وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هكذا منعت اسرائيل بناء مدرسة فلسطينية بالقدس

نشر بتاريخ: 19/02/2016 ( آخر تحديث: 19/02/2016 الساعة: 10:17 )
هكذا منعت اسرائيل بناء مدرسة فلسطينية بالقدس

القدس- معا - رغم النقص الحاد في الغرف الصفية وقلة المدارس في مدينة القدس والحاجة الملحة لبناء مدارس تستوعب أعداد الطلاب تحاول سلطات الاحتلال عرقلة بناء مدرسة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، بحجة "الأسباب والدواعي الأمنية"، ورغم أن مشروع اقامة المدرسة استكمل وحصل على التراخيص اللازمة الا ان هاجس "الهوس الأمني" الذي يسيطر على مؤسسات الاحتلال المختلفة يقف كحجر عثرة أمام هذا المشروع.

قطعة أرض مساحتها 6 دونمات ونصف في الشيخ جراح ملاصقة لمبنى ما يسمى "حرس الحدود"، تعود ملكيتها للأوقاف الإسلامية وتم تأجيرها خلال السنوات الماضية لمنتفع مقدسي، وحاليا تستخدم كمواقف للسيارات، وتسعى جهات مقدسية لتحويل قطعة الأرض الى مدرسة في محاولة لحل أزمة المدارس في المدينة، الا ان البلدية وبعد موافقتها عليها بشكل نهائي تحاول عرقلة المشروع لدواع أمنية.

وبهذا الشأن تحدث المحامي مهند جبارة بصفته محامي صاحب الأرض لوكالة معا وقال :"قبل 3 سنوات قدم "مشروع لبناء 52 وحدة سكنية" على قطعة الأرض في الشيخ جراح، الا ان البلدية اعترضت على ذلك ورفضت المخطط، وبالاتفاق مع البلدية تم التحضير لإنشاء مدرسة خاصة على الأرض لخدمة المقدسيين.

وأضاف جبارة أن الملف مرّ خلال السنوات الماضية خلال (2012 حتى 2015) عبر كل اللجان المختصة، وتمت المصادقة على المدرسة التي تضم 36 غرفة صفية من كل الأجيال ( الروضة حتى الثاني عشر)، وملاعب وساحات وقاعات اجتماعات ونادي رياضي، وحسب المخطط ستكون المدرسة من 5 طوابق اسفل الارض و4 فوق الارض، بمساحة تصل الى 32 الف متر مربع.

وأوضح المحامي جبارة أنه حسب القانون يجب المصادقة على المشروع من قبل بلدية القدس فقط ولا داعي للتوجه الى "اللجنة اللوائية" باعتبارها مدرسة، وبالفعل تم اتمام كافة متطلبات المشروع وصادقت اللجان عليه، وبقيت آخر الخطوات قبل المصادقة النهائية المتمثلة بنشر إعلان المشروع في 3 صحف رسمية "للاعتراض"، خلال 60 يوما.

وأضاف جبارة أن مهلة الاعتراضات على المشروع انهت وتمت المصادقة عليه وتم فتح ملف ترخيص واخذ ملف بناء، لكن تفاجئنا قبل حوالي أسبوعين بكتاب من البلدية بأن هناك اعتراضا على مشروع المدرسة."

وقال :"ادعت البلدية ان دائرة "سلطة المباني الحكومية" قدمت اعتراضاتها على المدرسة لكن البلدية لم تتنبه له وذلك مطلع شهر تشرين ثاني الماضي، وعقدت جلسة مستعجلة الأسبوع الماضي مع رجل شرطة وضابط في حرس الحدود لمناقشة الاعتراض."

وقال المحامي جبارة :"ان اللجنة المحلية هي لجنة سياسية لان أعضائها في بلدية سياسيون وليسوا تنظميين، وخلال الجلسة اعترضت على حق سماع الاعتراض، حيث تدعي البلدية انه قدم بالفاكس ولكن الاعتراض يجب تقديمه باليد، كذلك لم يتم ابراز الاعتراض عبر الفاكس".

وأضاف انه بمجرد نشر المشروع في الصحف هو فعليا مصادق عليه، ولإبطال هذا المشروع يجب القيام بإجراء "إبطال مشروع" وهو اجراء طويل، ويحق
للمحكمة المركزية ابطاله وليس في البلدية.

وأشار جبارة الى أن الاعتراض جاء بصيغة "وجود هذه المدرسة بالقرب من مبنى "حرس الحدود" يهدد المبنى ويزيد من إمكانيات حدوث عمليات ارهابية في المبنى.

وأوضح أنه وحسب مخطط المدرسة فإنها مقسمة الى أجزاء والجزء القريب من مبنى حرس الحدود هو لأطفال "روضة من جيل 3-5 سنوات".

واستنكر جبارة ادعاء دائرة سلطة المباني الحكومية بأن وجود أي طالب عربي أو طفل يزيد من إمكانية حدوث عمليات إرهابية في المنطقة وقال :"كيف يمكن لأطفال أن يشكلوا خطرا على رجال الشرطة المدججين بالسلاح وعلى مبنى مزود بكاميرات المراقبة"، مؤكدا أن لجنة التنظيم والبناء لا تملك صلاحية بحث ادعاءات أمنية وعملها يقتصر على البحث في كون المبنى مقبول من ناحية تنظيمية أم لا، وليس من اختصاصها البحث في الشؤون الأمنية.

وأشار المحامي جبارة الى مادة في القانون الاسرائيلي تنص على "حق الإنسان بالملكية" وأن يستفيد من أرضه، متساءلا :"هل اخسر حقوق البناء في الأرض لوجود مبنى حرس الحدود بالقرب منها؟.

وأوضح جبارة انه استشهد بقرار سابق للجنة اللوائية والتي رفضت اعتراض لمبنى حرس الحدود حول اضافة بناء لسكن في المنطقة، مؤكدا أن مخطط المدرسة مقبول تنظيما ويجب المصادقة عليه.

وقال جبارة :"في حال رفض المشروع سنتوجه بالاستئنافات الخاصة بقرارات البلدية، وان تطلب الأمر سنتوجه الى المحكمة".

واعتبر جبارة اعتراض تلك الدائرة محاولة لإفشال المشروع لدواع امنية، وليس لها علاقة بتنظيم المشروع أو اللجنة المحلية للتنظيم والبناء التابعة لبلدية القدس.

نقص حاد في الغرف الصفية بالقدس

وبلغ العام الدراسي الحالي النقص في عدد الغرف الصفية هذا العام 800 غرفة صفية، حيث قررت المحكمة الاسرائيلية العليا عام 2011 ضرورة بناء 1200 غرفة صفية، وحتى مطلع أيلول الماضي لم يتم بناء سوى 400 غرفة، وأما نسبة التسرب في المدينة فقد بلغت 17% للمرحلة الابتدائية والاعدادية و45% للمرحلة الثانوية.

مقابلة ميسا ابو غزالة