نشر بتاريخ: 25/01/2016 ( آخر تحديث: 25/01/2016 الساعة: 19:13 )
حركة فتح تعيش حالة من الحراك ..لكنه ليس كأي حراك ..فهذه المره اوراقها مبعثرة وبأمس الحاجه الى الخروج من النفق المظلم الذي وضعت نفسها فيه ومن دائرة انتظار الاقدار الى عالم التخطيط بقدرة واقتدار يأخذ بعين الاعتبار الاخطار المحدقه بمستقبلها بعيدا عن الانانيه القاتله التي ينساق لها بعض اعضاء قيادتها المركزيه حيث ان ازمتها وكما هو واضح ليست ازمة فكرية والى حد ما ليست ازمة سياسية انما ازمة الشخوص والبحث عن الذات التي برزت منذ تمرد البعض واجازوا لانفسهم خوض الانتخابات التشريعية او البلدية كمستقلين..هذا الحراك الذي تعيشه الحركة وبالتحديد نخبتها فيه فقدان للبوصلة حتى اللحظة حيث ان غالبية من يتحركون لم يفكروا بالعقلية الجماعية وكأن فتح بأفضل حالاتها ..وان جاز التعبير فان هؤلاء وان افرزهم المؤتمر السادس للحركة كمسؤولين فانهم خرجوا لا بل ارتدوا بسلوكهم عن الادبيات والقيم القيادية والتنظيمية فيساهمون بحراكهم بتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وكل ذلك تحت شعارات الحرص على الحركة ومستقبلها حيث تجد البعض منهم يعيش اوهام تأييد كل ابناء الحركة لافكاره وآرائه فيلجأ تارة لأسلوب الشللية البعيدة كل البعد عن الاطار التنظيمي وتارة تجد من يهاجم الرئيس او زملائه في القيادة تحت شعار الحرص وكأنه هو من يمتلك الحقيقة والتاريخ ويريد ان يستحوذ على المستقبل، متناسين هؤلاء أن التاريخ صنعه المقاتلون والشهداء والاسرى الذين عاشوا ربيع اعمارهم في سجون الاحتلال وكذلك الجرحى الذين توسمت اجسادهم بأوسمة الشرف والبطوله وكذلك الخلية المؤسسه التي وقف على رأسها الشهيد القائد ياسر عرفات فالقيادة جزء من هؤلاء المناضلين الذين خطوا بقتالهم وعذاباتهم تاريخ ومجد هذه الحركة وعليه لابد من التوقف عن كل ما من شأنه اضعاف الحركه وذلك عبر العودة الى مربع القيم القيادية والتصرف بمسؤولية وبالأمانة التي حملكم اياها شعبكم عبر كادرات هذه الحركة فلا يستوي القول بالحرص على الحركه مع السلوكيات والتصريحات التي من شأنها اضعاف الروح المعنويه لمناضلي الحركه الذين يتحسرون لوعة والما على ما آلت اليه الامور .
وبواقعية وتجرد أقول ان حركة فتح تشكل متطلبا وطنيا فلسطينيا وأعني فتح الواحدة الموحده والتي تقف على رأسها القيادة الملتزمة والمنضبطة بالقواعد والقيم القيادية الجامعه والتي تشكل احدى ادوات الفعل والطهارة الحركية واحدى ادوات التوحيد للقاعدة التنظيميه في شتى بقاع الارض ..اما العقلية والسلوك اللذين تحكمهما الانانية فانها لن تؤدي إلا الى خدمة الذات ولا الى خدمة الحركة.. ولعل التاريخ يعيد نفسه حيث عاشت الحركة حالة من التشرذم والتشظي ادت الى فوز حركة حماس في انتخابات المجالس المحلية والبلدية ومن ثم المجلس التشريعي في يناير 2006..الم يصلح ذلك بعد درسا لقيادة الحركة ؟؟؟؟ وهل خرجت فتح بتقييم مهني وعملي للمراحل السابقة التي عاشتها حيث خسرت الكثير ؟؟
الجواب لا بالتأكيد ، ولو كان الامر كذلك لما استمر النزيف الذي تعاني منه الحركه والذي تتحمل مسؤوليته لجنتها المركزية بشكل جماعي ولا يتحمله مسؤول مفوضيه بعينه كما يسوق البعض .. وامام هذا التشخيص للحالة التي تعيشها فتح يبرز السؤال الكبير ما العمل ؟؟ للرد على هذا السؤال اجد ان على القيادة الاسراع بعقد جلسة او سلسلة جلسات مسؤولة تأخذ بعين الاعتبار مستقبل الحركة والقضية لا مستقبل الاشخاص والبدء بسلسلة اجراءات وقرارات مسؤولة وتاريخية تأخذ بعين الاعتبار المسائل التالية:-
1- التحضير الجدي لعقد المؤتمر الحركي السابع بعيدا عن المزاجية والاصطفاف والتوليفات وذلك باعتماد المعايير المقرة بالنظام الداخلي للحركة.
2-توفير الاجواء والبيئه الصالحه لعقد المؤتمر من خلال اجراء مصالحات حقيقية داخلية والتنازل عن المواقف الشخصية لما فيه خير للحركه ومستقبلها
3-التوقف عن الخطابات الاعلاميه التي من شأنها خلق حالة من الاحتقان او المسيئة سواء لزملاء او للحركة بشكل عام
4-العوده للعمل بروح الفريق الواحد في الاطر القيادية بدئا من اللجنة المركزية وانتهاء باخر هيئة تنظيمية.
