|
هارتس تصف توفيق الطيراوي بصاحب اليد العليا - الناجي الوحيد من قادة الاجهزة التي بناها عرفات لا يتحدث اللغة العبرية
نشر بتاريخ: 26/10/2007 ( آخر تحديث: 26/10/2007 الساعة: 18:02 )
بيت لحم - ترجمة معا- صحيفة هارتس بقلم افي زخاروف - خرج رئيس المخابرات الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي بعد الانباء التي ترددت حول اعتقال خلية خطط لاغتيال اولمرت في نظر الصحافة الفلسطينية والاسرائيلية كصاحب اليد العليا ، والمفاجأة انه كان خلال الاحتفال بافتتاح الاكاديمية الامنية في اريحا اكثر الحضور هدوءا.
فقد اصطفت يوم الاحد الماضي وتحت اشعة شمس اريحا اللاهبة طوابير من عشرات الضباط الفلسطينيين في باحة مقر الاكاديمية الجديدة واستجابوا فورا لامر مسؤول التوجيه العميد يونس العصا بالحفاظ على مسافة ذراع بينهم . ولم يعرف الضباط الفلسطينين الذي تقع اعمارهم ما بين 25-35 عاما الذين اصطفوا امام المدرسة الامنية الجديدة ببزاتهم المرتبة وقبعاتهم السوداء ما ينتظرهم وبعد مرور نصف دقيقه وصلت الدفعه الاولى من المضيفين وفي محاولة لاثبات للاخرين بان الحديث يدور عن مراسم عسكرية بكل معنى للكلمة صرخ العصا من الخلف طالبا منهم الزحف على الارض قائلا " ازحفوا . ازحفوا ........ ازحفوا حتى انضموا الى رفاقهم الواقفين وبعد ثواني معدودة ظهرت مجموعه اخرى ليعود الطقس السابق على نفسه . وصاح العصا الذي وقف بجانبه ابو الفهد "ضابط الكوماندو البحري الذي تخرج من الجيش الاردني " صاح مجددا انزلوا على الارض ازحفوا ازحفوا وحين رفع احد الزاحفين جسده عن الارض بما يخالف قانون الزحف لم يتمالك العصا نفسه وانهال بقبضته على الزاحف واوسعه ضربا وهو امر لو حدث مثله في الجيش الاسرائيلي لتم استدعاء الضابط للتحقيق . لكن في اريحا لا احد يتبرم او يحتج وانضم الخريج الى زملائه في الطابور واستمع بالتزام واصغاء للعصا الذي قال " كل تأخير يمس بمدريبيكم ، اننا نحترمكم لكن تأخيركم دقيقة او اثنتين يعتبر استهتارا بنا .هناك قواعد في هذه الكلية عليكم الالتزام بها وحتى اثناء وجودكم في الخارج عليكم الفخر بانكم اول دفعه في هذه الكلية " وهنا تصبب العرق من جبين الضابط الجديد " الطالب " في حين واصل العصا تعليماته دون توقف . ووقفت بين طوابير الجنود والضباط فتاتين وهنا قال العصا :" اريد ان اعرب عن احترامي لاخواتنا اللواتي انضممن لنا في هذه الدورة انني اقدم لهن التهاني باسمكم جميعا ولكن ليعلم جميع الجنود بانه يحظر على اي منهم التجول دون لباس كامل بما في ذلك القبعه ". وفيما يواصل العصا القاء تعليماته حول ضرورة الحفاظ على النظافه انهارت امام عينيه احدى الفتاتين واسرعت صديقتها واحد المدربين نحوها وطرحوها على الارض ورفعوا قدميها للاعلى لكن العصا لم يتأثر او ينكسر وواصل التعريف بمبنى الكلية وصفوفها الدراسية والقسمين اللذان ستتكون منهما الكلية . الناجي الوحيد قبل ذلك بساعه وصل الى الكلية صاحب فكرتها مدير المخابرات العامة اللواء توفيق الطيراوي الذي بدأ التفكير باقامة الكلية الامنية عام 1998 وجمع من اجلها التبرعات وجند لها التمويل من رجال الاعمال الفلسطينيين والخليج العربي ورويدا رويدا اقيم المبنى في الطرف الشمالي من مدينة اريحا . وقال الطيرواي " هذا الانجاز ليس لي شخصيا انه للشعب الفلسطيني ونحن مجبرون على بناء اجهزتنا الامنية " ولكن . وبمفاهيم كثيرة يستطيع ابو حسين التفاخر