|
حينما تنتظرُ طفلتي سقوطَ الثّلج بشغفٍ جنوني
نشر بتاريخ: 24/01/2016 ( آخر تحديث: 24/01/2016 الساعة: 18:33 )
الكاتب: عطا الله شاهين
بلا انقطاعٍ تظلُّ طفلتي جالسةً بالقُربِ مِنَ النّافذة وتنتظرُ بكُلِّ شغفٍ سقوطَ الثّلج، وحينما أراها تقولُ لي: في وكالة معا قالوا بأنَّ الثلج سيسقطُ هذه الليلة، فأرصادُ وكالة معا لا تكذبُ، أردُّ عليها بلا شكٍّ فإنّ الثّلجَ سيسقطُ هكذا أشعرُ من برودةِ الطّقس.. فطفلتي بكُلِّ شغفٍ تنتظرُ الثّلجَ، لأنّها تُحبُّ المرحَ في ذاك الجوّ على الرّغمِ من البرْدِ القارس.. تأتي وتقول لي ألا تعلم بأنّ يوم غد عطلة في المدارس وهذا شيءٌ مُفرح، وسأظلُّ أنتظرُ الثّلجَ هنا بالقرب مِنْ هذه النّافذة.. فهي تُسرّ من رؤيةِ الأرض وهي مكسوةٌ بلون أبيض .. تقول لي: لقد اشتقتُ للعبِ في الثلج، يا أبي، أما إذا انحرفَ المنخفض، فسأحزنُ كثيرا ..
أتركها تجلسُ وتراقبُ الغيوم، أما أنا أذهبُ لأشرب الشّاي مع زوجتي، التي تشاهدٌ المسلسلات بلا انقطاعٍ، وأنا أظلُّ أسمع الأخبارَ من مذياعي الصّغير.. أسمعُ طفلتي تصرخُ الثّلج بدأَ يتساقطُ والفرحةُ على وجهِها جليةٌ، أحمدُ اللهَ لأنَّ الثّلج بدأ يتساقط.. فهو سرورٌ للأطفال.. أما أنا أذهبُ إلى فراشي الدّافئ، وطفلتي تذهبُ إلى الشّارع، لكيْ تلعبَ بالثلج، وعندما تعودُ وهي ترتجفُ، تقومُ أُمها بتدفئتها.. وفي الصباح يكون المشهدُ أكثر جمالا حينما نرى الأطفالَ يلعبون بكُلِّ حٌبٍّ، وطفلتي تظلُّ مسرورةً حتى تتجمّد، وتعودُ إلى البيتِ متجمّدة، فأقولُ لها هلْ تجمّدتِ من البرْدِ، فتردُّ حتّى لو تجمّدتُ، إلا أنَّني أُسرُّ مِنْ لعبِي في الثّلج.. |