|
سلطة جودة البيئة: الطيور المهاجرة ضيف جبال وسواحل واغوار دولة فلسطين
نشر بتاريخ: 15/02/2016 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:03 )
رام الله- معا- أصدرت سلطة جودة البيئة ورقة حقائق بمناسبة بدء موسم هجرة الطيور الربيعية في فلسطين، اذ بدأت أسراب الطيور تهاجر الى فلسطين من أوروبا إلى أفريقيا عن طريق مسارين من اسبانيا والى افريقيا في حين المسار الثاني يتمثل من أوروبا ــ تركياــ سوريا ــ لبنان ــ فلسطين ــ سيناء ــ أفريقيا ، مشيرة الى تميز دولة فلسطين بتعدد مواطنها وبيئاتها وتنوع الطيور على مدار العام.
وذكرت سلطة جودة البيئة في ورقتها بان فلسطين من أفضل الأماكن لمراقبة هجرة الطيور، ويوجد فيها ما يقارب 530 نوعا من الطيور تنتمي لنحو 206 أجناس وما يزيد على 67 عائلة ونحو 21 رتبة، وذلك يعود إلى موقعها الجغرافي المتميز بين القارات الثلاث( آسيا وإفريقيا وأوروبا) بالإضافة إلى التنوع الشديد لتربتها وطبوغرافيتها ومناخها والذي يمكن أنواع من الطيور التي نشأت في مناطق أخرى من ترسيخ نفسها في المنطقة. وذكرت سلطة جودة البيئة في ورقة الحقائق بأن فلسطين تعتبر بمثابة عنق الزجاجة وممر جيد طويل المسافة لتلك الطيور، وتمتد فلسطين على طول الشواطئ الشرقية للبحر المتوسط لذلك تمر الطيور شرق أوروبا المجاورة للبحر المتوسط فوقها وبكثافة عالية، ووجود نهر الأردن في الجهة الشرقية منها. وبينت بأن هجرة الطيور هي رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور تقطع فيها مسافت طويلة لتصل إلى هدفها في وقت يتطابق مع الوقت التي وصلت فيه العام السابق. وتقطع الطيور مسافة 50 ألف كيلومتر في السنة حيث تسطيع بعض الطيور الطيران لمسافة طويلة ليلا ونهارا دون توقف، وتتغذى خلال هجرتها على حبوب الذرة الغنية بالدهون لتتمكن من قطع مسافات كبرى دون طعام أو ماء. واشارت ورقة الحقائق بأن الطيور تصل مع بدء موسمها اليوم ضمن أربع موجات منظمة ومستقلة، وتحلق في اتجاهات معاكسة للهجرة الخريفية، مبينة بأن الطيور المسجلة في فلسطين تم تقسيمها الى خمس مجموعات كالطيور المقيمة التي تمضي فترة حياتها في فلسطين كعصفور الشمس الفلسطيني والصقر الذهبي ، والطيور الشتوية " الزائرة " والطيور الصيفية والطيور المهاجرة الحقيقية و الطيور المشردة. فوق جبال القدس ومناطق السهل الساحلي وذكرت جودة البيئة في ورقه الحقائق بان طيور اللقلق الأبيض تحلق على طول سفوح الجبال الغربية لفلسطين، وفيما يعتبر وادي الأردن الطريق الرئيسي لهجرة عشرات الآلاف من الطيور الجارحة واللقالق البيض، حيث تأتي الطيور الجارحة من صحراء سيناء لتعبر فوق جبال فلسطين باتجاه الشمال والشمال الشرقي لتصل فيما بعد إلى الأردن متبعة أقصر المسالك نحو مواطن التفريخ. وتهاجر الطيور من أوروبا إلى أفريقيا لتقطع آلاف الكيلومترات خلال رحلتها الطويلة فتتعب خلال هذه الرحلة خاصة في عملية الطيران عندما ترفرف بأجنحتها ،ولذلك تأتي الطيور فوق الغور فتبسط أجنحتها لتساعدها التيارات الهوائية على الطيران دون الحاجة إلى أن تتعب نفسها في