الذي وقف بشموخ في وجه فرنسا ، ويحبوه اكثر بالنظر لمواقفه تجاه فلسطين ، وخاصة مقولته التي يحفظها كل جزائري : نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة ، وتأكيده بان استقلال الجزائر سيبقى منقوصا حتى تستقل فلسطين ! الحاج امين الحسيني والحق يقال : العلاقات الجزائرية الفلسطينية تصلح لتكون نموذجا للعلاقات بين الشعوب الشقيقة ، فقبل استقلال الجزائر وصلت لجنة برئاسة الحاج امين الحسيني الى الجزائر لجمع التبرعات للثوار ، فكتب احد ملهمي ثورة الجزائر الشيخ البشير الإبراهيمي في صحيفة البصائر داعيا الى دعم اللجنة بكل قوة ، مؤكدا انه شخصيا سيتبرع للجنة بملكه الوحيد مكتبته ، ولن يحتفظ الا بكتاب الله . إعلان الاستقلال الفلسطيني ولما استقلت الجزائر في الخامس من تموز 1962 فهم قادة الجزائر ، الخارجين من رحم الثورة اهمية دعم المقاومة الفلسطينية ، ولم يختلف في ذلك أي زعيم جزائري منذ الرئيس احمد بن بيله ، حتى الرئيس عبد العزيز بو تفليقة ، مرورا بالرؤساء هاوري بومدين والشاذلي بن جديد واليمين زروال . لذلك كانت الجزائر اول من احتضن مكتبا لحركتنا الرائدة فتح ، وكانت اول من اطلق العنان للسان الثورة ، "صوت فلسطين " قبل ان يعلن في جنبات عاصمتها بقصر الصنوبر في الخامس عشر من تشرين ثاني نوفمبر 1988 عن شهادة ميلاد الدولة الفلسطينية بحضور الرئيس الراحل ابو عمار وثلة الرجال من قادة الفصائل . دعم متواصل لفلسطين وتقدم الجزائر الدعم لفلسطين في مختلف المجالات ، وتقدم دعما ماليا لموازنة السلطة الفلسطينية ، من خلال حصتها الشهرية ، حيث لم يثبت ان الجزائر تأخرت في دفع حصتها ، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة جراء تراجع اسعار الطاقة ، ولم يثبت ان الجزائر اشترطت أي شروط للوفاء بالتزاماتها ، حيث يؤكد كل القادة الفلسطينيين ان الجزائر من الدول القليلة التي لا تتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية ، وطالما كانت همزة وصل لجمع الفصائل وجمعهم على مائدة الوحدة الوطنية . منتخب جيش التحرير الجزائري ولما تصفحت ايام الثورة الجزائرية وقعت على محطات خالدة لمنتخب جيش التحرير الجزائري ، الذي تشكل سنة 1958 ، وكان نواته عدد من نجوم الجزائر الذين كانوا يلعبون لمنتخب فرنسا وكانوا يستعدون للمشاركة في مونديال السويد ، فتجمعوا في تونس ، ومن هؤلاء عبد العزيز بن تيفور وعبد الرحمن بوبكر ومصطفى زيتوني وقدور بخلوفي وعمار رواي ...قبل أن يلتحق بهم بعد ستة أيام كل من مختار عريبي مدرب وفاق سطيف الراحل ورشيد مخلوفي نجم نادي سانت إيتيان ومدرب منتخب 75 و82 وعبد الحميد كرمالي مدرب منتخب 1990 وعبد الحميد بوشوك والمدير الفني محمد بورزاق. وصال منتخب جيش التحرير البلاد وجالها ، وخاض عشرات المباريات مع افضل المنتخبات في المغرب وتونس والعراق وسوريا والصين ويوغسلافيا ، وغيرها من البلدان ، وفاز في معظم المباريات بنتائج عريضة ، ومنها مباريات لعبها مع منتخب