وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الانتفاضة تغيّب "أحمر العشاق" بفلسطين

نشر بتاريخ: 15/02/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:09 )
الانتفاضة تغيّب "أحمر العشاق" بفلسطين
بيت لحم- تقرير معا- رغم كثرة عبارات الحب والمنشورات والاعلانات التجارية التسويقية لمنتوجات غلب عليها اللون الاحمر الصارخ، الذي بات رمزا لجذب العشاق في 14 شباط من كل عام، إلا أن الشارع الفلسطيني بدا أقل اهتماما بهذه المناسبة في ظل الظروف الصعبة والانتفاضة التي يسقط خلالها الشهداء كل يوم.

بيت لحم نموذج للواقع الذي يخيم على الفلسطينيين إذ أن المتجول في شوارع وأزقة المدينة يدرك بجلاء أن مناسبة "عيد الحب" لا تخيم على الجميع، واكتفت محلات بيع الهدايا والتحف بالقليل من الترويج والتزيين، أما المواطنون ففضلوا الاكتفاء بالحب الدفين في القلب.

الافعال تخالف القناعات أحيانا
هاشم شاب في عقده الثاني تواجد في محل لبيع الهدايا التي صنعت خصيصا "لعيد الحب"، يشاور صديقه الذي يقف بجانبه حول علبة حمراء بداخلها دمية حمراء تحضن عطراً بنفسجياً وخاتماً فضياً وبعضاً من الكريمات النسائية.

بدا هاشم مستعجلا وكأنه لا يكترث لما تحتويه هذه العلبة، وقال لـ معا، إنه لا أؤمن بعيد الحب وغير مقتنع به كليا ولكنه يشتري هذه الهدية لزوجته تجنّبا لاحتجاجها ومعايرتها له، بزوج صديقتها الذي يجلب دائما الهدايا لزوجته.

الفئات الأكثر إهتماما بعيد الحب
يرى أصحاب المحلات أن النساء اكثر اقبالا على شراء الهدايا في "عيد الحب"، وقال أحدهم: إن النساء اكثر إقبالا من الرجال، لان الرجال منهم من يكتفي بشراء هدايا بسيطة، وغالبيتهم لا يحتفلون بهذا اليوم.

وكان الانطباع العام لدى اصحاب محلات الهدايا أن اغلب الفئات التي تحتفل بهذا اليوم، هم المتزوجون او الخطاب وقليل من يحتفل بهذا اليوم اجتماعيا اي وسط العائلة أو الاصدقاء.

وأثناء مُتابعة الأجواء، التقينا بالطفل ليث متري (12 عاما) قال لـ معا، إنه يشتري هدية لامه، متابعا: "ولان هذا اليوم متعارف عليه دوليا للاحتفال بالحب، فانا اريد ان اهديها بطريقتي الخاصة لأعبر لها عن حبي".

زوجان في الأربعينيات من العمر، كان موقفهما من هذا "العيد" أن الحب مشاعر يومية، لا تقتصر على يوم واحد فقط، وأن المحلات التجارية المزينة بالاحمر لا تلفتهم، ولا يفضّلون ارتداء هذا اللون في يوم بعينه، وردّت الزوجة ضاحكة: "الحب في القلوب، والورد خدعة، والاحمر في هذا اليوم خدعة أيضا".

الأوضاع السياسية والإقتصادية تؤثر على التفاعل مع عيد الحب
واقتصر صاحب محل تحف وهدايا على عرض بضاعته داخل المحل فقط، دون المبالغة في التزيين من الخارج، وقال لـ معا: ان هذا العام اختلف كثيرا عن سابقه، بسبب الاوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها فلسطين".

ومنهم من بدا على ملامح وجهه التعب والارهاق، مريم في الثلاثين من العمر في عينيها الزرقاوين دمعة حزن، اعتبرت أن الحب دائما موجود، موصية بمحبة الابناء، وأردفت "أي احتفال واي عيد وابنها ذو (18 عاما) يقبع خلف قضبان سجون الاحتلال، الذين اعتقلوه في اول يوم دراسي له في الثانوية العامة".

وانعكست هذه الظاهرة على الفنادق في بيت لحم بشكل بسيط غير مبالغ فيه، يقول محمد الذي يعمل طباخا "شيف" في احد الفنادق: "لدينا حجوزات لعشاء في الفندق، ولكن لا يوجد حجوزات لاحتفالات واسعة".

وتابع محمد: "هذا العام اختلف التفاعل مع عيد الحب كثيرا، ربما لأننا ابناء شعب واحد ونشعر بالعائلات التي فقدت ابناءها في هذه الهبة الجماهيرية".

أحد الشبان الذي كان يجلس مع مجموعة من اصدقائه في اروقة البلدة القديمة لبيت لحم، سألناه كيف يحتفل بعيد الحب فأجاب: "انا احتفل في "الورشة" مع "الطورية والخلاطة".

تقرير: حياة حمدان