وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل كل طفل فلسطيني قتل يستحق الموت ؟

نشر بتاريخ: 25/01/2016 ( آخر تحديث: 27/01/2016 الساعة: 14:12 )
هل كل طفل فلسطيني قتل يستحق الموت ؟
بيت لحم- ترجمة معا- ليس جديدا على صحيفة "هأرتس" الاسرائيلية أن تنشر مقالات أو اخبارا فيها تساؤلات صعبة ضد سياسة الحكومة الاسرائيلية، ولن تكون المقالة التي كتبها "طوبي بولك" اليوم الاثنين على الصحيفة هي الأخيرة، والتي تناول فيها السياسة التي اتبعتها اسرائيل منذ بداية الاحداث وقبلها وتحت شعار "اتركوا الجيش ينتصر" .

ويبدأ الكاتب مقالته قائلا "طفلة 13 عاما تربّت لدى والديها، حملت سكين مطبخ وهرعت للخارج، هذه هي القصة، ونهايتها معروفة وحتمية، وجميعنا نعرف النهاية وهي أيضا نهايتنا، لا يوجد قيامة لشعب يصر على الحصول على غواصات بمليارات الدولارات، وطائرات الشبح، والدبابات الأكثر تطورا في العالم، وبنادق ساعر الاوتوماتيكية، وناقلات الجند المدرعة، والطائرات المقاتلة، والسترات الواقية من الرصاص ومعدات الرؤية الليلة- كل ذلك من أجل مقاتلة اطفال يخرجون من بيوتهم مع سكين مطبخ أو مقص أو قشارة خضار.

"وليكن معلوما أن الدفاع عن النفس دفاع عن النفس، التعليمات بفتح النار والاشتباك اليوم سارية المفعول عن أي وقت مضى، طبعا، يوجد حالات لا يوجد سوى خيار اطلاق النار بهدف القتل، والمرأة التي قتلت بشكل وحشي، في بيتها، وأمام اطفالها، هذا شيء لا يمكن تحمله، لو كان هناك شخص مسلح بالقرب منها، كان عليه لزاما ان يطلق النار على الطاعن ويقتله، لأنه يجب منع القتل بأي ثمن" يقول بولك.
وأردف الكاتب متسائلا ومجيبا، ولكن هل كل الفلسطينيين الذين قتلوا في النصف سنة الأخيرة كانوا اولاد وبنات القتل؟ الطفلة أمام بوابة المستوطنة يوم السبت؟، المرأة الكبيرة في السن التي فقدت السيطرة على السيارة في الخليل؟، الطفلة بالقرب من الحرم الابراهيمي؟، والطفلة في القدس؟، هل كل هؤلاء الذين تم قتلهم، وغيرهم من الاطفال وكبار السن وحتى الشبان الذين كانوا ينوون تنفيذ عمليات، يستحقون القتل وهم اهداف ثابتة للقتل؟ هل كانوا كلهم يشكلون تهديدا بعد اطلاق الرصاصة الأولى عليهم وتحييدهم؟، هل كلهم استحقوا القتل؟ هنا تطبق عقوبة الاعدام، وهذا ليس اكتشاف.

وقال: الاحتلال الابدي يجلب معه الصراع الرهيب، اليومي، وغير المحتمل، الاحتكاك العنيف يبدأ في العائلة التي لا يوجد لديها أمل، ومن ثمة في رياض الاطفال والمدارس، ويرافقه التحريض لكل الاجيال عبر الراديو والتلفزيون، وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي المساحد، حتى في التحريض المنظم، الاحتلال والاحتكاك يخلق الكراهية واليأس، الكبار فقدوا الثقة والأمل، الشبان يولدون من دون افاق وبنظرة يائسة.

وأضاف وهنا لم تعد القضية سياسية وغير سياسية، لا يوجد هنا حرب بين أبناء النور وابناء الظلام، هنا حرب يائسة، وتفتقر للتوازن، فالعدو هنا، طفل، فتى، امرأة، طالب جامعي، ميكانيكي، ومنافسه وعدوه اللدود في الجانب الأخر، عامل بناء قاس، امرأة لديها اضطرابات في الأكل، امرأة زوجها ضربها، الطالب الذي فشل في الرياضيات.

وتساءل الكاتب: هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها، ومن يستطيع الفوز في هذه الحملة؟ وماذا سيكون هذا النصر؟ ومن سيعلن عنه؟ وكيف نعرف؟ وكيف ستكون حياتنا وحياتهم في اليوم التالي لاعلان هذا النصر الكبير؟، ويواصل التساؤلات حتى لو كانت المبررات لما تقوم به اسرائيل اليوم، هي الدفاع عن وجود اسرائيل وأنه لا يوجد لليهود أرض ثانية غير هذه الأرض في العالم، وحتى لو كنا صادقين في روايتنا وهم الذين يعتدون علينا، فإن النتيجة ستكون فوق رؤوسنا وسيقع الأمر علينا.

"دعونا لا نناقش ما نقوم به ونبدأ بنقاش ما لم نقم به، لماذا ننشغل بالتصريحات الصادرة عن السفير الأمريكي كثيرا، وكذلك ما صدر عن وزيرة خارجية السويد ونرفض ما قالوه، مع انهم قالوا ما نريد ان نقوله نحن ولكننا لا نستطيع، فالوضع لدينا في البداية نطلق النار ونقتل ونحيد، وبعد ذلك نسأل الاسئلة، وفي الواقع لا يسألون شيئا، لا يوجد شخص واحد يسأل أي سؤال"، قال طوبي بولك.

ويخلص الكاتب، المشكلة ليست في العالم وانما لدينا وقد مل كثيرا منا العالم وصبر علينا كثيرا، فلدينا كل الوسائل العسكرية المتطورة في العالم وأنظمة دفاع متقدمة ووسائل هجومية غير موجود في كل المنطقة، وفي حال شعرنا بالنقص في هذا المجال نطلب ونتلقى ما نريد، ولكن ما يشاهده العالم هو مقتل طفلة فلسطينية 13 عاما أمام بوابة مستوطنة، العالم لا يرى السكين التي كانت تحملها وهي تركض نحو حارس المستوطنة، ما يشاهده العالم طفلة 13 عاما جرى قتلها من قبل الجيش الاسرائيلي.