5-البدء بعملية استنهاض حقيقية للحركة واعادة شمل الحركه عبر تفعيل كل الكوادر والعناصر الحركيه في كل الاقاليم حيث ان هناك الالاف من ابناء فتح الغير فاعلين بسبب اهمالهم او بسبب عدم توفر مجالات العمل التنظيمي.
6-البدء بتشكيل المؤسسات التعليمية والصحية والزراعية والتطوعية والاجتماعية التابعه للحركه ما يؤدي الى بناء جسور الثقة بين الحركة وجماهيرها .
7-البدء بعملية التعبئة الفكريه والسياسية والاجتماعية والوطنية والامنية في صفوف أبناء الحركة .
8-تفعيل مبدأ الثواب والعقاب في صفوف الحركة ما يساهم بقوة بخلق حالة من التفاعل والابداع وكذلك يساهم بايجاد منظومة تربوية قادرة على ترسيخ الثقه بين فتح والجماهير.
9-العمل على طرد العناصر التي تسئ التصرف مع الجماهير او تخرج بسلوكها عن القيم الحركية والوطنية والاجتماعية .
10-العمل على الخروج من هلامية الموقف اتجاه اي قضية تتطلب موقفا تنظيميا وحركيا .
11-المال واليات صرفه ومسؤولية من ؟؟واهمية ودور ذلك فالمطلوب الشفافية وحوكمة المؤسسة واخضاعها لنظام مالي صارم وعادل .
12- تحديد وتنظيم المهام الحركية والصلاحيات والمسؤوليات وضبط الهيكل التنظيمي لضمان عدم التداخل ..
13- بناء الؤسسات الاقتصادية الخاصة بالحركة في فلسطين وخارجها لضمان تمويل نشاطاتها ومن اجل ضمان استقلالية القرار الفتحاوي ..وتجربة فتح التاريخية تؤكد اهمية ذلك فلمصلحة من تم التخلي عنها بل والتبرؤ منها ؟؟؟
14-نحن ما نزال في مرحلة التحر الوطني ..وهذا يعني اعادة النظر بما تم في موضوعة الحاق الكادر الاساسي والاهم في المؤسسة الامنية ومنع الكادر من الممارسة التنظيمية ..فهناك فرق بين مؤسسات الدولة الكاملة السيادة وبين الحالة الراهنة غير المسبوقة في تجارب الامم والشعوب ..فان انت افرغت الحركة والميدان من كوادره لمن ستترك التنظيم ..وهذا يستدعي تفعيل دور المكتب الحركي العسكري واعادة الاعتبار له.
.15- العضوية في الهيئات القيادية: يجب وضع معايير واسس لها ..فمن غير المقبول ابدا تسلل البعض بفعل الشللية والمصلحية والجهوية والمناطقية وحديثا العشائرية للاطر القيادية بكل ما يحمله ذلك من تدمير بنيوي للحركة.
16- بناء جهاز اعلامي حركي :
التنظيم _الفكرة والممارسة تتطلب مواكبة اعلامية صاحبة رسالة وعي ومسؤولية وطنية لا تخدم شخص فلان او علان ولكنها تخدم الحركة وبالتالي الوطن وقضاياه.
17- ضرورة تحديد وضبط العلاقة بين حركة فتح والسلطة حيث ان هناك تداخلا كبيرا يؤثر بشكل سلبي على الحركة .
18-اعادة إحياء وتفعيل العمل التنظيمي والحركي في الخارج بشكل اكبر حيث ان العديد من الاقاليم تعاني حالة من الضعف والترهل والتفسخ ما يعكس الاثار السلبية على جالياتنا في الخارج التي بات خصوم فتح ومنظمة التحرير يستغلون هذه الحالة ويستحوذون على مزيد من الشعبية على حساب فتح وفصائل العمل الوطني.
19- اعادة تفعيل وتطبيق النظام الداخلي للحركة على صعيد العضوية من ناحية حيث ان العضوية في اي حركة او حزب لها احترامها ولابد ابتداء ومن اجل حمايتها من معرفة من هو فتح وان يتدرج العضو بالعمل التنظيمي ولا يجب ان يفتح باب فتح على مصراعية للدخول والخروج ما يؤدي الى حالة من الفوضى، ومن ناحية اخرى من الضروري ان تقدم التقارير التنظيمية من قبل الاعضاء والخلايا والحلقات والشعب والمناطق ولاقاليم بشكل دوري .
20-وضع حد لحالات الانفلاش الفكري والسياسي والتظيمي من قبل الكثير من العناصر ومن مختلف المستويات وحتى القيادية منها .
21- اعادة الاعتبار للاقاليم كقيادات ميدانية تمثل حالة الحضور الاكثر تأثيرا وفاعلية وعلى ان تقوم باستثمار كل كادرات الحركة من خلال تشغيلها بمناحي العمل التنظيمي المختلفة.
واخيرا عللى قيادة الحركة ان تضع حدا للحالة التي تمر بها فتح والخروج من النفق المظلم حيث ان مستقبل فتح ومناضليها امانة في اعناقكم وكذلك مستقبل شعبنا حيث انني متيقن تماما ان شعبنا يريد الخير لفتح ليس عشقا بقدر ما هو ادراكا منه ان فتح ضمانة وطنية لثوابت شعبنا وان وحدة وصلابة منظمة التحرير وكذلك الوحدة الوطنية تفرضها فتح الموحدة والقوية .. واللهم اشهد اننا قلنا ما يجول بعقولنا وعقول الالاف المؤلفة من ابناء شعبنا بشكل عام ومن ابناء فتح بشكل خاص .