وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تُعيد حماس انتخاب مشعل لرئاستها ؟

نشر بتاريخ: 15/02/2016 ( آخر تحديث: 15/02/2016 الساعة: 17:41 )
هل تُعيد حماس انتخاب مشعل لرئاستها ؟

غزة – تقرير معا - بالرغم من بقاء قرابة العام على الاستحقاق الانتخابي لرأس الهرم في حركة حماس - رئاسة المكتب السياسي الذي يرأسه خالد مشعل منذ العام 1996، تثار تساؤلات حول هل ستغير حماس النظام الانتخابي الذي يحاط بسرية تامة في أروقة الحركة وتجدد لمشعل في ظل تقارير إعلامية عن تدخل قطري تركي لإبقائه في ولاية جديدة؟ وكيف ستجرى الانتخابات في ظل الأوضاع الإقليمية الصعبة؟ وهل شرعية مشعل تأثرت بالواقع الإقليمي خصوصا الأزمة بين الحركة وإيران على خلفية الصراع في سوريا ؟


واكد محللون سياسيون مقربون من حماس في تصريحات خاصة لمراسل "معا" قولهم أنه من المبكر الحديث عن إجراء الانتخابات لاختيار رئيس المكتب السياسي لحماس .


وأشاروا إلى أنه رغم العلاقة الطيبة التي تربط بين حماس وكل من قطر وتركيا إلا أن الانتخابات شأن داخلي تحكمه اللوائح وقوانين الحركة.


وقال مصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي "انه رغم العلاقة الطيبة بين قطر وتركيا وحماس إلا أن قضية انتخاب رئيس المكتب السياسي هو شأن داخلي خاضع لقواعد الحركة والنظم واللوائح المعمول بها داخلها".


وأضاف :"لا أعتقد أن هناك أي تأثير لقطر أو تركيا في هذا الموضوع ولا أعتقد أيضا أن تكون تركيا وقطر قد تدخلتا في هذا الأمر أو التقتا بأعضاء مجلس الشورى بحماس للحديث في هذه القضية وهي تعلم أن من يحكم حماس مؤسسات وليست رغبات هذه الجهة أو تلك".

وأوضح الصواف :" ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إجراء الانتخابات داخل حماس في ظل الأوضاع والظروف التي يمر بها الإقليم".

وتابع:" الانتخابات مقدر لها أربع سنوات وربما تنتهي مع نهاية العام وعندها سيكون هناك انتخابات جديدة لاختيار كافة المؤسسات التي تحكم حماس ومن ضمنها المكتب السياسي".

"المكتب السياسي سيختار بكل تأكيد وفق اللوائح من يقوده في السنوات أو المرحلة القادمة التي حددتها لوائح الحركة وأعتقد أن هذا الأمر يعود للحركة وليس لأي طرف آخر"- قال.

وأكد ان مشعل عضو داخل حماس والذي جعله في هذا المنصب حركة حماس والذي يريد أن يغيره ايضا الحركة اذا اقتضى الامر، واعتقد أن أبو الوليد لا يعترض على أي شيء في هذه المسألة لأنه يعتبر الأمر تكليفا وليس تشريفا وهذا كله ما يؤكده جميع قيادات الحركة.

وأردف :"في انتخابات حماس لا توجد دعاية ولا "كوتات" ولا أي مسألة من المسائل وإنما الأمر يترك إلى الأعضاء الذين يحق لهم الانتخاب" .

واستبعد الصواف أن يكون هناك تجاوزا لأي من لوائح الحركة، وقال " اللوائح لا تتغير إلا باجتماعات شورية وقاعدية وهذا متفق عليه بين الجميع والكل ملتزم بما تحدده اللوائح وبما تظهره الانتخابات".

بدوره ، يؤكد إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي رفض حماس لأي تدخل مباشر بقراراتها وبهياكلها ومسؤوليها وإنها تعتبر نفسها حليفا وتحترم أصدقاءها فلا تتدخل بشؤون وسياسات أي دولة وفي الوقت نفسه لا تسمح أن يتدخل احد بشؤونها.

وقال المدهون:" الانتخابات في هذا الوقت غير مطروحة وليست على سلم الأولويات والمدة الانتخابية أجريت 2013 والاستحقاق الانتخابي هو في منتصف 2017 و هناك مدة كافية ليستمر مشعل بدون أي إغراءات".


وشكك الكاتب والمحلل السياسي في صحة التقارير الإعلامية التي أشارت إلى تدخل قطر وتركيا لتجديد ولاية مشعل لرئاسة المكتب السياسي.

وكانت صحيفة "اليوم السابع" المصرية نقلت في الـ 8 من فبراير عن مصادر لم تسمها أن مبعوثين من قطر وتركيا زاروا مؤخرا قطاع غزة من أجل إقناع أعضاء مجلس الشورى لحركة حماس بالموافقة على انتخاب خالد مشعل من جديد لفترة ولاية أخرى، باعتباره الشخص الأكثر مناسبة لهذا المنصب في الفترة الحالية.