بنجاح جهاز المخابرات العامة واستمراره بالعمل كأنجاز شخصي حيث وفي الوقت الذي تثار الكثير من الشكوك حول جدوى وفعالية الاجهزة الفلسطينية فأن اسرائيل والولايات المتحدة و( حماس المطاردة في الضفة الغربية )يعرفون جيدا ان المخابرات العامة بقيادة الطيراوي هي الجهاز الوحيد الذي حافظ على قدراته وفعاليته بشكل معقول . وقد قف الطيراوي يوم الاحتفال الذي صادف يوم الاحد الماضي في قلب العاصفه ، حيث ابلغ رئيس الشاباك يوفال ديسكين مجلس الوزراء الاسرائيلي ان السلطة اطلقت سراح متهمين بمحاولة او التخطيط لاغتيال اولمرت خلال زيارته لمدينة اريحا ما اثار عاصفة سياسية كبيرة وحتى في السلطة الفلسطينية سارع سلام فياض الى الوقوع في الخطأ واعترف بان المتهمين تم اطلاق سراحهم بعد ثلاث اشهر من اعتقالهم دون ان يعلم بان السلطة اعادت اعتقال اثنين منهم . وبدا الطيرواي للصحفيين الذين حضروا لتغطية الاحتفال هادئا و يمتلك في جعبته اوراقا رابحة في المعركة الاعلامية ضد جهاز الشاباك وقال للصحفيين دون اي تردد " يوجد في ايدينا اثنين من المتهمين وهما معتقلان في احد سجون اريحا ليتضح فيما بعد دقة المعلومات التي ادلى بها ابو حسين ". ولكن السلطة لم تخرج نظيفة اليدين من هذه القضية اذا اتضح ان المتهمين اطلق سراحهما فعلا واعيد اعتقالهما بعد ثلاث ايام " يوم الجمعه " بضغط سياسي امريكي دون ان يعلم جهاز الشاباك بذلك . واضافة الى ذلك فأن موعد نشر المعلومات الذي اختاره الشاباك لم يكن دقيقا وفسر في اعين الكثير من المحللين ان الشاباك يحاول تخفيف الاندفاع نحو تجديد التنسيق الامني مع السلطة . بعد جبريل الرجوب ويتحول الطيراوي الى الناجي الوحيد من بين جيل قيادات الاجهزة الامنية الفلسطينية الذين اشتهروا خلال سنوات التسعينيات واختفوا واحدا اثر الاخر من الخارطة السياسية مثل جبريل الرجوب ومحمد دحلان ورشيد ابو شباك واخرين ، ويبدو انهم جميعا مشتركين في صفات معينة مثل تطلعات سياسية كبيرة وعلاقات ممتازة مع اسرائيل وذلك على خلاف الطيراوي الذي طالب دوما بالاحتفاظ بمنصبه الامني دون ان يحاول اشغال منصب وزير او مستشار للامن القومي واختلف مرات عديدة مع الاسرائيلين لدرجة تصنيفه كمطلوب لها بسبب علاقاته الوثيقة مع كتائب شهداء الاقصى في الضفة الغربية . وعلى خلاف زملائه السابقين ، الطيراوي لا يتحدث العبرية ولم يحاول استمالة او التحبب للساسة الاسرائيليين الذين وقع الدحلان والرجوب في سحرهم والذين نظروا اليه كرجل قادم من الخارج " عائد " . ووجد الطيراوي نفسه اكثر من مرة في صراع مع جبريل الرجوب الذي شغل منصب قائد الامن الوقائي في الضفة الغربية اضافة الى الصراعات العنيفة بين اجهزة الامن وفي المواجهة الاخيرة بين الاثنين والتي حدثت قبل ستة اشهر قيل ان الطيراوي ضرب جبريل خلال اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح . وقال الطيرواي بما يتعلق بهذا الامر " جميع زملائي السابقين هم اخوتي الاعزاء وكان لهم دورا مهما في بناء الاجهزة الامنية وانتقل بعضهم الى مناصب غير امنية لانهم اعتقدوا بان هذا الامر افضل لهم ولوضعهم ". واضاف بما يشبه الغمز " انا اريد ان ابني جهازا مهنيا يحافظ على مسافه من السياسة والسياسيين وسيأتي يوما ما وانتقل الى وظيفه اخرى لكن ليس سياسة ". وحول تصنيفه كمطلوب ارجع الطيراوي الامر الى مزاج المقابلين له في الجانب الاسرائيلي الذين لم تعجبهم مواقفه من قضايا