|
شاهر سعد يدعو إلى إشراك الجماهير بمساعي إنهاء الانقسام
نشر بتاريخ: 17/02/2016 ( آخر تحديث: 17/02/2016 الساعة: 10:48 )
رام الله- معا- برزت الدعوة إلى إشراك الجماهير الفلسطينية بمساعي إنهاء الانقسام، في كلمات المتحدثين في الملتقى الذي نظمه التجمع الوطني لإنهاء الانقسام في مدينة رام الله مساء يوم أمس (الثلاثاء)، وذلك في تطور لافت لموقف الشارع الفلسطيني من استمرار الانقسام، وتعد هذه الاشارة انعكاس حديث العهد لتذمر وسخط الشارع الفلسطيني على فشل مساعي إنهاء الانقسام المتواصلة على مدار تسع سنوات.
وفي هذا السياق جاءت دعوة "شاهر سعد" أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، الذي تحدث للحضور باسم العمال والطبقة الفلسطينية العاملة، حيث أكد على استعداد فئات وشرائح العمال للمشاركة الفاعلة في أي تحرك جماهيري منظم يستهدف الضغط على طرفي الانقسام لإجبارهم على إنفاذ ما توصلا اليه من تفاهمات. وأضاف "سعد" قائلاً: في هذه اللحظات الفارقة من مسيرة شعبنا التي يسقط فيها الشهداء من أجل فلسطين على مدار الساعة، ما أحوجنا للوحدة بين أطياف وفئات وفصائل شعبنا كافة، حتى نتمكن من استكمال مهمة الشهداء وتجسيد حلم الأسرى، وهذا لن يتحقق دون وحدة وتراص الصفوف الداخلية أمام عدو مجرم ما أنفك يبكر يوما أدوات ووسائل تبيح له التوسع والتوحش في قطع دابر وجودنا فوق هذه الأرض. بعد مرور كل هذه السنوات على بداية الانقسام، ما أنفك شعبنا يتساءل متى سيتم إنهاء هذا الانقسام ؟؟ وبأي طرق ؟؟ يلح علينا هذا السؤال بإجابة شافية في ضوء فشل المساعي المتواصلة لعقد راية الصلح بين طرفي الانقسام. وتابع "سعد" حديثه بالقول: أقول لطرفي الانقسام ولفصائل م.ت.ف كافة بأن هذا الانقسام سيورثنا الزوال؛ ليس كشعب ولكن كبرامج وإرادات وطنية تسعى لبناء الدولة المستقلة الموحدة والمترابطة. لماذا ؟؟ لأن هناك خطر كامن ينمو في الظل، قد ينتهي بتفتت الساحة الفلسطينية، ويقلب الأوراق الداخلية رأساً على عقب؛ فيما لو واصل الخصوم الوطنيين تجاهل مطلب الجماهير العنيد بإنهاء الانقسام، ولتفادي كل ذلك على المتسببين به العمل على انهاؤءه في ضوء تربص هذا الخطر بمشروعنا الوطني. وأضاف "سعد" في ضوء ذلك أريد الدعوة إلى تحديث فعاليات الضغط المساعدة للجسر على هوة الخلاف، وهذا يعني العودة للجماهير لأخذ دورها في علاج واحدة من المشكلات التي تسهم في تقرير مصيرها على نحو كلي، يعني ذلك بأن الجمهور الفلسطيني مدعو لتقدم الصفوف ومباشرة الضغط غير المسبوق على القوى المتخاصمة في الساحة الفلسطينية، نظراً لمحورية دوره كمجسد أول للوحدة الوطنية على الأرض، ومتضرر وحيد من غيابها. لماذا يمكن التعويل على دور الجماهير في حسم المشكلة ؟ لأن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه يعد المصدر الطبيعي والوحيد للوحدة الوطنية، وبمقدور شبابه وشاباته وفعالياته ومؤسساته الأهلية وعائلاته وقبائله المساهمة في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال التحول إلى اعتناق خيارات أكثر نجاعة لإنهاء الانقسام؛ أي الخروج المنظم إلى الشارع لإجبار الخصوم الوطنيين على إنفاذ ما توصلا إليه من تفاهمات بدءً من اتفاق مكة مروراً بالمبادرة اليمنية وصولاً إلى تفاهمات الشاطىء. وأنا على يقين من أن تحرك الجماهير المنظم سيكون له الأثر الكبير في تقريب يوم الاحتفال بتجسيد الوحدة الوطنية على الأرض. لماذا ؟ لأن الجماهير هي المالك الوحيد لحق تغيير الموجود بقوتها الكاسحة التي تمنح الشرعية للفصائل وتنزعها عنها عندما ترى ذلك مناسباً، من هنا يمكنها الخروج فوراً إلى الشارع (في الضفة وغزة والشتات) وتنظيم المسيرات الحاشدة في الشوارع والاعتصام في الميادين والساحات، والدخول في حالة من الاعتصامات المفتوحة والمتواصلة، لتعرية المعطل وحصره في الزاوية التي يستحق أن يمكث فيها. وأنا بهذه المناسبة أدعو (تجمعكم الكريم) إلى ابتكار تطبيقات جماهيرية منظمة للمساهمة في الضغط على طرفي الانقسام، وتشكيل فعاليات ولوبيات جماهيرية فاعلة، يشارك فيها الشباب والشابات والعائلات والمثقفون والنخب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفعاليات وعناوين المجتمع المدني الراغبين في العمل، ودعوة فلسطينيو الشتات للمشاركة في هذا الحراك. وأضاف "سعد" لا أرى بهذه المهمة أمر عسير، حيث أجد كما يجد الجميع أن هناك وحدة حقيقة متجسدة بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات، والدليل على ذلك هو الهبات الصادقة التي تنظمها الضفة تضامناً مع غزة عندما يدركها الخطر، والهبات الصادقة والمخلصة التي ينظمها قطاع غزة عندما يسمع نداء الضفة الغربية المحتلة؛ وكلاهما لا يتأخرا عن نجدة فلسطينيو الشتات عندما يطلب منهم ذلك، وهذا ينفي كل إدعاء بأن هناك انقسام غير قابل للالتئام بين الضفة وغزة، هذا الادعاء الذي يمهد لدفن (الوطن الفلسطيني) في حفرة النزاع القائم بين طرفي الانقسام، وليس بين الضفة وغزة. وأكد "سعد" على أن هذه الحقائق تمنحنا التأكيد الوافي على أن شعبنا لم ينقسم على نفسه في قطاع غزة والضفة الغربية، رغم ما حدث بين فصيلين رئيسيين لهما امتدادهما النسبي المتين داخل الشعب الفلسطيني، وإن وحدة الشعب الفلسطيني تشوهت لكنها لم تتضرر على المستوى البنيوي، لكن الفاصل الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة أظهر النزاع وكأنه انشطار قطعة جغرافية عن أخرى، لكن الحقيقة كما يعلم الجميع غير ذلك، لهذا لا خلاص لنا أبداً من هذه المحنة إلا بالعودة لجماهيرنا لمساعده نخبه السياسة على الخلاص من مشكلاتها المزمنة ومنها تعطيل الحياة الديمقراطية، صمام أمان الوحدة الوطنية فيما لو توافق الجميع على اعتناقها كمهج حياة خالية من الاحقاد. |