وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المطران حنا: لا للاسوار العنصرية ونعم للحرية والكرامة الانسانية

نشر بتاريخ: 25/01/2016 ( آخر تحديث: 25/01/2016 الساعة: 18:05 )
المطران حنا: لا للاسوار العنصرية ونعم للحرية والكرامة الانسانية
القدس- معا- استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من الكنيسة الارثوذكسية الرومانية ضم عددا من الاباء الكهنة والرهبان والراهبات من الاديار الارثوذكسية في رومانيا. 

وقد رحب المطران بزيارتهم الى الاراضي المقدسة مؤكدا على اهمية التعاون والتشاور والعلاقات الاخوية الوطيدة بين كافة الكنائس الارثوذكسية في العالم التي يربطها ايمان واحد وشركة واحدة، وقال بأننا نعتقد إن الكنيسة واحدة وهي التي نصفها في دستور الايمان الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية، فنحن جميعا ننتمي الى ايمان واحد والى كنيسة واحدة وان تعددت قومياتنا وثقافتنا ولغاتنا وانتماءاتنا العرقية. 

وقال المطران حنا إن الكنيسة هي كنيسة المؤمنين وهي ليست مؤسسة بعيدة عن هموم الناس وهواجسهم وآلامهم ومعاناتهم، ان الكنيسة حاملة لرسالة المسيح على الارض وهي رسالة تدعو الانسان الى الاستقامة وعيش الايمان والتمسك بكافة القيم التي ينادي بها الانجيل المقدس. 

وأضاف أن كنيسة القدس هي كنيسة هذه البقعة المقدسة من العالم التي يؤمها الزوار والحجاج من كل حدب وصوب ولكنها ايضا هي كنيسة الانسان هي كنيسة الشعب الصامد والباقي في هذه الارض المقدسة. ان كنيستنا ليست كنيسة تذكرنا بتاريخ مجيد فحسب بل هي كنيسة الحاضر والمستقبل انها كنيسة البشر وليست كنيسة الحجر ولذلك فإن كنيسة الاراضي المقدسة من واجبها دوما ان تؤدي رسالتها الروحية والانسانية والاخلاقية وان تكون منحازة للمظلومين والمتألمين والمكلومين. لا يجوز لنا ان نكون حياديين عندما يكون هنالك استهداف للانسان وحريته وكرامته ولا يمكننا ان نتحدث باللغة الدبلوماسية الحيادية عندما يكون انساننا مظلوما ومشردا ومهانا ومستهدفا". 

وتابع: "نحن في فلسطين نعيش آلام ومعاناة شعبنا الفلسطيني لأننا جزء من هذا الشعب ولأن آلامه هي الامنا ومعاناته هي معاناتنا ، وتبني هذه القضية العادلة والدفاع عنها هو جزء من رسالتنا المسيحية الرعوية. تبقى خطاباتنا ومواعظنا لا قيمة لها اذا لم تترجم فعليا من خلال محبة الانسان والتضامن معه والمطالبة رفع الظلم عنه. ان كنيسة فلسطين هي كنيسة ارض مجروحة وشعبها يتألم وهو مشرد في كل القارات ومن بقي في ارض الاباء والاجداد يعامل كالغريب وكأننا بضاعة مستوردة من الخارج في حين ان تاريخنا وانتماءنا وهويتنا الروحية والوطنية ترتبط بهذه الارض ارتباطا وثيقا . اننا في فلسطين من واجبنا ان نطالب برفع الظلم عن شعبنا الفلسطيني ومن واجبنا ايضا ان ننقل معاناة شعبنا الى كافة كنائس العالم وشعوبها وهيئاتها ومؤسساتها الحقوقية". 

