وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

لجنة مقاطعة الاحتلال تنظم ندوة في اسطنبول

نشر بتاريخ: 29/01/2016 ( آخر تحديث: 29/01/2016 الساعة: 08:42 )
غزة - معا - عقدت في اسطنبول ندوة سياسية حاشدة بعنوان "تطورات المنطقة من منظور المشهد الفلسطيني" شارك فيها حشد من أنصار فلسطين وممثلين عن القوى والأحزاب التركية اليسارية وقوى كردية ومنظمات شبابية تقدمية.

وتحدث في الندوة الكاتب الفلسطيني خالد بركات والكاتب الصحفي فهيم طاشتكين والناشط في لجنة المقاطعة الرفيق سليم سزار فيما قدمت الناشطة عائشة دوزكان بعض المعلومات العامة حول دور ورؤية لجنة المقاطعة في تركيا.

وقدّم خالد بركات رؤية الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول ما يجري من تطورات في فلسطين المحتلة والوضع الفلسطيني الداخلي، مشيراً إلى أن الانتفاضة الراهنة جاءت لتؤكد على فشل مسيرة التسوية السياسية التي انطلقت في مدريد وأوسلو قبل أكثر من 20 عاماً، مؤكداً على أنها انتفاضة لها خصوصيتها وطابعها وأدواتها الجديدة، و يقودها جيل الشباب الذي ولد وكبر بعد انطلاق مرحلة أوسلو (عام 1993) حيث وصلت هذه التسوية إلى الجدار الأخير، وفشلت محاولات الاحتلال، وقوى السلطة والمال من تدجين وتطبيع الشباب الفلسطيني الذي أخذ زمام المبادرة ويتصدى اليوم لقوات الاحتلال في الشوارع والميادين.

وأشار بركات إلى أن الانتفاضة الراهنة جاءت رداً على السياسات الاسرائيلية وفرض "الحقائق" التي قام العدو بخلقها وتأسيسها بالقوة والسلاح والقوانين العنصرية، بالتلازم مع مسار التسوية والمفاوضات العبثية، مستفيداً من كذبة "مسيرة السلام" لتسريع عجلة و بناء المستوطنات في الضفة والقدس، وتضاعف عدد المستوطنين خمس مرات وقام ببناء جدار الضم العنصري ومصادرة عشرات آلاف الدونمات من الأرض، واعتقال آلاف الأسرى وفرض نظام من الأبارتهايد العسكري والاحتلال الكولونيالي فضلاً عن سياسة الأسرلة والتهويد الجارية خاصة في القدس المحتلة وتهديد وحصار المقدسات الاسلامية والمسيحية.

وأكد بركات على أن الحروب المتتالية التي شنها الاحتلال ضد قطاع غزة وحالة الحصار المستمرة ومحاولة تصفية المقاومة الفلسطينية تركت مفاعليها على الواقع الفلسطيني الداخلي ، وتشّكل أحد الأسباب الرئيسية في اندلاع الانتفاضة الحالية، وتصاعد موجات الصراع على اختلاف الصعد ، مشيراً إلى ما يعانيه شعبنا في القطاع من تهجير داخلي وافقار وتهميش ومنعه من إعادة الاعمار والتضييق المستمر عليه وافتعال أزمات الكهرباء والمياه والحصار السياسي والاقتصادي ، كلها صبت في مجرى اندلاع الغضب الشعبي الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وسياساته.

وختم بركات مداخلته بالتأكيد على سقوط كل الأوهام في إقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع، وما يسمى "حل الدولتين" مُعتبراً أن حل الصراع في فلسطين يتمثل في إنهاء الاحتلال في كل فلسطين المحتلة وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.

بدوره، أكد الناشط سليم سزار في مداخلته على أن لجنة المقاطعة في تركيا هي جزء من حركة عالمية تستهدف عزل الاحتلال الإسرائيلي العنصري وإجباره على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، كما جرى اعتمادها في الحملة والمتمثلة بتطبيق حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وانهاء نظام الفصل العنصري والاحتلال في فلسطين.

وأشار سليم سزار إلى أن السياسة الإسرائيلية قامت على أساس اقتلاع الشعب الفلسطيني من وطنه وإقامة نظام عنصري استيطاني في فلسطين كجزء من سياسة إمبريالية، مشيراَ إلى سرقة ونهب الأرض والموارد الفلسطينية وخاصة الغاز الطبيعي الذي تشتريه تركيا من دولة الاحتلال وهو ملك للشعب الفلسطيني.

وحذر سليم سزار من آثار وتداعيات التطبيع السياسي والاقتصادي والعلاقات التركية مع الاحتلال الاسرائيلي.

كما أشار إلى أن تركيا تحاول اليوم أن تكون قاعدة متقدمة للإمبريالية والقوى الرجعية وخاصة لجهة علاقتها مع النظام السعودي والخليج، متطرقاً إلى ما جرى في اليمن من حروب دموية مستمرة حتى الآن.

من جانبه، قدّم الكاتب التركي فهيم طاشتكين مداخلة هامة حول واقع اللجوء الفلسطيني في سوريا ولبنان وانطباعاته وتجربته الشخصية من خلال زياراته المتكررة الى المخيمات الفلسطينية وخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وتحدث الكاتب حول حالة التهجير الجديدة التي اضطر اليها الفلسطيني في سوريا بسبب ما يجري من حروب طائفية وأهلية في البلاد سواء كان هذا التهجير إلى اوروبا أو التهجير الداخلي بفعل التطورات الميدانية العسكرية.

وقال فهيم طاشتكين :" رغم الظروف القاهرة والصعبة التي يعيشها اللاجئون في المخيمات إلّا أن الفلسطيني لم يفقد الأمل في تحقيق حلمه وحقه في العودة إلى فلسطين".

وسرد مجموعة من القصص التي عاشها مع عائلات فلسطينية في مخيم برج البراجنة والمخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان التي اعتبرها الكاتب أشبه باحجية من البيوت والأزقة التي تفتقر إلى أدنى وأبسط الحقوق الانسانية.

واعتبر الكاتب أن بعض قوى المعارضة السورية زجت بالفلسطينين في سوريا إلى داخل الصراع السوري الداخلي عن قصد فيما حمل الكاتب على موقف حركة حماس من الأزمة السورية، معتبراً أن الحركة كان في وسعها ألا تلجأ الى سياسة الانتماء الى المحور المعادي لسوريا؛ الأمر الذي اضرّ بالشعب الفلسطيني.

واعتبر طاشتكين أن سياسة تركيا الرسمية تفرّق بين اللاجئين الفلسطينيين وأشقاّئهم السوريين حيث لم تسمح السلطات التركية بدخول اللاجئين الفلسطينيين إليها، أما من وصل منهم إلى البلاد فإنه لا يحصل على الحقوق والرعاية ذاتها التي يحصل عليها اللاجئ السوري.

واعتبر طاشتكين أن الحرب الإعلامية التي تجري ضد سوريا فيها الكثير من التضليل، مشيراً إلى أنه تقصّى عدداً من التقارير التي كانت تروى عن مخيم الرمل واللاذقية وما قيل أنها مجازر ارتكبتها قوات حكومية تبين لاحقا أن من يقف خلفها قوات تابعة للمعارضة المسلحة.