الاردن على ملعبي الشيخ جراح ونابلس ، وقد حدثني من يذكرون الحادثة كالراحل سليم حمدان عن عبقرية نجوم الجزائر يومها . يوم قهر المحاربون المانيا وقد تعرفت على الكرة الجزائرية من خلال مباريات شاهدتها لفرق الجزائر الأكثر تأثيرا في الملاعب مولدية الجزائر ووفاق سطيف ومولدية وهران وشبيبة القبائل ، هذه الفرق التي أنجبت منتخبا قويا ، نجح في التأهل لمونديال اسبانيا ، وهناك أطاح بالمنتخب الألماني وفاز على تشيلي ، ولم يتأهل للدور الثاني بسبب التواطؤ بين النمسا والمانيا في حادثة فرضت على الفيفا تغيير أساليب المنافسة لتلعب اخر مبارتين في المجموعات في الوقت نفسه ، واذكر ان فوز الجزائر يومها تزامن مع حصار شارون للثورة في بيروت ، وبرز في المباراة الثلاثي الذهبي عصاد بلومي ماجر . عصاد ..بلومي ..ماجر وتواصل ابداع الجزائريين ، الذين خرجوا من الدور الأول في مونديال المكسيك سنة 1986 ، ولكن بعد مباراة كبيرة خسروها بصعوبة 1/ صفر أمام احد افضل منتخبات البرازيل ، ويومها تألق لاعبو الجزائر ماجر وبلومي وعصاد وجمال زيدان ، في تأكيد لتألق ماجر وبلومي وعصاد في اسبانيا مع كابتن باريس سان جيرمان مصطفى دحلب ونور الدين قريشي ..وغيرهم من النجوم . وبعد فوز منتخب الجزائر ببطولة امم افريقيا 1990 بفضل التألق المذهل لجيل ماجر الثاني ، وتحت قيادة الراحل عبد الحميد كرمالي ، غابت شمس الكرة الجزائرية ، على خلفية الأحداث الدرامية التي عرفتها الجزائر في مواجهة الإرهاب . أعلام فلسطين في مونديال البرازيل وعادت الجزائر للإعلان عن نفسها بعد التأهل للمونديال الإفريقي في جنوب إفريقيا سنة 2010 ، وجاءت مشاركة الجزائر عابرة ، في انتظار المشاركة المؤثرة في مونديال البرازيل 2014 ، حيث نجح محاربو الصحراء في التأهل للدور الثاني ، وخرجوا من البطولة بخسارة بصعوبة أمام ألمانيا التي تجاوزت البرازيل بسباعية بعد ذلك ..ورغم ان فلسطين لم تتأهل للمونديال الا انها كانت حاضرة من خلال آلاف الأعلام التي رفعها الجمهور الجزائري الى جانب أعلام الجزائر ، ومن خلال نشيد فلسطين الشهدا الذي ترنم به الجمهور في كل المباريات . اغنية"فلسطين الشهدا " وتبدو كرة القدم حاضرة في هذا الشعور الحميمي بين الجزائر وفلسطين ، حيث يتابع الجزائريون الفدائي في حله وترحاله ، ويشجعون نجون منتخبنا أينما لعبوا ، ويرفعون رايات فلسطين في مختلف مباريات المنتخبات الجزائرية ومباريات الدوري ، حيث يغني الجميع لازمة "فلسطين الشهدا " وسمعنا كيف انشد الأغنية اكثر من سبعين الف متفرج من أنصار المولدية والاتحاد في مباراة الدوري قبل أسابيع في سمفونية جماعية رغم الخلافات المتجذرة بين جماهير الفريقين العاصميين . موقع الجزائر وتسمّى الجزائر رسميّاً "الجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة"، والجزائر هي إحدى دول المغرب العربيّ وهي أكبر دولة عربيّة إفريقيّة من حيث المساحة، ويزيد عدد سكانها عن اربعين مليون. وتقع دولة الجزائر