|
ديربي الاشقاء عرس خليلي والمدعون فلسطينيون والاتحاد على رأسهم
نشر بتاريخ: 01/02/2016 ( آخر تحديث: 01/02/2016 الساعة: 16:44 )
بقلم : خالد القواسمي
دائما ما تتسم مباريات الديربي بنكهة خاصة يصاحبها أهمية كبرى جماهيرية ترسم باجسادها لوحات فنية تعبر عن مدى الانتماء وروح العشق لفرقها ويحظى ديربي مدينة خليل الرحمن بين الشقيقين العميد الشبابي والمارد الاهلاوي بشعبية جارفة وتتنوع النكهات وتنطلق التغريدات والقفشات والمعاكسات منها ما هو ايجابي ومنها من يقع تحت بند اشاعة الفتنة وتفريق الصف وضرب النسيج الاجتماعي. وفي كل الاحوال تبقى الامور مكشوفة للجميع خاصة ادارتي الناديين التي تربطهما علاقات شخصية متينة ولديهم حصانة منيعة من الانجرار خلف من يحاول شرذمة الوضع الاخوي منطلقين من المثل العامي (انا واخي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب) بالرغم من حالة التنافس الكروي المشبع بروح الانتماء النادوي نلاحظ الانقسام بين تشجيع الشقيق الاكبر العميد والشقيق الاصغر المارد الاهلاوي وهذا بطبيعة الحال أمر طبيعي ويعطي النزال الكروي متعة حقيقية اذا لم يتجاوز الخطوط الحمراء المحرمة بين الاشقاء. فالتشجيع الحضاري والوحدوي شرط اساسي لنجاح الديربي ويصب في خانة وأقنية ومصلحة الكرة الفلسطينية وما تابعناه من مباريات سابقه في نهاية مرحلة الذهاب وبداية الاياب يؤكد على تمتع الجماهير بالروح الاخوية الممزوجة بالانتماء الوطني المكلل والمتوج بالروح الوطنية تخر له النفوس احتراما وتقديرا فالجميع على قدر المسؤولية الا من له مآرب مدفوعة للتخريب والتنغيص واعتقد بان الامور قد اصبحت مكشوفه وعلينا الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه بالتطاول على الكرة الفلسطينية ولاعبيها وجماهيرها واتحاد اللعبة وكل مكوناتها فدعونا نطرب بسمفونية الهتافات للشهداء والاسرى وللقدس وللكل الفلسطيني واخراج العرس الكروي الخليلي الفلسطيني بأبهى الصور كرامة لحجم التضحيات التي قدمها ابناء شعبنا على مذبح الحرية . فانا شبابي واعشق جذور التاريخ العميدي وانا عاشق متيم اهلاوي اعشق اهلاويتي التي ولدت من رحم المعاناة مطلع سبعينيات القرن الماضي فشقيقي الشبابي بالنسبة لي درة التاج المرصع على جبين الكرة الفلسطينية واخي ابن الاهلي تاجها وليس ذلك بكلمات منمقة انما هي الحقيقة الساطعة فالخليل لمن لم يعرفها أسرة كبيرة واحده لا ترضى باي شكل من الاشكال اقحام نفسها في متاهات والخليل رغم تقسيمها الجغرافي المبرمج نتيجة الاتفاقات المجحفة بحقها تقف شامخة متحدة بتعاضد مواطنيها الصابرين المرابطين على ثغر حرمها الابراهيمي وفي ازقة بلدتها القديمة وحواريها المعتقة التي تفوح منها رائحة عبقة ممزوجة برائحة دم شهداء حرمها وعطاء ثوارها المناضلين الذين قضوا نحبهم في معارك العز والفخار في عصيون والسموع والقسطل وكل مواقع الشجاعة والاقدام وصولا للثورة الفلسطينية المعاصرة بقيادة مفجرها الراحل الرمز ياسر عرفات التي قدمت ولا زالت تحمل راية التحرير وتقدم الشهيد تلو الشهيد كي ينعم شعبنا بالحرية والانعتاق من رجس الغاصب المحتل وممارسة حياته بشكل طبيعي دون منغصات تقف مواقف الرجولة وتلفظ كل من يحاول تعكير الاجواء والرياضة الفلسطينية في ظل باعث الامل فيها اللواء جبريل الرجوب هي شكل من اشكال المقاومة الحضارية وحققت ما عجزعنه رجالات السياسة فلنحافظ على ديمومتها دون ان نحاول خدش مسيرتها . الاهلي والشباب احفاد ابراهيم الخليل وابناء كنعان يلتقيان الثلاثاء على استاد الحسين بن علي في مباراة يحاول الشقيق الاكبر طامعا في كرم شقيقه التوأم الاهلي حصد نقاط المباراة واستمرارية الصعود نحو القمة واعتلاء منصات التتويج للمرة الاولى منذ انطلاقة دوري المحترفين الفلسطيني وبكل تأكيد تحقيق الفوز يعني له الدخول في منتجع لاراحة الاعصاب ويرفع عن كاهله ثقلا كبيرا . لكن زملاء الشهيد شاكر حسونة الاهلاويون هم ايضا طامحون بكرم شقيقهم الاكبر فهم بحاجة لرفع المعنويات قبيل لقائهم الاسيوي الهام بعد ايام معدودة من هنا تكمن اهمية اللقاء الكروي فهل يتنازل احدهم للآخر ويرضى بما ستفرزه وتقرره التسعون دقيقة على ارض الميدان. وهل تلتقي الحناجر مع الحناجر في بوتقة واحدة عنوانها بان لا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية وتتعانق القلوب فلا خاسر بالدربي الخليلي ففوز اي فريق هو فوز للاخر رغم المنافسة الاخوية الجميلة لكن لا نحب ان تكون على حساب الروح الرياضية. من هنا نوجه دعوة للجميع بعكس صورة جميلة والانتباه لمن يحاول اشاعة الفرقة التي لا تمت بصلة لشعبنا الفلسطيني واخلاقياته ونقول في منتهى حديثنا مبروك لمن يحالفه الفوز وهاردلك لمن لم يحالفه الفوز فالعرس الكروي خليلي فلسطيني والمدعون فلسطينيون والاب الشرعي للكرة الفلسطينية واحد الا وهو اتحاد كرة القدم الفلسطيني حاضر في الزفة الكروية بالتوفيق للجميع والى الامام. |