كثيرة ولكن والحديث هنا للصحفي افي سخاروف - ومع كل الاحترام للاسرائيليين ومن اختلف معهم الطيراوي فان جهازه الان يتركز في العمل ضد الخصم الحقيقي حماس حيث ركزت كلمات المشتركين في الاحتفال اكثر من مرة على الانقلاب الحمساوي مؤكدين ان الاوضاع ستتغير -وايضا الطيراوي بدا متفائلا حيث قال " لقد تعلمنا مما حدث في غزة وهو لن يتكرر في الضفة الغربية وليس بسبب الجيش الاسرائيلي وانما لاننا لن نمكن حماس من امتلاك المتفجرات والاسلحه حتى تسيطر على الضفه ولن يكون هناك اي سلاح غير سلاح السلطة واليوم فأننا نعمل ضد حماس في الضفة ليس خدمة لاسرائيل ولكن لابعاد خطر غزة عن الضفه ". واكد الطيراوي استعداد وجاهزية السلطة لاستلام المسؤولية الامنية في كافة المدن الفلسطينية في الضفة طالما تم الامر بالتدريج التقدير الذي لم يختلف عليه الامركيان والاسرائيليين والفلسطينيين . هناك حاجة للمرونة في اسرائيل لا يزالوا يستهترون بالاجهزة الامنية الفلسطينية وطريقة مكافحتها لحماس ويدعي جهاز الشاباك ان السلطة اطلقت سراح المعتقلين من حماس الذين كانوا في سجونها . الباب الدوار ؟ ليس اكيدا لان مصلحة الاجهزة الفلسطينية اليوم هي المس بقدرات حماس على العمل في الضفة الغربية واعتقال العشرات من المشتبه بانتمائهم لها لا يضر بسمعة الحركة في الشارع بل يزيدها قوة . اسرائيل ليست مستعدة حتى عن الحديث عن نقل الصلاحيات الامنية في الضفة الغربية ولاثبات وجهة نظرها بثت المؤسسة الامنية الاسرائيلية خبرا مفاده ان السلطة عاجزة حتى عن نشر 500 شرطي خلال ساعات النهار في نابلس وفي الوقت الذي اعلنت فيه الاجهزة الامنية الفلسطينية حماس عدوا لها واسرائيل تدعي نيتها تعزيز وتقوية ابو مازن تمهيدا لمؤتمر الخريف يتوجب على الاجهزة الامنية الاسرائيلية اظهار بعض المرونة وتجديد تعاونها مع الاجهزة الفلسطينية وحتى مع توفيق الطيراوي . ويضيف التقرير في صحيفة هارتس : واصل المتدربون في الاكاديمية الاستماع الى التعليمات وفي الصباح وقفوا منفعلين ومتأثيرين تحت القبة الزجاجية لاستلام حقائب تحتوي على بزات وبعض التجهيزات الاخرى وذلك بحضور كثيرين من كبار مسؤولي السلطة وبدت الفصول الدراسية جديدة وحديثة. ان جدول اعمالهم في الكلية مكتظة جدا ففي تمام الخامسة صباحا درسا في الرياضه وطابور حلاقة الذقن وتنظيف الاسنان ومن ثم وجبة الافطار فالدروس التي تدمج بين الاكاديمي والعسكري وسيتعلمون هنا التعامل مع اجهزة الاتصال والسلاح والمواد المتفجرة ومواد دراسية حول الطبوغرافيا والمتابعه الى جانب دروس في اللغه العبرية والتاريخ وفي نهاية الاسبوع يذهبون في اجازة الى بيوتهم عملا بان الكادر الاكاديمي والعسكري من الفلسطينيين ولا وجود لاي مدرب من الدول العربية او الغربية . في تمام الساعه الثانية خرج المتدربون في اول استراحه وتناولا وجبة الغداء حيث وقف الطيراوي في الطابور داخل غرفة الطعام مع باقي المتدربين وذلك على خلاف زملائه السابقين الذين احاطوا انفسهم بالحراس والخدم والسيارات الفارهه واحتوت وجبة الطعام على اللحم والارز والسلطة والخبز الابيض ما يجعل جنود الجيش الاسرائيلي يشعرون بالغيرة . وعود على بدء - جاء في رد من قبل الشاباك بان وحتى اعلان رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض عن اعادة اعتقال المشتبهين في قضية اولمرت فان الجهاز لم يتلق اي تعديل او معلومة من الاجهزة الفلسطينية حول اعتقالهم . |