نشر بتاريخ: 12/02/2016 ( آخر تحديث: 12/02/2016 الساعة: 11:56 )
غزة- معا - "حمادة مات" عبارة خطها الشاب حمادة كوارع على الأرض في المكان الذي انهى فيه حياته القصيرة منتحرا،، فالشاب الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وضع حدا لحياته دون أن يوضح الأسباب التي دفعته للانتحار فهو حسب المقربين منه لم يعان من أية مشاكل.
وجاء انتحار كوارع بعد أربع وعشرين ساعة على عملية انتحار مماثلة وقعت وسط القطاع، الأمر الذي يدفع لتسليط الضوء على ارتفاع عدد هذه الحوادث.
ويعيش الناس في قطاع غزة حالة من "الظنك والكدر النفسي" يبدو واضحا في أداء الناس الذين يشكون من التوتر والضيق النفسي وضيق الحال هذا ما يؤكده الأخصائي النفسي درداح الشاعر الذي قال ان قطاع غزة بشكل عام لا يعيش في ظروف راضية مرضية في الجانب النفسي.
الانتحار وسيلة خلاص:
وأكد الشاعر أن حالات الانتحار المتزايدة في قطاع غزة مؤشر خطير نتيجة للظروف الضاغطة والقاهرة التي يحيها الإنسان الفلسطيني سواء سياسية أو أمنية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية تتفكك معها شخصية الإنسان فيعجز عن مواجهة المشكلات التي يعانيها وبالتالي يلجأ للانتحار كأسلوب من أساليب الخلاص من ما يعانيه من توتر وتأزم نفسي كبيرين.
وأكد الشاعر انه لا يمكن الحديث عن أسباب واحدة لحالات الانتحار في غزة، مبينا أن كل حالة انتحار لها ظروف وملابسات مختلفة عن الأخرى فمنهم من ينتحر بسبب الواقع الاقتصادي المرير أو ضعف الوازع الديني والأخلاقي أو على أساس العلاقات الزوجية السيئة.
وأضاف:" كل حالة انتحار لها ظروفها وبالتالي لا نستطيع التحدث عن أسباب عامة للانتحار، إلا إذا كان هناك انتحار جماعي لدى الناس"، مستدركا انه جاء في قطاع غزة كرد فعل للواقع المرير الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني على وجه الخصوص .
ورفض الشاعر أن يطلق على هذه الحالات بالظاهرة، مشددا أنها حالات فردية هنا وهناك يحاول الإنسان التخلص بواسطتها من ظروف معينة ولكن بشكل عام الواقع في القطاع متأزم ومرير يجعل الإنسان في حالة من التوتر والضيق والتأزم النفسي، قائلا:"وإذا كانت المنظومة الأخلاقية والدينية ضعيفة فهذا يساعد على الانتحار".
ولفت الشاعر إلى أن الفئة الشابة في قطاع غزة تعاني حالة من الإحباط وانعدام المستقبل حيث يعيشون في فرغ نفسي نتيجة انسداد الأمل ومستقبل اسود ويعتقدون أن أفضل أسلوب للتخلص من السواد هي هذه النهاية السيئة.
وشدد الشاعر أن وجود فسحة من الأمل في مجالات التعليم والاقتصاد والعمل يفتح الأمل أمام الشباب وتبدو الحياة جميلة لهم وبالتالي يقع على عاتق الدولة توفير فرص العمل وفرصة تعليمية بحيث تبدو للحياة قيمة بنظرهم.
غياب التسجيل الرسمي:
المراكز الحقوقية سجلت حالة انتحار واحدة في العام 2016 حيث سجل مركز الميزان لحقوق الإنسان بتاريخ 14/1/2016 انتحار المواطن "ك.ف" الذي أقدم على شنق نفسه بسلك معدني في شقته في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وبلغ عدد حالات الانتحار في قطاع غزة في العام 2015 بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان خمس حالات مسجلة.
وخلال ثمانية وأربعين ساعة أقدم شابان على الانتحار واحد منهما من سكان مدينة خان يونس حيث وضع حدا لحياته في المحافظة الوسطى بشنق نفسه بحبل في حقل زراعي في دير البلح دون أن تتضح ملابسات الحادث إن كان هو من شنق نفسه أو بفعل فاعل.
وكان شاب ثلاثيني حاول الانتحار أيضا عندما تسلق إلى برج للإرسال فوق عمارة سكنية في مدينة غزة مهددا بالانتحار حيث عدل عن إلقاء نفسه بعد تدخلات عدة من مكتب الرئيس وبجهود النائبين روحي فتوح وإبراهيم أبو النجا حيث وعداه بإعادة راتبه المقطوع حيث انه موظف سلطة قطع راتبه قبل خمس سنوات ويعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد.
وكان شاب قد توفي الشهر الماضي عقب محاولته الانتحار بعد تناوله كمية من أدوية مبيدات زراعية داخل ارض زراعية لعائلته في حي الزيتون جنوب مدينة غزة وكشفت التحقيقات والطب الشرعي انه عمد لتناول كمية قاتلة من المبيدات.
يذكر أن حوادث الانتحار من كلا الجنسين زادت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة خاصة منذ بداية العام الجاري في ظل غياب تسجيل رسمي لهذه الحالات.
تقرير هدية الغول