التحليق خلال الرحلة الطويلة حيث تركب الطيور على التيار الهوائي ويقوم بمساعدتها على قطع مسافة طويلة دون الحاجة إلى أن تتعب نفسها وهكذا تستطيع أن تقطع آلاف الكيلومترات بنجاح، كذلك تحلق الطيور المهاجرة فوق المناطق الجبلية (جبال القدس) ومناطق السهل الساحلي. وتابعت بالقول بان فترات مشاهدة الطيور في فلسطين تمتد على طول السنة ، بحيث يعتبر كانون الثاني ذروة الطيور الزائرة الشتوية في فلسطين، ويتركز معظم مراقبي الطيور في الشمال كونها أخصب منطقة لتجمع الطيور في هذه الفترة، كما يعتبر وادي الحولة هو أكبر مجمع لطيور البجع الأبيض في فصل الشتاء بالإضافة إلى البرك والوديان والتي تعتبر منطقة تجمع الطيور المائية والطيورالجارحة، كذلك المناطق الصحراوية كصحراء النقب تستضيف طيور النعار السوري (الشرشور السوري) الشتوي، طائر الدخلة، طائر الباز(حوام) طويل الساقين. شهر شباط المشاهدة الأكثر إثارة وافادت الورقة بان شهر شباط هو مشابه لحد كبير لشهر كانون الثاني في منطقة الحولة وغربي النقب حيث لا تزال تقدم المشاهدة الأكثر إثارة للطيور المهاجرة في البلاد، فطيور عقاب السهوب تهاجر في وقت مبكر من الشهر ويمكن مشاهدتها فوق جبال أم الرشراش والأغوار الشرقية والجنوبية، كذلك يمكن مشاهدة أسراب من اللقالق البيض والسود في تلك المنطقة. وفصلت الورقة بان في شهر اذار تصل مجموعة كبيرة ومتنوعة من الطيور المهاجرة وقائمة طويلة من الطيور المشردة، وتتوفر فرصة كبيرة لمشاهدة وتصوير عقاب السهوب والحدأة السوداء واللقلق الأسود فتمتلئ البرك والتجمعات المائية وأحواض السباحة والمساحات الخضراء بالطيور المهاجرة. شهر نيسان ذروة الهجرة الربيعية للطيور. ويعتبر شهر نيسان ذروة الهجرة الربيعية للطيور جنوب فلسطين، اذ تتحرك أعداد كبيرة من الطيور الجارحة والطيور الساحلية والعصافير باتجاه منطقة الصدع لتعود مرة أخرى إلى مناطق التفريخ، وتستقبل الحقول والبرك آلاف من الطيور الساحلية العائدة كطائر الطيطوي، اذ انه يمكن العثور على أكثر من ثمانية أجناس من الذعرة الصفراء في المواطن الرطبة، بالإضافة إلى تواجد الصرد الرمادي وصرد أحمر الظهر والسمن وثلاثة أنواع من المرعة. وقالت الورقة بانه في في الأسبوع الأخير من نيسان تبدأ الفترة الأكثر إثارة لمراقبة الطيور الجارحة مثل الحدأة السوداء كما يمكن مشاهدة الباشق الشامي في نهاية الشهر على شكل أسراب يتراوح أعدادها بين الألفين وثلاثة ألاف طائر. وفيما يعتبر شهر ايار وفي اسبوعه الوال قدوم أعداد هائلة من الطيور المحلقة لتحلق في الجنوب، حيث تمر أعداد هائلة من حوام النحل الأوروبي والباشق وأعداد قليلة من أبو شودة وعقاب الثعابين والحدأة السوداء لتمتلئ الأراضي الرطبة وبرك السباحة بأعداد كبيرة من الطيور الساحلية وأجناس نادرة من الفلروب والطنان والطيطوي، وكذلك المناطق الوسطى والشمالية تمتلئ بالطيور المغردة والذي يعتبر موسم لتكاثرها. واوضحت الورقة بانه في شهر حزيران يعد خليج العقبة وشواطئ البحر الأحمر والشواطئ الشمالية مكان لتجمع أعداد كبيرة من طائر الكركر والخرشنة على شكل