وقال المدهون:"هذا التقرير ليس من داخل الحركة وهذا من خصومها"، مشددا على عدم وجود أي صراع أو أي حديث عن هذا الموضوع.

ووفقا للمدهون أن مشعل تولى منصب رئاسة المكتب السياسي لحماس لدورتين انتخابيتين وهذا ما يحول وفق القانون أن يترشح مرة أخرى لرئاسة المكتب إلا إذا حدث طارئ على اللوائح الداخلية للحركة أو تم التوافق على تمديد الفترة.. وإذا ما استمر الواقع الإقليمي بهذا الاضطراب قد يكون هناك تأجيل أو أن تجرى الانتخابات ويتم التوافق على رئيس المكتب".

وأضاف "أن مشعل يحظى بإجماع كبير داخل صفوف الحركة السياسي أو العسكري وربما أن هناك بعض القوى غير مرتاحة لاستمراره مثل إيران ونظام الأسد".

وذكر المدهون أن الوضع الإقليمي صعب لان حماس لديها ثلاث دوائر انتخابات مركزية.. دائرة قطاع غزة وبالإمكان إجراء الانتخابات بشكل سريع .. دائرة الضفة فيها انتفاضة وتضييق امني والاحتلال بالإضافة إلى الأجهزة الأمنية تعيق إجراء الانتخابات بشكل طبيعي ..والخارج وان الواقع الإقليمي لم يعد مريحا كالسابق مثل العام 2013 عندما احتضنت مصر انتخابات حماس".

وأكد المدهون أن حماس رغم ذلك معنية بالحفاظ على نظام الانتخابات الدوري وهناك إصرار من قبل الحركة بشكل عام أن تحافظ على إبقاء هذا النظام وتجدد قياداته.

وقال :"نحن نعيش في إقليم متحرك يوميا.. هناك واقع جديد في سوريا والخليج ومصر ومن المبكر الحديث عن الانتخابات لحماس".

خالد مشعل في سطور
سياسي فلسطيني وأحد مؤسسي حماس شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة منذ عام 1996، وتم اختياره قائدا لها بعد أن اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين.

ولد خالد عبد الرحيم مشعل في 28 مايو/أيار 1956 في بلدة سلواد بقضاء رام الله، وكان والده عبد الرحيم مشعل قد شارك في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936.

وهو متزوج منذ عام 1981، وله سبعة أولاد- ثلاث إناث وأربعة ذكور.

درس خالد مشعل الابتدائية في بلدته سلواد، ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في الكويت، والتحق بجامعة الكويت عام 1974 وحصل فيها على درجة البكالوريوس في الفيزياء عام 1979، وهو يحمل إجازات في القرآن الكريم الذي أتمَّ حفظه وأتقن بعض فنونه.

مشعل من دعاة الخيار العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذ تبنى مفهوم إعادة الاعتبار للخيار العسكري في التعامل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
تصف وسائل الإعلام خالد مشعل بأنه بارع في صوغ المواقف المتشددة لحركته بعبارات منطقية ومعتدلة، ويوصف كذلك بالصلب المرن، وبأنه محاور لا يوصِد الباب.

عمل مدرسا للفيزياء طيلة وجوده في الكويت، بالإضافة إلى اشتغاله بالعمل في خدمة القضية الفلسطينية.

وانضم إلى الجناح الفلسطيني من تنظيم الإخوان المسلمين عام 1971، وقاد التيار الإخواني الفلسطيني في جامعة الكويت تحت اسم "كتلة الحق الإسلامية" التي نافست قوائم حركة فتح على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت.

وبعد ثلاث سنوات من تأسيس الكتلة جرى تأسيس الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين، التي كانت إحدى اللبنات التأسيسية لحركة حماس.

تعرض مشعل يوم 25 سبتمبر/أيلول 1997 لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الأردنية عمَّان على يد عميلين من الموساد الإسرائيلي يحملان جوازات سفر كندية، وقد عملا بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو .

وألقت السلطات الأردنية القبض على الإسرائيليين الضالعين في عملية الاغتيال واشترط الملك الراحل حسين على إسرائيل إحضار العلاج القادر على مكافحة السمِّ الذي دخل جسم مشعل والإفراج عن الشيخ أحمد ياسين الذي كان محكوما عليه بالسجن مدى الحياة مقابل إطلاق سراح العميلين وهو ما تمَّ بالفعل.
واعتقل مشعل يوم 22 سبتمبر/أيلول 1999 في الأردن بعد عودته من إيران حين قررت السلطات الأردنية إغلاق مكاتب حماس، حيث أُبعد إلى قطر يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1999.

تقرير: أيمن أبو شنب