|
قلب إسرائيل قد يكون مسرح معارك حزب الله المقبلة
نشر بتاريخ: 06/02/2016 ( آخر تحديث: 06/02/2016 الساعة: 12:07 )
بيت لحم- معا- التقلبات في المنطقة والحروب في الشرق الأوسط تحمل إسرائيل على تغيير منظورها العسكري والأمني، ويقول الجيش الإسرائيلي إن قوات النظام السوري وإيران وحزب الله يحرزون تقدمًا عسكريًا ملموسًا في سوريا بمساندة روسيا، هذه التقديرات ومعلومات أخرى مهمة حصلت عليها "إيلاف" حصريًا.
الجيش الإسرائيلي يحاول منذ فترة ليست بالقصيرة فهم ما يجري في المنطقة بعد التغييرات المتسارعة للأنظمة العربية والتغيير في التشكيلات العسكرية وانحسار إمكانية المواجهات العسكرية التقليدية، أي جيوش نظامية مقابل جيوش نظامية، فالحروب الأخيرة انتقلت إلى مواجهات مسلحة خطيرة وقاسية، وانتقلت من الجبهات على الحدود إلى داخل الدول، حيث تم تقسيم سوريا والعراق، والحرب اليمنية وسيطرة الدولة الإسلامية داعش على مناطق في سيناء... كل هذه الأمور لم تكن سابقًا في صلب استراتيجيات الجيوش في المنطقة وفي العالم. أما اليوم فالأمور تغيرت بشكل كبير. تقدم عسكري حيث يرى الجيش الاسرائيلي ان قوات النظام السوري، بمساندة ايران وحزب الله مع الغطاء الروسي، تحرز تقدما عسكريا ملحوظا في الحرب ضد المعارضة السورية بمنظماتها المختلفة، كما ان الدولة الاسلامية بدأت تتراجع، وحصل تجميد وتحجيم لامتدادها في سوريا والعراق، بسبب التدخل الاميركي والتحالف الدولي، الا ان نفوذ الدولة الاسلامية في المحافظات، التي تسيطر عليها، فهو غير محدود، والدولة الاسلامية بنظر الجيش الاسرائيلي هي تعمل كدولة بكل ما للكلمة من معنى. دولة حزب الله ويرى الجيش الاسرائيلي ان لحزب الله قدرات للحرب تحت الارض كبيرة جدا، فالحزب أنشأ شبكة أنفاق قتالية ودفاعية هائلة في قرى جنوب لبنان، وفي بيروت، وايضا الحزب يعمل على انشاء انفاق على الحدود مع اسرائيل، ربما تكون هجومية، فعندما يتحدثون في حزب الله عن "احتلال الجليل"، فالجيش الاسرائيلي يفسر الامر بأن حزب الله سوف يحاول ان ينقل مقاتلين وعناصر للقتال على الاراضي الاسرائيلية، ربما عبر انفاق او عبر التسلل الى الاراضي الاسرائيلية. من جهة اخرى هناك منظمة اخرى تمتلك قدرات دولة للقتال، وهي حماس غزة، وهي تتلقى الدعم والخبرات من حزب الله في المجال الصاروخي والقذائف وايضا في مجال الانفاق الهجومية والدفاعية في قطاع غزة، وبالتأكيد حماس استعملت الانفاق في الحرب الاخيرة مع اسرائيل، الا ان الحديث المكثف عن الانفاق في الايام الاخيرة من قبل حماس يفسره الجيش الاسرائيلي على أنه محاولة لرفع المعنويات داخل حماس، بعد الحرب الاخيرة، وان مسالة الانفاق ورصد الموازنات والاموال لها من قبل حماس لم تنجح. وبرأي الجيش الاسرائيلي فإن حماس لا تريد الحرب، بل تحاول ايصال رسالة بانها غير معنية بمواجهة مع اسرائيل في الفترة الراهنة، علما ان حماس تعاني من مشاكل داخلية عدة، خاصة مواجهة المتشددين من داعش داخل غزة. الكل يستعمل الكيميائي ويقول الجيش الاسرائيلي ان كل الاطراف في سوريا تستعمل المواد الكيميائية والمواد السامة في الحرب السورية. اما روسيا فتقوم بعملياتها العسكرية وضرباتها الجوية من دون ان تحسب حساب الاضرار المحيطة بالهدف ونتائج القصف، بينما تحاول الولايات المتحدة ان تحسب الحسابات لتكون نسبة الاضرار المحيطة بالهدف صفر بالمائة. وهذا السبب في اعداد القتلى المرتفعة من المدنيين في الضربات الجوية الروسية. على صعيد العلاقات الاسرائيلية الروسية، فان التنسيق كامل وشامل. اما الاسلحة والقدرات القتالية الروسية التي تم جلبها إلى سوريا، فهي، وبتعهد روسي، لن تستعمل ضد اسرائيل، لا الآن ولا في المستقبل، الا ان الطرق القتالية والتكتيكات القتالية، فتلك يمكن ان يتعلمها حزب الله وفيلق القدس الايراني لاستعمالها ضد اسرائيل، علمًا أن فيلق القدس الايراني بنظر اسرائيل هو مسؤول عن كل العمليات ضد اسرائيل المنطلقة من الاراضي السورية. لا أفق اضف الى ذلك ان ايران ستحاول عبر رصد الاموال تجنيد الخلايا في الضفة الغربية لضرب اسرائيل، وهذا يشكل عبئا وخطرا على السلطة الفلسطينية ويمنع اسرائيل من اي تقدم في المجال السياسي، ما دام الوضع الامني غير مستقر. ايران كما ان الخلاف السعودي الايراني يشكل نقلة نوعية في المنطقة، وحرب التحالف العربي في اليمن لها مدلولات كثيرة من حيث الصراع السعودي الايراني حيث انتقلت السعودية الى العمل العسكري المباشر في اليمن مثلا. اما ايران فتستمر بالحروب بالوكالة عبر وسطائها واتباعها في المنطقة، مثل الحوثيين وحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق وعبر حماس في غزة. اما القوى الاقليمية فهي تحاول السيطرة من خلال التدخل العسكري في سوريا والعراق وليبيا، وروسيا تساند النظام السوري، وهي مع حزب الله وايران تحاول فرض التسوية السياسية في جنيف، من خلال التقدم العسكري والعمليات العسكرية على الارض في مناطق مختلفة على الارض السورية.-"ايلاف". |