|
لا مصالحة من دون مسامحة ولا مسامحة من دون تعويض
نشر بتاريخ: 14/02/2016 ( آخر تحديث: 14/02/2016 الساعة: 15:17 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
قال لي احد الزملاء من غزة ان الجمهور الفلسطيني لن يصدق نجاح جهود المصالحة حتى لو نجحت فعلا هذه المرة ، وان منسوب الاحباط المستشري في صدور المواطنين اعلى بكثير مما يتخيله المحللون . واستنادا الى هذه الحالة فان المتحاورين في قطر يعملون الان لوحدهم من دون حاضنة شعبية رادفة ، واللافت للانتباه ان المتحاورين قرروا الابتعاد عن الصحافة لانجاح المصالحة دون الاشارة الى ان الصحافة نفسها ابتعدت منذ فترة عن المصالحة وفترت عزيمتها في تغطيه أخبارها ما يفسّر انخفاض حاد في نسبة القراء الذين يرغبون في قراءة اخبار " فالنتاين " على حساب اخبار الانقسام .
الانتقال من الانقسام الى التقسيم يبدو مغريا للفصيلين الكبيرين ، ويبدو مزعجا للفصائل الاخرى ، ولكن الجمهور لا يكثرث كثيرا ، لان المصالحة لوحدها لا تعطي المعنى الحقيقي لحاجة المواطن الى الاساسيات مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب والمعبر والحقوق الاساسية التي تحوّلت الى امتياز له ثمن كبير ( مبالغ فيه ) عند المواطن . وفي حال استمر الانقسام ( الحقيقة ان الانقسام هو حصار غزة ومعاناة اهلها وضياع الضفة وارتباك الحكومات ) فان الجمهور سيبحث عن اي حل ، بدء من التخلص من طنجرة الضغط ، وصولا الى استرداد الحقوق الاساسية . ولو كانت الحلول التي ستقدم له من الاعداء ولاهداف لا تخدم الوطن ولا القضية . ان الاطباء حين يعجزون عن معالجة الاعضاء يقومون ببترها ، وان فشل الحوار الوطني هذه المرة سيكون خطرا ماحقا على القضة ووحدة الوطن ووحدة الشعب . وسيؤدي الى كوارث لا حصر لها . ولن يكون هناك اي طرف كاسب لان الجميع سيكون خاسرا . اكثر من 12 عاما على الانقسام والحرمان والقهر ، ولذلك لن يقبل الجمهور بأنصاف الحلول ، ولن يقبل الا بتعويضه عن هذه المأساة بكافة حقوقه الطبيعية . |