|
ها قد عدنا الى تجربة 2001 على الطريقة العرفاتية
نشر بتاريخ: 31/01/2016 ( آخر تحديث: 01/02/2016 الساعة: 08:14 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم يخلق بعد ذلك القائد الذي يعرف المستقبل ويقرأ الغيب ، ولكن القادة يشربون من مدارس فكرية معروفة ويحاولون الاستفادة من كل الظروف من اجل اثبات وجهة نظرهم وتحقيق غاياتهم .
ورغم كل عمليات النفي التي تنشرها الصحافة الفلسطينية عن " صراعات " على بوابة المرحلة الجديدة الا انها في العلوم السياسية ضرورة لازمة لكل تطور ، وهي نتيجة لكل تراكمات الفعل النضالي والصمود الوطني وفشل المفاوضات والهيمنة الامريكية على قرار الحرب والسلام لصالح اسرائيل . في الشهور الاربعة الماضية استثمر الشارع الفلسطيني دمه في تغيير المعادلة ، وترك للقيادة السياسية للسلطة والفصائل ان تحدد السقف الذي يناسب المرحلة ، وقد أوفى الشارع وعده وقدّم الغالي والنفيس لاجل ذلك فيما لا تزال القيادات تدرس الموقف . وهي مترددة لاسباب مقنعة لا يستهان بها . ولكن الشارع لم ينتظر كثيرا ، وبدأ يفرض وقائع جديدة مثل اقتحام المستوطنات _ عتنائيل - تقوع - بيت حورون ) واستخدام المسدسات والاسلحة النارية مثل نشات ملحم ومحطة قطار بئر السبع وقناص الخليل وعمليات شمال الضفة وبيت ايل وغيرها . ان اخطر ما في المرحلة الراهنة هو رفض نتانياهو وحكومته للمبادرة الفرنسية ، وهو امر سيقود الى افشال فكرة المؤتمر الدولي وتدهور الاوضاع ميدانيا ... وليس هناك اي اثبات ان القيادة الاسرائيلية لديها خطة بديلة ، فمنذ قرر شارون الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة وفوز اولمرت وليفني ونتانياهو بالحكم لم تقدّم تل ابيب اية مشاريع ولا حتى افكار بشان الحل المتوقع . وقد علمت من مصادري ان جهات دولية رفيعة تبحث عن افكار جديدة لحل الصراع ومنع التدهور الكبير الحاصل ، لكنها عجزت مثلما عجزت الرباعية وفشل طوني بلير وهروبه من المنطقة بشكل مخجل . وامام شح الافكار ويأس الممولين السياسيين والماليين يبقى طريق واحد فقط هو الطريقة العرفاتية لكن بأشكال ومضامين مختلفة تاخذ بعين الاعتبار الفارق الزماني والسيكولوجي والتسلحي . لا يوجد اية افكار سياسية عند اسرائيل ، ولا يتخطى دور حكومة نتانياهو دور الرفض المطلق لجميع الحلول وجميع الافكار والمبادرات ، وان بطشت اسرائيل أكثر واجتاحت مناطق أكثر ستزداد العمليات ضراوة ، وسيؤدي ذلك الى انزلاق الاحتلال للبقاء لمدة اطول في المناطق الفلسطينية وهو ما سيقود الى العصيان المدني . لا اعتقد ان الارض المحتلة قادرة على عصيان عسكري ، لسبيين : عدم وجود سلاح في الضفة والقدس وثانيا ان الامر لا يتعلق بالقتل بحد ذاته وانما بالحرية والكرامة وهي اشياء لا يفهمها الاحتلال . السلطة تبدو مستقرة طالما بقي الرئيس عباس ، ولكن المجتمع الفلسطيني كله غير مستقر . |