وقال: "إن من يأتي الى فلسطين نرحب به ونتمنى منه الا تكون زيارته مقصورة على كنيسة القيامة والمهد وغيرها من الاماكن التاريخية ، بل نتمنى ان يكون هنالك اهتمام بلقاء اهل هذه الديار الاصليين وهم ابناء الشعب الفلسطيني، نريدكم ان تتعرفوا على هذه العنصرية المقيتة التي يعامل بها شعبنا الفلسطيني ، وفي انتقالكم من مكان الى مكان في هذه الديار سوف تلحظون اسوارا عنصرية وحواجز عسكرية وممارسات ظالمة يندى لها الجبين يعامل بها شعبنا بكل قسوة ودون ادنى احترام لقيم انسانية او الاخلاقية او روحية. ما فائدة المقدسات بدون الانسان ؟! فنحن لا نريد ان تتحول كنائسنا الى متاحف يزورها الحجاج من كافة ارجاء العالم ، بل نريدها ان تكون مقدسات وكنيسة حية تعيش آلام الانسان ومعاناته والظلم الذي يتعرض له. ان مدينة القدس وبالرغم مما تتعرض له من استهداف لمقدساتها ومؤسساتها وانسانها الا انها كانت وستبقى نموذجا للتلاقي بين الاديان فهي المدينة المقدس في الديانات التوحيدية الثلاث وهي حاضنة اهم مقدساتنا الاسلامية والمسيحية وهي المدينة التي يلتقي فيها المسيحيون والمسلمون الفلسطينيون الذين يتحدثون بلغة واحدة وهمومهم وآلامهم ومعاناتهم واحدة ، كما ان طموحهم نحو الحرية هو هاجس مشترك ايضا". 

وأضاف "نحن كنيسة تبشر بقيم المحبة والسلام والاخوة بين الناس ولكننا ايضا ننادي بالعدالة ورفع الظلم عن المظلومين ، نحن المسيحيون الفلسطينيون مع شعبنا الفلسطيني في نضاله وحراكه وسعيه نحو الانعتاق من الاحتلال والعيش الكريم في وطنه ، والمسيحيون الفلسطينيون هم حماة الوجود المسيحي في هذه الديار وهم امتداد للجماعة المسيحية الاولى والكنيسة الاولى التي شيدت في هذه البقعة المقدسة من العالم قبل الفي عام ونيف. المسيحيون الفلسطينيون هم احفاد الرسل والتلاميذ والقديسين والمعلمين والشهداء الذين نادوا بقيم الايمان في عالمنا وبشروا برسالة المحبة والسلام والاخوة في كل مكان . المسيحيون الفلسطينيون هم حاملون لهذه الوديعة الايمانية وكنيستنا المقدسة هي مطالبة بأن تبقى امينة في دفاعها عن هذه الوديعة وعن استقامة الايمان والسلوك والفكر والعمل من اجل خير الانسان".


وطالب المطران حنا الكنائس المسيحية في العالم الارثوذكسية وغيرها بأن تلتفت الى فلسطين فالتضامن مع فلسطين هو تضامن مع الكنيسة الام وهو تضامن مع اعدل قضية انسانية عرفها التاريخ الانساني الحديث الا وهي قضية الشعب الفلسطيني. ان شعبنا بمسيحييه ومسلميه بكنائسه ومساجده وبكافة اطيافه هو شعب موحد يطالب بالحرية ويريد ان يعيش في وطنه بأمن وسلام واستقرار بعيدا عن الاحتلال وعنصريته وهمجيته. 

كما تحدث امام الوفد عن وثيقة الكايروس الفلسطينية وقدم لهم شرحا تفصيليا عن مضمونها ورسالتها واهدافها وقال بأن فلسطين هي ارض مقدسة اختارها الله لكي تكون مكانا لتسجد محبته نحو الانسانية ، فنحن نتمنى منكم ومن شعوبكم وكنائسكم بأن تكونوا معنا ومع شعبنا في سعيه من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة. لا للعنصرية ولا لسياسة الابرتهايد ولا للاسوار العنصرية ، نعم للحرية نعم للكرامة نعم لصون حقوق الانسان بعيدا عن الممارسات الظالمة بكافة اشكالها والوانها.

وقد شكر الوفد الروماني المطران على استقباله وقدموا له التهنئة بمناسبة الاعياد مثمنين مواقفه والرسالة الروحية والانسانية والوطنية التي يحملها ويدافع عنها.