وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

غزة- المطالبة بتظافر الجهود للخروج من المأزق السياسي الحالي

نشر بتاريخ: 23/02/2016 ( آخر تحديث: 23/02/2016 الساعة: 16:06 )
غزة- معا- طالب مشاركون بتظافر الجهود بين كافة مكونات المجتمع الفلسطيني للخروج من المأزق السياسي، وتشكيل جسم وطني يجمع النخب في المجتمع من أجل توفير الحماية لهم من تسلط السلطة السياسية.

وأكد المشاركون في اللقاء الحواري الذي نظمه مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان بغزة اليوم الثلاثاء حول " العلاقة بين النخب المجتمعية والسلطة السياسية في فلسطين "، وذلك في قاعة مؤسسة فلسطينيات، على ضرورة توفير ضوابط قانونية تحد من هيمنة السلطة السياسية على أداء النخب وأفكارها .

اوضح منسق فعاليات المركز بغزة طلال أبو ركبة، أن الهدف من اللقاء هو محاولة ايجاد مساحة من الحوار بين كافة مكونات المجتمع الفلسطيني؛ للخروج من حالة الأزمة التي تعصف بكافة مكونات المجتمع، مشيرًا أن العلاقة الجدلية ما بين المثقف والسلطة ممتدة عبر التاريخ الانساني وشهدتها، ولا تزال كافة المجتمعات البشرية، وأنه بات المطلوب فلسطينياً حسم مسألة الصراع مع السلطة خاصة في ضوء التحدي الأساسي مع الاحتلال وسياساته الاقصائية بحق الشعب الفلسطيني.

بدوره قال الكاتب والباحث تيسير محيسن، "هناك التباس في المفاهيم في الحالة الفلسطينية، وأن أسس العلاقة ما بين المثقف والسلطة تقوم على الصراع والنقذ"، مشيرًا أن أهم سمات النخب في فلسطين خصوصًا عقب مرحلة أوسلو هي الزبائنية والصراع على السلطة، وأن مرحلة الانقسام السياسي الفلسطيني أفرزت قوتّين متعادلتين نسبيا، لا يمكن لأحدهما اقصاء الأخرى في المشهد السياسي الفلسطيني، وأن سبل الخروج من الأزمة تقوم على فكرة المواطنة باعتبارها المفتاح الحقيقي للخروج من الأزمة.

ولفت محيسن إلي وجود ثلاثة أنواع من النخب فلسطينيًا، وهي "النخبوي الداعية أو الايديولوجي" الذي يمثل الفصيل السياسي، ويشكل هذا النوع الأغلبية بين النخب، و"النخبوي الأكاديمي" وهو الذي يمتلك المعرفة ولا ينتجها في الحالة الفلسطينية، وأكثر من استفاد منه هو مراكز الابحاث الدولية في فلسطين، أما النوع الثالث فهو "النخبوي التنويري أو النقدي"، وهو من يستطيع تقديم رؤى وحلول لأزمات المجتمع دون الاشتباك مع السلطة.

وعن تعامل السلطة مع النخب رأى الاعلامي فتحي صبّاح أن هذا التعامل ينطوي ما بين محاولة الاحتواء والهيمنة عليها، أو تواطء النخب وتماهيها مع الحالة السائدة ، أو اخراجها من الحيز العام لحيز فردي سلبي. وأشار إلى أن فقدان لغة الحوار ما بين السلطة والنخب ساهم في جعل العلاقة صراعية لحد كبير في ضوء غياب الناظم القانوني لشكل العلاقة وحدودها. 

بدورها، نوهت الأكاديمية عبير ثابت محاضرة في جامعة الازهر إلى أن المثقف في فلسطين يعاني من تعدد السلطات التي يواجهها حيث لدينا سلطتين بفعل الانقسام بالإضافة لسلطة الاحتلال ، وهو مما ساهم في تشتيت المثقف عن دوره في حمل هموم وقضايا المواطن الفلسطيني .وأشار إلي ضرورة إعادة تشكيل الاتحادات والنقابات من أجل خلق مثقف مبدع بصفتها حواضن وطنية تعيد تشكيل الوعي الفلسطيني نحو التناقض الرئيسي مع الاحتلال.