وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عريقات: تحديد العلاقة مع اسرائيل وإنهاء الانقسام طريقا إقامة الدولة

نشر بتاريخ: 26/01/2016 ( آخر تحديث: 26/01/2016 الساعة: 19:47 )
عريقات: تحديد العلاقة مع اسرائيل وإنهاء الانقسام طريقا إقامة الدولة
عريقات: تحديد العلاقة مع اسرائيل وإنهاء الانقسام طريقا إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة

رام الله- معا - أكد أمين سر اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، اليوم، على وجود طريقتين لهزم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في سعية لطمس فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، الأولى؛ في تحديد العلاقة مع اسرائيل استنادا الى الاتفاقات الموقعة كواي ريفير وشرم الشيخ وأسلو وغيرها، والثانية؛ إزالة كافة أسباب الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس والتحرك باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الكل الفلسطيني، مبينا أن الأجواء الإقليمية والدولية كلها تدفع باتجاه إعادة فلسطين الى موضعها الطبعي على الخارطة وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس، وأن ذلك لن يتم ما لم يكن هناك توافق وحكومة وحدة وطنية.

وبين عريقات أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لن يتم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة في ظل سعي القوى الكبرى الإقليمية والدولية إلى إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، في ظل تغير العديد من التحالفات العربية والإقليمية التي تدفع بقوة نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وشدد عريقات على أهمية دور السلطة الوطنية الفلسطينية في نقل الشعب الفلسطيني من سيطرة الاحتلال إلى الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن هذا الدور لن يتم دون مشاركة كافة أطياف الشعب الفلسطيني وإجراء انتخابات المجلس الوطني فورا، والاتفاق على خطة وطنية استراتيجية. لافتا إلى أن النظام السياسي الحالي ما زال حديث النشأة ولم يبلغ حد المثالية وأن أي انتهاكات للحقوق والحريات الشخصية والعامة والديمقراطيات تحدث بشكل غير ممنهج ويتم حلها مباشرة وهذا طبيعي.

وجاءت هذه التصريحات خلال طاولة مستديرة نظمها مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد"، اليوم، شارك فيها الدكتور صائب عريقات إلى جانب مشاركة مجموعة من الأكاديميين والمحللين السياسيين والإعلاميين وممثلي العديد من مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب. وجاء تنظيم طالة أوراد المستديرة من أجل تقديم نتائج استطلاعته الأخير للرأي العام والشباب والنخب الفلسطينية التي تؤشر بالمخاطر المحيطة بالمشورع الوطني الفلسطيني وتزايد عمق الفجوة بين الشعب الفلسطيني وقيادته.

وفي بداية اللقاء، استعرض الدكتور نادر سعيد أهم النتائج التي جاءت في استطلاع آراء قادة الرأي العام الفلسطيني وبين أن قادة الرأي العام لديهم نفس توجهات المشاركين في استطلاع الشباب (16-35 سنة) بشان عفوية ومحدودية الاحتجاجات أو الهبة الجماهيرية، بالإضافة إلى تشابه النظرة النقدية لتعامل القيادة الفلسطينية والأحزاب في الضفة الغربية وقطاع غزة مع هذه الهبة، وأن النتائج تعبر عن حالة اليأس والاحباط العامة من عملية السلام واتفاق أوسلو والتهديدات المباشرة للأماكن المقدسة في القدس، ناهيك عن حالة الإحباط العامة من أداء وممارسات القيادة الفلسطينية في الضفة وغزة.

وأوضح سعيد أن قادة الرأي العام يعتقدون بأن الحريات الشخصية و العامة وممارسات الديمقراطية في الضفة الغربية وقطاع غزة قد تراجعت مقارنة مع السنوات الاخيرة الماضية مع تزايد التقييم السلبي للقيادات الفلسطينية، مشيرا إلى أن أهم أولويات المجتمع الفلسطيني تطوير الاقتصاد وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

من ناحيته، تساءل رمزي ريحان المحاضر والمستشار في جامعة بيرزيت عن أهمية تحديد العلاقة مع اسرائيل في ظل وجود الانقسام الداخلي الفلسطيني، وفي ظل غياب آلية اقناع الشعب الفلسطيني بأن إنهاء الانقسام سيكون المخرج لتحديد العلاقة مع اسرائيل والخروج من المأزق السياسي الحالي كجزء مهم. مؤكدا على أهمية الاهتمام بالإعلام الفلسطيني وضرورة تغيير لغة خطابه وطريقة عرضه للأحداث والوقائع والقضايا بما يتلائم مع الأهداف الوطنية ويزيد من المنسوب الثقافي والعلمي للمجتمع الفلسطيني كي يتم المحافظة على البوصلة الوطنية.