أزواج، حيث تعد الفترة الأفضل لزيارة مرتفعات الجولان وجبل الشيخ والتي تعد منطقة لتكاثر حوالي 20 نوع من الطيور مثل النغر الشامي، كذلك الجولان تحتوي على أعداد هائلة من حوام طويل الساق وحوام قصير الساق والبوم النساري (الهوة)، بالأضافة إلى طيور السمامة الشائعة والتي تتواجد في يافا وحيفا والقدس. وفي شهر تموز تستضيف منطقة الساحل أعداد كبيرة من الخرشنة الشائعة والخرشنة الصغيرة والتي تتجمع على شكل مستعمرات لتقوم بحماية أعشاشها، كذلك يمكن مشاهدة نوارس صفراء الساق على امتداد الساحل وعلى الجزر المعزولة. تستقطب السهول أعداد كبيرة من حوام قصير الساق والتي تغذى على فئران الحقل والأفاعي في المناطق الزراعية. وبالرغم من أن شهر آب هو الأكثر دفئا، إلا أنه يعتبر بداية الهجرة الخريفية، حيث تبدأ أسراب من اللقالق البيض بالإتجاه نحو الجنوب في منتصف الشهر بالإضافة إلى أسراب من الباز تبدأ بالهجرة في أواخر الشهر. وفيما تهاجر أعداد هائلة من الطيور الجارحة في شهر ايلول كالباشق وعقاب السعفاء الصغرى لتعبر فلسطين خلال فترة قصيرة، حيث يهاجر ما يقارب 80 ألف من طيور نقار الخشب كل سنة كما يمكن مشاهدة حوالي 15 نوعا من الطيور المحلقة مثل صقر السلاب وعقاب الصرارة وعقاب الثعابين وأعداد هائلة من اللقالق السود والحدأة السوداء، بالإضافة إلى العديد من الطيور المهاجرة شتاء والتي تصل في وقت مبكر مثل أزرق الحنجرة والذعرة الصفراء والأبلق والصرد. تشرين الاول افضل الاشهر للطيور. ويعد شهر تشرين الأول من أفضل الأشهر للطيور في فلسطين، بسب الطقس الجيد للطيور اذ تصبح الهجرة واضحة في كل مكان، وتهاجر أسراب من الطيور المحلقة مع البجع الأبيض والكركي واللقلق الأسود والنسور، فتمتلئ الأراضي الرطبة بالطيور المائية الزائرة شتويا، وكذلك ساحر البحر الأبيض المتوسط يمتلئ بآلاف النوارس والبلشون والبط ، في الأسبوع الأول من الشهر. وفي شهر تشرين الثاني تمتلئ الأشجار في هذا الشهر بأعداد هائلة من الذعرة البيضاء والأوروبية والقبرة، ويحمل هذا الشهر القائمة الأطول من الطيور المهاجرة على مر السنين، ويتم العثور في تشرين الثاني على أعداد من الطيور القادمة من مناطق نائية في الجنوب. و تصل أعداد من البط الأبيض المهدد بالإنقراض في شهر كانون الاول، اذ تتواجد الطيور المغردة الآسيوية والقبرصية في الصحراء الجنوبية حيث يتجمع حوالي 30 ألف من طيور الكركي لتقضي فترة الشتاء في بحيرة الحولة والتي تصل في بداية كانون أول بأسراب إلى الجليل الأعلى ومرتفعات الجولان. واشارت الورقة الى ملاحظة العلماء بأن الطيور في وقت الهجرة تنطلق في أسراب معتمدة على الساعة البيولوجية التي زودها الخالق بها مما جعلهم يعتقدون أن هناك جينات ورثتها من الآباء تجعلها تقوم بهذه الرحلة. وتقوم الطيور قبل الهجرة بتبديل الريش المتقصف والمتكسر بريش جديد، كما وتقوم بتغذية نفسها لتصل إلى ضعف وزنها وتخزن الكثير من الدهون للتحول إلى طاقة خلال رحلتها تواجه بها مشقة الرحلة الطويلة، لذلك فإن الطيور الضعيفة لا تهاجر وإن هاجرت تتعرض للموت قبل محطة الوصول. |