|
طباعة الأعضاء البشرية اصبحت حقيقة
نشر بتاريخ: 17/02/2016 ( آخر تحديث: 17/02/2016 الساعة: 20:50 )
بيت لحم - معا - أعلن نائب رئيس مؤسسة "سكولكوفو" في نوفوسيبيرسك في روسيا كيريل كايم أن علماء نوفوسيبيرسك تمكنوا من ابتكار طابعة بيولوجية طبعوا بها عضوا عاملا (غدة درقية).
وقال كايم إن شركة "ناش ريزيدينت" هي إحدى خمس شركات في العالم ابتكرت الطابعة البيولوجية، وهي الأولى في العالم التي “طبعت” عضوا عاملا (غدة درقية) وزرع في جسم فأرة، مشيرا إلى أن الغدة المزروعة في جسم الفأرة تعمل بصورة طبيعية وتفرز الهرمونات المطلوبة، ما اعتبره المتحدث “اختراعا علميا ليس له مثيل”. وستكون التجارب المقبلة، حسب قول كايم، طبع كلى وأكباد وغيرها من أعضاء الجسم. وأضاف قائلا “أما من ناحية طبع أعضاء جسم الإنسان فإن ذلك يحتاج إلى فترة طويلة قد تزيد عن 15 سنة”. وأشار الى أن المشكلة الأساسية التي تواجه العلماء هي كيفية جعل هذه الخلايا المطبوعة تتمايز وتنمو بصورة صحيحة. وتجدر الإشارة إلى أنه سبق للمختبر الروسي “دي بيوبرنتينغ سوليشن 3″، الذي يحوي أول طابعة ثلاثية الأبعاد تقوم بطباعة الغدة الدرقية، أن قام بنقل الأعضاء الصناعية إلى الفئران الحية، خلال شهر مارس 2015 مما مهد الطريق لزراعة غدد درقية في جسم الإنسان. وتم إثبات أن الغدة الدرقية، التي صُنعت بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، تقوم بوظائفها الحيوية بشكل كامل، ويقول الخبراء إن النتائج تشكل ثورة في المجال الطبي. ويقول ديمتري فادين، مدير التطوير في مختبر “دي بيوبرنتينغ سوليشن 3″: لقد عانينا بعض الصعوبات خلال الدراسة، لكن في النهاية تبين أنها تقوم بوظائفها الحيوية. وصرح العاملون في هذه المختبرات العلمية بأنهم سيبدأون طباعة الغدد الدرقية للإنسان في حال نجاح التجربة. وأكد الباحثون في تلك المختبرات أنهم مستعدون للبدء في طباعة ثلاثية الأبعاد للغدة الدرقية للإنسان وكل ما يحتاجونه هو خلايا مسؤولة عن إنتاج هرمونات الغدة الدرقية وإفرازاتها. وأهمية هذا الاكتشاف العلمي تكمن في أنه يمثل ثورة في الميدان الطبي خاصة وأن هناك 665 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات هذه الغدة بحسب منظمة الصحة العالمية. يذكر أنه ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم التكنولوجيا فيها لصناعة أعضاء بشرية، ففي سنة 2014 كان زرع الفقرة المطبوعة من أول إنجازات طابعة الأعضاء البشرية، حيث تمكن أطباء صينيون من زرع أول فقرة مصنوعة من التيتانيوم بواسطة طابعة ثلاثية الأبعاد، بعد عملية جراحية معقّدة استغرقت خمس ساعات، وذلك في تجربة هي الأولى من نوعها في العالم. وفي تاريخ سابق لذلك من نفس السنة تمت طباعة أنوف وآذان وأوعية دموية في المختبر في مستشفى بشمال لندن في محاولة جريئة لتصنيع أعضاء بشرية باستخدام الخلايا الجذعية باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد. كما أعلن فريق من خبراء جامعة لويزفيل الطبية بالولايات المتحدة الأميركية، إطلاق مشروع لصناعة القلوب الحية باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ونفّذ فريق من الجراحين الهولنديين عملية زراعة جمجمة تمت طباعتها على طابعة مجسمة بنجاح لمريضة تبلغ من العمر 22 عاما، واستمرت العملية لمدة 23 ساعة متواصلة. وقام فريق من الأطباء من جامعة أوترخت الهولندية بعمل جمجمة بلاستيكية مطبوعة بتقنية الطباعة المجسمة لتحل محل الجمجمة الأصلية. ويرى الدكتور أنتوني عطاالله، مدير معهد “ويك فوريست” للطبّ التجديدي في ولاية شمال كارولينا، أن الطابعة الثلاثية الأبعاد بحد ذاتها ليست عنصرا “سحريا” لتحويل أعضاء مصنوعة في المختبر، إلى أعضاء حقيقية ، بل إن الطابعة ثلاثية الأبعاد هي وسيلة لزيادة وتتمة العملية والتي يجب أن تبدأ في المختبر. وتتمتع الطابعة ثلاثية الأبعاد بالمرونة في استخدام مجموعة متنوعة من المواد الحيوية، حيث أن الخلايا يمكن طباعتها في سقالات هلامية أو جامدة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن طباعة الهياكل دون الخلايا، كما كان الحال في طباعة جبيرة هوائية طورتها جامعة ميشيغان والتي أنقذت حياة أحد الأطفال. ويضيف عطاالله أن “الهدف النهائي من طباعة الأعضاء، يتمثل بالقدرة على طباعة الهياكل المعقدة، مثل الكلى، والتي يمكن أن تساعد في حالة وجود نقص في الأعضاء المتاحة للزراعة. وبينما أعتقد أن هذا الأمر يمكن تحقيقه، فهناك العديد من التحديات التي يتعين التغلب عليها قبل أن يتحول الأمر حقيقة”. ويخلص الدكتور عطاالله إلى القول “إن العملية تنطوي على أكثر من وضع الخلايا في خرطوشة والضغط على زر الطباعة، إذ أن التطورات التي تحصل في المختبرات، هي جزء لا يتجزأ من المعادلة وما يمكن إنجازه من خلال الطباعة البيولوجية يعتمد، في جزء كبير منه، على التقدم في بيولوجية الخلية والعلوم”. المصدر: صحيفة العرب |