نشر بتاريخ: 28/01/2016 ( آخر تحديث: 28/01/2016 الساعة: 21:50 )
بروكسل-معا- دعا ممثل مفوضية العلاقات الدولية لحركة فتح السفير حسام زملط، أوروبا إلى استكمال الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدا أن كل يوم انتظار يشكل مسمار آخر في نعش فرص التوصل لحل شامل.
وثمن زملط في كلمة له بالبرلمان الأوروبي استجابة لدعوة كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين ، موقف البرلمان الأوروبي وقرار مجلس الاتحاد الأوروبي الأخير والذي أكد أن إنهاء الاحتلال هو أساس الحل، شاكرا الاوروبيين على استثمارهم المتواصل في بناء المؤسسات الفلسطينية وعلى قرارهم بعدم التعامل مع اسرائيل خارج حدود 1967 بما فيها وسم بضائع المستوطنات.
وطالب الاتحاد الأوروبي بعدم التوقف عند هذا الحد لأنه لا يرتقي للمسؤولية القانونية والأخلاقية لأوروبا والعالم والتي تحتم حضر جميع بضائع المستوطنات، وبمنع دخول المستوطنين الى أوروبا.
ورحب زملط بموقف الاتحاد الأوروبي الذي تبنى عقد مؤتمر دولي للسلام وتأسيس مجموعة دعم دولية، وفي المساعي لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لأنهاء الاحتلال وادانة الإستيطان.
وقال إن حركة فتح بدأت منذ سنوات في مراجعة مسار التسوية الذي أفشلته إسرائيل وتبنت استراتيجية مقاومة شعبية وحراك دولي يهدف لرفع تكلفة الاحتلال وعزله دوليا.
وطالب شركاء حركة فتح الأوروبيين بفعل الشيء ذاته ومراجعة نهجهم واستراتيجياتهم، مذكرا بأن عرض حل الدولتين وقرار منظمة التحرير الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل على حدود 1967 كان نتاج حوار مع أوروبا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وأوسلو نتجت عن وساطة أوروبية وليس أميركية والاتحاد الأوروبي استثمر مليارات الدولارات لإنجاح عملية السلام.
وتابع: لم يعد مقبولا من شركاء حركة فتح الأوروبيين الاختباء وراء المطالبة بالعودة للمفاوضات، لأننا جربنا هذا الطريق لـ22 عاما ولن نسمح لإسرائيل بشراء مزيد من الوقت لاستكمال مشروعها ضد أرضنا وشعبنا.
وطالب زملط الاتحاد الأوروبي بالتخلي عن نهج أن الاحتلال يمكن أن ينتهي من خلال عملية تفاوض ثنائية، مذكرا بأن إسرائيل قامت بقرار دولي وان استمرار الاحتلال لكل هذه السنوات سببه غياب الإرادة الدولية وتقاعس العالم عن مسؤولياته، خاصة أوروبا التي تتحمل مسؤولية تاريخية عن نكبة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال مسألة دولية وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته.
وانتقد تصريح رئيس البرلمان مارتن شولتز الأسبوع الماضي والذي قال فيه أن سياسية الاتحاد الأوروبي التي تنص على وسم بضائع المستوطنات تعاقب العمال الفلسطينيين في المستوطنات ولا تؤثر في اسرائيل.
وقال: شولتز خرج عن الإجماع الأوروبي ويفضّل أوروبا عاجزة ومنسلخة عن التغير في الرأي العام الأوروبي الذي تمثله السويد، وهذه الأقوال تحمل طابعا عنصري حيث تبرر استمرار الاحتلال والاستيطان ليوفر لنا فتات خبز معجونة بدمنا ومسروقة من ارضنا.
وقال زملط إن على رئيس البرلمان الأوروبي أن يعرف أن خسارة بعض فرص العمل في المستوطنات الإسرائيلية، ثمن ضئيل مقابل حريتنا واستقلالنا التي دفعنا ثمنها آلاف الشهداء والأسرى، وهذه التصريحات توفر غطاء لإسرائيل لمزيد من الاحتلال والاستيطان وإجلاء الشعب الفلسطيني عن أرضه.
وشن زملط هجوم على تصريحات بعض القادة الأوروبيين الذين يكتفون بالقول إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، متهما إياهم بإعطاء إسرائيل تصريح مبطن ورخصة مفتوحة لمزيد من القتل والتنكيل في الشعب الفلسطيني.
وقال: "الوقت حان لمحاسبة إسرائيل على جرائمها والتوقف عّن اعتبارها فوق القانون"، مطالبا أوروبا بالتخلي عن وهم ان حزب العمل الاسرائيلي يمثل معسكر السلام في إسرائيل، مذكرا بما قاله هيرتسوج رئيس حزب العمل الإسرائيلي مؤخرا أنه لا يوجد فرصة للحل وطالب حكومة اسرائيل بضم جزء كبير من الأرض الفلسطينية، خصوصا في القدس وضرب عمق غزة.
والتقى زملط في بروكسل رؤساء وممثلي جميع الكتل واللجان النيابية في البرلمان الأوروبي، إضافة لكبار المسؤولين عن العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي، وتناولت اللقاءات النقاشات السياسات والخطوات المستقبلية للاتحاد الأوروبي في دعم القضية الفلسطينية.
كما التقى زملط برئيس دائرة الشرق الأوسط وطاقمه في الخارجية البلجيكية، بحضور سفير دولة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا عبد الرحمن الفرا، ومسؤول الملف الثنائي في السفارة المستشار حسان بلعاوي، كما نظمت السفارة عشاء عمل مع رسميين أوروبيين على شرف زملط الذي التقى بإقليم حركة فتح وأقطاب الجالية الفلسطينية في بلجيكا.