|
البرد ضيف ثقيل على أصحاب الكرفانات
نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
غزة- تقرير معا- "لم نعد قادرين على تحمل هذا البرد القارس فالحياة في الكرفان صعبة للغاية" هكذا تصف الأربعينية أم محمد عبيد حياتها في الكرفان التي اضطرت للعيش فيها منذ ثمانية أشهر حيث كانت تقطن في مدارس الاونروا في بيت حانون بعد أن دمر الاحتلال الإسرائيلي منزلهم صيف العام 2014.
تشعر ام محمد بالعجز أمام طفلها أسامة الذي ولد قبل ثلاثة أشهر من موعده حيث أصابتها شظية احتلال في بطنها خلال الحرب فلا جدران الكرفان ولا حضنها البارد تحميه من البرد قارس. وتعيش أم محمد برفقة 14 فردا من عائلتها داخل جدران كرفان متهالك تهالكت جدرانه بفعل تسريبات مياه المطر وانهالت أسقفه على رؤوسهم فالبرد شديد داخل هذه الجدران لا يتحمله بشر،، تستيقظ ليلا تتحسس وجوه أطفالها البرادة فتراهم مبلولين من قطرات المياه التي تتسرب عبر فتحات الأسقف والرطوبة التي تخرج من أرضية الكرفان تضع عشرات الاغطية ويبق البرد يقرص أجسادهم التي تهالكت بفعل التشرد. ففي كل شتاء وفي كل صيف تتجدد معاناة سكان الكرفانات الذين يعيشون داخل جدران من الكلكل والخشب تهالكت بسبب تسريبات المياه وانهالت أسقفها فوق رؤوس ساكنيها بينما لم تحملهم الأرضيات الخشبية المرتفعة عن سطح الأرض بحجارة تحوي تحتها حشرات وزواحف ولا وقطط مشردة وكلاب ضالة. رائحة كريهة تنبعث من داخل الكرفانات التي تغرق مع أول موجة شتاء تمطر بينما تنتشر الزواحف كالديدان والعقارب بداخلها تثير الخشية لدى سكانها من لسعات لا يحمد عقباها. المعاناة داخل الكرفانات واحدة والمأساة واحدة تختلف باختلال طريقة التكيف مع الظروف فأم بلال و18 من أفراد أسرتها يعيشون داخل كرفان واحد مكون من غرفتين فقط تؤكد ان هذه الكرفانات لا تصلح للعيش الآدمي ولا حتى لغير الآدمي أجبرتهم ظروف الحرب وعدم دفع بدل ايجارت على العيش بداخلها. وتقول ام بلال:"لا يمكن لهذه البيوت أن تكون مأوى ولا بأي شكل من الأشكال فلا كهرباء ولا غاز ولا حتى مياه تصل بشكل منتظم الينا"مبينة أنهم ينامون مكتظين في الغرفة الواحدة بينما يحاول أبنائها قضاء اكبر قدر من الوقت خارج الكرفان. أم محمد التي تعاني من ضغط مرتفع ويعاني زوجها الأصم من القلب تخشى على طفلها الذي يعاني من مرضى الكلى ولا تستطيع أن تقيه بردا قارسا. عقارب وبراغيت وديدان تجمعت تحت أرضية كرفان أم احمد التي تعيش وسبعة من أفراد أسرتها بكرفان سقطت أرضيته المصممة من الجلد وطبقة من الكلكل والخشب فالمياه كفيلة بان تنخر في جلده وتمزقه ومن بين فتحاته حاربت أم احمد لسعات العقارب السامة التي قالت أنها تراها لأول مرة في حياتها. تضطر أم احمد للعيش بداخل الكرفان بعد أن قطعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بدل الإيجارات عن متضرري الحرب بينما أخرجتهم من المدارس التي كانت تكتظ بالمتضررين وتؤكد أنها لا تجد بديلا عن الكرفان في ظل انعدام العمل ومصدر الرزق. "ولا عمره كان بيت ومأوى هذا كرفان الموت لا يصلح للسكن ولا يكفي للمعيشة"هكذا تصف حياتها بداخل الكرفان التي أكدت أن من حقها وأطفالها وجيران بمأوى يليق بآدميتهم التي انتهكت الحرب الإسرائيلية على القطاع. وطالب سكان الكرفانات المسئولين في الاونروا والجهات الحكومية المختصة أن ينظروا لهم بعين الرحمة على أن تكون أولوية الاعمار لهم في إعادة بناء بيوتهم المدمرة دون أن يلوح في سماءهم أي أفق لإعادة الاعمار. ويعيش مئات الفلسطينيين الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية عام 2014 في مخيمات للكرفانات أبرزها في بيت حانون شمالا ومنطقة خزاعة جنوب القطاع وجحر الديك في المنطقة الوسطى. |