وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خطأ زائد خطأ يساوي صح!!

نشر بتاريخ: 16/02/2016 ( آخر تحديث: 16/02/2016 الساعة: 10:02 )
خطأ زائد خطأ يساوي صح!!
الكاتب: سمر الدريملي
"إذا جوزك مركّب لك أنتين؛ لازم تركبي له ستلايت"..
مبدأ؛ بدأت إحدى صديقاتي اعتناقه بعد المرّة السادسة التي قام فيها زوجها بنسج علاقات غرامٍ وحبٍ مع فتياتٍ ونساءٍ؛ منهنّ العزباء ومنهنّ المتزوّجة والأم.. ومنهنّ الحامل.. منهنّ المسلمة.. والمسيحية ومنهنّ من لا دين لها..!!
صديقتي؛ تعتبر أنّ أكثر ما يؤلمها في خيانة زوجها لها هو شعورها بأنها امرأةٌ ساذجةٌ وغبيةٌ تعمل كخادمةٍ في البيت؛ في حين أنّ هناك من تسلب الروح من قلب زوجها، وتختلس طاقته الإيجابية؛ وهو بدوره؛ يمنحها الولع والدلع، ويرفدها بالحبّ والهوى؛ فيعودُ للبيت "باهتاً" فقط للأكل والشرب والنوم..!

في إحدى جلسات الفضفضة؛ قالت لي: يشرخ قلبي كثيراً لدى اكتشافي لخيانته.. ويشرخ قلبي أكثر انكشافي أمام نفسي أني خائنة.. لكن..! هو من اضطرني لذلك.. فكرامتي؛ فوق كل رجال ونساء الأرض.. ولم يكن بوسعي أمام انشغاله عنّي واستهتاره بأنانيتي كأنثى وزوجة إلا أن أجد مساحةً لي في قلب وكيان رجلٍ آخر؛ فأنتقم بذلك منه وأشعر بالتقصّي لذاتي".

قد يعتبر البعض أنّ صديقتي تُعاقب زوجها على جريمته بإعدام المقتول وإطلاق سراح القاتل..!! هي حاولت وتوسّلت للكثيرين من عائلتها وعائلة زوجها مثل إخوانها وإخوة زوجها وحماتها... إلخ فوجدت كلاً منهم يمثّل محامي دفاع عن جريمةٍ هي في نظرهم "نزوة وبتعدي" و"طيش شباب" بل كانت في نظر بعضهم "تعويض نقص هي من تسبّب به" مجتمعين على رأيٍ واحدٍ؛ بمن فيهم الكثير من نساء العائلتين (ماش بالآخر بيجي بينام في بيته بينكم وبين أولادكم..؟ خلص.. هاده أهم إشي)!!

ولعلنا في العالم الشرقي أكثر ما يحكمنا هو ديننا الإسلامي الحنيف الذي ومن شدة حرصه على استقامة ركني الأسرة (الزوج والزوجة) أطلق مصطلح الخيانة شرعاً ليس فقط على العلاقة المحرمة بين زوج وامرأة أخرى أو زوجة ورجل آخر؛ لكنه أطلقها أيضاً على المواعدات ولقاءات الخلوة، وأحاديث الهاتف التي فيها نوع من تضييع الوقت؛ بل حتى الكلام العابر واللقاءات التي تجري على سبيل العشق والغرام. كما اعتبر الخيانة من الكبائر وإحدى الموبقات السبعة.

وبرغم من ذلك فإن رقعة الظاهرة تتسع وتتمدد من قبل الطرفين الزوج والزوجة – مع رجاحة الكف باتجاه الزوج- بشكل يوشك أن يهدد منظومة القيم والأخلاق التي اعتدنا عليها؛ ويساعد في ذلك الاستثمار "الغبي" لوسائل الإعلام الاجتماعي من قبل بعض الأزواج والزوجات على حد سواء.
صديقتي؛ لازالت بين مدٍّ وجذرٍ، تارةً؛ هي مع أن تفرغ قلبها من حبٍ بدأ يتملّكها ويُشعرها بأنّ زوجها أصبح بالنسبة لها مجرد "ماكينة صرّاف آلي" يُنفقُ عليها وعلى أولادها.. وتارةً أخرى؛ هي مع بقاء (أنا) متيّمةً في حالةٍ من العشق والهوى؛ مع خليلٍ بدأ يملأ فؤادها بالحبّ والتسامي عن "نهفات ونزوات" زوجها التي قد تكون مستمرةً دون أن تبالي هي؛ أو تبحث عنها بالمجهر كما في السابق.

هي؛ في حالةٍ من الحبّ البنفسجيّ الذي يطرق باب روحها صباح مساء بالصبابة والهوى..
هي؛ في حالة تعلقٍ أرعنٍ غير متعقّل.. لكنه؛ في نفس الوقت تعلقٌ رزينٌ وعفيف..
هي؛ في حالة جوع متجدّدٍ للمزيد من الهيام والولع اللامتلاشي.. وتخمةٍ من حالة "الزواج التقليديّ" اللانهائي والعَقْد المكتوب المؤصل..
هي في النهاية في حالة "أنثى"..
أنثى مغرومة..
أو حوّاء في حالة عشق ممنوع..
إحداهنّ قالت لي؛ وتعشق أيضاً على زوجها؛ رغم مرور بضعة أعوام على زواجهما: "أشعر أنّ الحبّ هو من يصف جمالي ويكشف مفاتني.. بدونه؛ لا أستطيع مواصلة الحياة بشكلٍ طبيعيّ".
وأضافت؛ بينما تخنق العبرات صوتها: "كلما مررت بحالة نفاس؛ بدأ بمصاحبة فتاةٍ جديدة.. وكأنني يجب أن أدفع ضريبة إنجابي؛ بدلاً من أن يُضاعف اهتمامه بي ويتقرّب منّي أكثر!!".