في الشمال الغربيّ لقارّة إفريقيا، وتطلّ على البحر الأبيض المتوّسط شمالاً، ويحدّها من الشرق تونس، ومن الغرب المغرب وموريتانيا، ومن الجنوب النيجر ومالي. وعاصمة دولة الجزائر مدينة الجزائر، ومن أهمّ مدنها الأخرى وهران وقسنطينة وعنابة وسطيف وبجاية والبليدة ومعسكر ومستغانم وتلمسان وباتنة . بيتي على الاوراس كان مباحا واللغة الرسميّة في الجزائر اللغة العربيّة ، ومنذ ايام اعتمدت اللغة الأمازيغيّة كلغة رسمية ايضا، ونظام الحكم في الجزائر جمهوري، والديانة الرسمية فيها الاسلام ، والمذهب المعتمد المالكي ، والعرب هم الأكثرية من شعب الجزائر ، ولكن قسما كبيرا من شعب الجزائر من أصول امازيغية ، ممن ينتشرون شرق العاصمة الجزائر ويسمون القبائل ، او ممن ينتشرون في حمى جبال الاوراس ويسمون بالشاوية ، ناهيك عن الطوارق الذين يقطنون جنوب جنوب الجزائر . وقد تغنى شاعرنا الكبير محمود درويش بالجزائر وثورتها من خلال رائعته : بيتي على الاوراس كان مبارحا ...يستصرخ الدنيا مساء صباحا وتراب ارضي من دمي معشوشب .. كي يشرب الغرباء منه الراحا ! اقتصاد الجزائر أمّا إقتصاد الجزائر فيعتبر من أهمّ الإقتصاديات من بين الدول العربية والافريقية، ويعتبر النفط من أهم ما يقوم عليه اقتصاد الجزائر، وهي تعتمد على المنتجات الزراعيّة أيضاً كالبطاطا، والحبوب، والفواكة ، واهمها الحمضيات والتمور. وتصدر الجزائر النفط والغاز والحديد، والفحم، واليورانيوم. وتشتهر بالصناعات التقليديّة اليدويّة، كصناعة النسيج، والفخار، والخزف، والحلي، والخشب، والنحاسيّات، والزرابي. المطبخ الجزائري ويعتبر المطبخ الجزائريّ من أغنى المطابخ العالميّة في الوصفات، فهو يعتمد على كثرة المواد الغذائيّة المصنوعة، وعلى المنتجات الزراعية ومنتجات البحار، وأطباقهم متأثرة كثيراً بالكثير من الثقافات المختلفة، كالمطبخ العربيّ التقليديّ، والمطبخ الإسبانيّ، والأيطاليّ، والتركيّ، والفرنسي، وغيرها من الثقافات الأخرى. ومن أهم الأطباق الجزائريّة الشعبيّة المعروفة: الكسكسي، والشكشوكة، والمتوّمة، والبريك، والبوراك، والدلمة، والطاجن، وغيرها الكثير من الوصفات المعروفة. أمّا أهم الحلويات الجزائريّة المعروفة فمنها كعب الغزال، والقريوش، والمشوك، والمسمن، والبسيسة، والمقروض، والخفاف، وقلب اللوز. الجزائر ..بوابة افريقيا السياحية وفي الجزائر مناطق سياحيّة جميلة جدا، ومن أهمّ الأماكن السياحيّة فيها سواحل البحر الأبيض المتوّسط، ككورنيش بجاية، وكورنيش العاصمة الجزائر، وكورنيش عنابة، وكورنيش تيبازة، وكورنيش جيجل وتتميّز الجزائر بتنوّع تضاريسها الجغرافيّة كالجبال والتي تتخلّلها الغابات الخضراء الكثيفة كجبال جرجرة، وجبال الهقار، ويوجد فيها أيضاً التلال والتي تكون من الأطلس، أمّا سهولها فمن الأمثلة عليها "سهل متيجة" والذي يعتبر من أجمل السهول الجزائرية. ولا تقتصر تضاريسها على ما سبق، بل فيها أيضاً الصحراء التي تمثّل 84% من مساحة الجزائر |