وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كارلو

نشر بتاريخ: 04/02/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
كارلو
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تميل الفرضية الامنية الاسرائيلية الا ان الانتفاضة بدأت بتنظيم نفسها ، وأنها لم تعد انتفاضة الافراد او انتفاضة تلقائية ، والاهم بالنسبة لاسرائيل ان خلية قباطيا حملت معها رشاش من نوع كارلو ونجحت في اقتحام جميع الحواجز والجدران ووصلت الى باب العامود وهي التي بحثت عن جنود ومجندات لتنفيذ العملية ولم تبحث عن مدنيين او سوق مدني ، ما يشير الى روح التحدي والاستبسال والرغبة في كسر الروح المعنوية للجنود والمجندات الاسرائيليين . ورغم كل الدعاية التي صرفت عليها خزينة اسرائيل مليارات الدولارات لاظهار المجندة الاسرائيلية انها محاربة أفضل من الجندي العربي ، وانها أجمل من النساء العربيات وأقوى .. الا ان هذه الحملة الديماغوجية مدفوعة الأجر لم تنجح مع الجيل الفلسطيني الجديد ، وان كانت نجحت مع الاجيال العربية السابقة .

وتميل اسرائيل الى الاعتقاد ان هناك جهة ما قدّمت المساعدة لخلية قباطيا للوصول الى القدس ، ولكنها فرضية ضعيفة وفيها عوار . فهل احتاج نشأت ملحم الى تنظيم فلسطيني لتعريفه بمدينة تل أبيب وشوارعها ، وهل احتاج الى تنظيم او سلطة لتزويده ببندقية رشاش ؟؟؟

ومن المعلوم ان السلاح الناري في الضفة الغربية حكرا على اجهزة الامن الفلسطينية وبعض التنظيمات الغنية ، ففي حين تملك السلطة 20 الف قطعة سلاح قديمة وذخيرة محدودة جدا لا تكفي لاشتباك ساعة واحدة مع الاحتلال ، فان السلاح في قطاع غزة  ( نحو 64 الف بندقية ) مملوك للتنظيمات القوية والغنية . ولكن الجيل الجديد امتلك القدرة على التصنيع المحلي بطرق بدائية وابتكر طرائق لا تخطر ببال الجن الازرق لحماية نفسه من اعتداءات المستوطنين .


بندقية كارلو هذه الايام يصل سعرها 250 دولارا ( 900 شيكل فقط ) في السوق السوداء بالاراضي الفلسطينية ، وهو سلاح يصنع محليا منه الغزاوي ومنه النابلسي ومنه المصري ، وهو نموذج عن السلاح السويدي كارل غوستاف ، ويحمل في بطنه رصاصات من عيار السلاح 9 مم بسعة المخزن 25 حبة .

وبالاساس فان بندقية كارل جوستاف عديمة الارتداد ما يسهل حملها واستخدامها ( رش ) دون الحاجة الى تدريبات ، كما ان وزنها لا يتجاوز 8 كغم وهي بندقية متعددة الاستعمالات ويسهل تجزئتها وتهريبها او تخبئتها .

والحديث هنا ليس للترويج لنوع السلاح وانما للاثبات ان المقاومة لا تحتاج الى تنظيم ورئيس وسلطة وقادة اجهزة أمنية ، والدليل على ذلك ان جيل الاطفال الذي حمل السكاكين وهجم على الكوماندوز الاسرائيلي انما كان يريد ايصال رسالة مفادها ان الاحتلال ظالم وان الحواجز والجدران والبطش والعقوبات الجماعية لن تصنع لاسرائيل امنا ولا سلاما .
قد تنجح اسرائيل في شن حملة غير مسبوقة لتجريد الضفة الغربية والقدس من بنادق كارلو المصنعة محليا ، ولكن هذا لن يصنع السلام أبدا . وكل يوم يمضي يزيد الهوة بين الشعبين ، وكل اقتحام للمسجد الاقصى وكل تصريح يدلي به وزير متطرف في حكومة نتانياهو سيزيد فرصة العملية القادمة .
والاهم ان اجهزة الامن الفلسطينية لن تستطيع منع العمليات في الضفة الغربية ، كما لم تنجح اجهزة امن اسرائيل في منع عمليات في تل ابيب .