وأخرى تذبحها المقارنات كلّ يوم.. مقارنة زوجها -من كلّ النواحي- مع أزواج أخريات؛ بل مقارنته برجالٍ يظهرون على التلفاز، أو تراهم في الشارع، أو تسمع عنهم..
هي تقول: "لا أشعر برجولته ونخوته.. أشعر بأنّ جسمه أصبح يتحول –تدريجياً- للشكل الأنثويّ.. بل إنه أصبح طرياً ناعماً... فهو لا يُجهد نفسه في أيّ عملٍ خارج أو داخل البيت، ويلقي بكلّ المسؤوليات وتفاصيل التفاصيل في حياتنا وحياة أولادنا على كاهلي؛ حتى بدأت تظهر لي بعض العضلات!!".
وتضيف: "من شدّة قرفي منه؛ أصبحت أستبقه لأنام على سريرنا بالعرض؛ كي لا يجد مساحةً له بجانبي؛ فيعود للاستلقاء على الكنبة في الخارج".

وأخرى يتركها من العاشرة صباحاً وحتى الثانية عشرة ليلاً.. حيث يبهت تبرّجها له وتهمد زينتها.. فتعلق بلسانها ما تبقّى من آثار أحمر الشفاه على شفتيها وتنام منكبةً على وجهها بقبح وبشاعة تهاونه بسهرها، وعدم اكتراثه لانتظارها إياه؛ رغم تعبها الشديد.
قصص وحكايات الكثير من الزوجات في واقعنا الذكوريّ المرير لا حصر لها، والمشكلة أنها متوالدة ومتكررة ومستمرّة؛ والخطير هو رد فعل الكثير من الزوجات اللواتي يتبنينّ نظرية (خطأ زائد خطأ يساوي صح) فالأزواج لم ينتبهوا بعد –لاسيما في عصر الإنترنت والاتصال التفاعليّ- أنه كما يمكن لهم أن يجعلوا من الزوجة ربّة بيتٍ وخادمة أولاد؛ وبالتزامن؛ يصنعون من واحدةٍ أخرى الحبيبة والمعشوقة؛ ويصنعوا من قلوبهم "مساكن شعبية وشققاً مفروشة" فإنّ الكثير من النساء بدأن يشفّين من هذا الظلم، وتشفى من هذا الجرح؛ بمحاولاتٍ مترددةٍ أو متسرعةٍ للحب والهوى.

فالنساء تحملن من الأنفة والترفّع والغيرة أكثر من الرجال.. ولكن على رغم من ذلك يجب ألا يكون ذلك سبباً لخيانة؛ لكن ثمة مشكلة أخرى تطفو على السطح هنا ألا وهي ازدواجية النظريات والمعايير المطبقة على كل من الرجل والمرأة في مجتمعنا الشرقي فما هو حلال للرجال قد يعتبر كبائر على النساء!!

دعني أسألك أيها الرجل: لماذا تُنقّب زوجتك؟ تخشى عليها من مجرد نظرةٍ عاديةٍ من ذكرٍ آخر؛ حتى لو كان ذكر بط..! فذلك يهزّ رجولتك، ويثير حنقك، ويُفجّر براكين الغيرة بداخلك.. فهي ملكك كما الخاتم في إصبعك.. هي ملكك كما عقد بيتك في أمن مخبوءٍ في عباءتك.. هي ملكك تماماً كما علبة السجائر ومفاتيح السيارة في جيب بنطالك.. لست ضد النقاب؛ ولكن؛ ماذا عنها عندما تذهب وتنكح عليها ثانيةً وثالثةً ورابعة دون أدنى سبب مقنع لعاقل أو مجنون.. في هذه الحالة؛ تستعظم عليها إن بكت أو ضاقت عليها الأرض بما رحبت؛ فاختارت البقاء وحدها في الغرفة لسويعات..!!

أذكر كيف أنني -وفي أول مراجعةٍ لي في المشفى في حملي الأول- أذكر كيف أخذوا ينادون على اسمي باسم عائلة زوجي؛ وأنا أنظر يميناً وشمالاً لأحفز المنادى عليها لتقوم لدورها؛ وإذا بي بعد بضع دقائق أُدركُ بأنّ من ينادون عليها هي أنا..! لكن هذه المرة ليس باسم أبي؛ بل باسم زوجي! فأخذت أضحك فرحةً ومتألمةً في آنٍ واحد..

ولا يمكنني أن أنسى قول إحداهنّ في وصف أنانية بعض الأزواج عندما قالت: "لو بقدر الزوج يبلع الزوجة ويبلع أهلها ويبلع وراهم علبة سفن أب ما بوفّر".
يا معشر رجال الشرق؛ أنتم تسلبوننا كلّ شيء.. حتى أسماءنا وأسماء عائلاتنا، أفتستكثرون علينا حرصنا على أن نحافظ على قلوبكم صافيةً نقيةً تقيةً لا تضمُّ في حجراتها سوى الإخلاص لزوجةٍ تركت أمها وأباها وإخوانها من رحم واحد.. وسنين عمرها وكلّ شيء جميلٍ في سبيل رجلٍ واحد.. رجلٍ واحدٍ منفردٍ ومتفرّدٍ وفريد.

ويا معشر نساء الشرق هناك منكنّ من تساعد في "تركيب" أو "فك" "الأنتين" لكثير من الزوجات.. فرفقاً ببعضكن البعض وساعدنّ بكل ما تحملنّ من قوة ألا تكون إحداكنّ سبباً في إتعاس وإهانة امرأة أخرى.