من جانبه، تطرق معمر عرابي مدير تلفزيون وطن إلى أهمية إنهاء الانقسام الداخلي دون الارتهان للقرارات الإقليمية المؤثرة في الساحة الفلسطينية، مبينا أن الشعب الفلسطيني في حالة من الاحباط من الأحزاب التي هو مبتعد عنها، كما انه ينظر الى المفاوضات كوسيلة عبثية على مدار 20 سنة.

أما الكاتب والمحلل السياسي جهاد حرب فرأى أن أهمية النتائج تظهر في أن هذه الهبة الجماهيرية لولا أنها لم تكن ضد إسرائيل التي خرقت وضربت بعرض الحائط كافة المواثيق والاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين، لكانت ضد السلطة الفلسطينية نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وانسداد الأفق. كما أكد على أهمية النتائج حول حركات التطرف الديني وداعش وحذر من امتداد تأثيرها لفلسطين.

ورأت آمال خريشة مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية أن اتجاهات صنع القرار الفلسطيني لا تستند بحد ذاتها الى مراكز التفكير البحثية والعلمية وخصوصا في وضع الاستراتيجيات الهادفة لبناء المؤسسات والتفكير بطرق ادارة الصراع مع اسرائيل من ناحية أخرى وترى في ذلك مطلبا مهما من أجل ديمومة الصمود الوطني، مؤكدة على ضرورة تشكيل إطار قيادي موحد يضم كافة الفصائل الفلسطينية من أجل استشراف المستقبل الفلسطيني وخلق ديناميكية عمل وطني بناءة.

من ناحيتها، أكدت القيادية والناشطة السياسية والمجتمعية فدوى الشاعر على وجود فجوة بين المواطنين والقيادة وحتى بين كوادر الاحزاب وقياداتهم، بالإضافة إلى تزايد معدلات البطالة والفقر، مشددة على أن مشكلات جوهرية يجب حلها كتسلم أشخاص غير مؤهلين لمواقع صنع قرار حساسة ومؤثرة، في حين يتم استبعاد ذوي الخبرات والكفاءة.

من جانبه، بين المحاضر في جامعة بيرزيت صالح مشارقة أنه بحث بشكل جدي من أجل فهم تسمية الاحتجاجات الحالية بالهبة أو بالانتفاضة ، ولكنه لم يصل الى نتيجة، ومشيرا الى أن هذا مهم جدا في توصيف الوضع الحالي وفهم مجريات الاوضاع، متسائلا: إلى أي مدى يمكن تقبل فكرة تشكيل قيادة بديلة منبثقة عن الواقع الحالي؟ وهل هناك برنامج سياسي جديدة يمكن البناء أو التفكير بالعمل عليه يختلف بشكل كلي عن البرنامج القائم؟.

واستعرض عضو المجلس الثوري الدكتور بكر أبو بكر رؤيته لنتائج الاستطلاع ومقارنته لاستطلاع الشباب الذي أجراه أوراد مؤخرا بقوله: "أنه يوجد تقارب بين رؤية النخب القيادية والشباب في التفكير والنظرة للواقع من حيث عفوية الهبة الجماهيرية وطرقها ألياتها وسخطهم على الواقع الحالي، بالإضافة الى غياب الرؤيا الوطنية حول الأوضاع الفلسطينية وضعف اجماع الفلسطينيين على حل الدولتين".

وأضاف "تظهر النتائج تحليلا يعكس الخطاب المناهض للواقع السياسي ، بالإضافة الى تراجع مفهوم التعبئة داخل الاحزاب وغياب قدرتها على الاستقطاب، وما يمكن استنتاجه أن العقل الفلسطيني بطبيعته رفضوي ولا يريد الالتزام وهو حاليا محبط ومشتت".

وأنهى د صائب وقائع طاولة أوراد المستديرة بدعوة النخب الفلسطينية لأخذ دورها الفعلي أخذا بعين الاعتبار المتغيرات في الواقع الفلسطيني والعربي والعالمي وعدم الاختباء وراء شعارات قديمة لا تفيد القضية الفلسطينية. وطلب د صائب التوحد حول هدف إعادة القضية الفلسطينية على الخارطة لتجاوز المؤامرات الجارية. كما اكد على أهمية التواصل بين القيادة والشعب ومحاربة الفساد والتكسب من المنصب.