وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسرائيل تخشى وصية اوباما

نشر بتاريخ: 27/02/2016 ( آخر تحديث: 01/03/2016 الساعة: 10:14 )
اسرائيل تخشى وصية اوباما
بيت لحم- معا- يعتبر وزير الخارجية النرويجي "بورغ برندا" اكثر وزراء الخارجية نشاطا على مستوى العالم فلا يكاد يوجد امر واحد او قضية على مستوى العالم لا يتدخل فيها ولا يكون جزءا منها، وكسابقه في هذه المهمة يعتبر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الاقرب الى قلبه فهو يزور المنطقة اربع مرات في العام ويعتبر ضيفا دائما في مقر المقاطعة برام الله وهو ايضا صديق مقرب من نتنياهو، وفقا لتعبير موقع "هأرتس" الالكتروني الناطق بالعبرية.

وصل الضيف النرويجي الدائم قبل اسبوعين الى مكتب نتنياهو في القدس الغربية واجتمع به وتناول معه اطراف الحديث ونقل اليه مشاعره وانطباعاته عن اجتماعاته المتكررة مع نظرائه من وزراء خارجية في العالم اجمع.

قال وزير الخارجية النرويجي لنتنياهو "يحاول الفرنسيون دفع مبادرتهم الرامية لعقد مؤتمر دولي فيما يقترب الرئيس اوباما من خط نهاية ولايته الاخيرة هل تعتقد انه سيترك البيت الابيض دون ان يقول شيئا في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني؟ ربما سيعمل على طرح مشروع قرار في مجلس الامن وهذه الامور يجري نقاشها حاليا على مستوى العالم لذلك من الافضل لكم القيام بمبادرة الان طالما بقي هذا الامر ممكن ".

لم يجب نتنياهو بشكل واضح على اقوال الوزير النرويجي بل "همهم" بعض الاشياء فهم منه انه لا يعرف ماذا يخطط الامريكيون او فيما اذا كانوا يخططون لشيء اصلا مضيفا انه يأخذ كافة الاحتمالات بالحسبان.

ورغم ان نتنياهو وبناء على "تجربتنا" معه لن يتبنى توصيات الوزير النرويجي لكن الاجابة الرسمية التي قدمها تعكس عدم يقين حقيقي قائم في اسرائيل حول رغبة او عدم رغبة الرئيس الامريكي باراك اوباما ترك ميراث او "توصية" تتعلق بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي قبل ان يغادر البيت الابيض قال موقع "هأرتس " الالكتروني.

ونقل الموقع عمن اسماه بالموظف الاسرائيلي رفيع المستوى قوله ان مكتب نتنياهو ووزارة الخارجية رسموا عدة سيناريوهات محتملة، الاول يقوم على فرضية ان اوباما لن يقوم بأي شيء يتعلق بالموضوع الفلسطيني حتى نهاية ولايته وسيكتفي بخطوات تهدف الى منع انزلاق الوضع نحو التوتر فقط لا غير لكن مكتب نتنياهو والخارجية يعتقدون ان فرصة تحقيق هذا السيناريو متدنية.

ويقوم السيناريو الثاني على فرضية القاء الرئيس الامريكي خطابا يطرح من خلاله رؤيته الولايات المتحدة لحل القضايا الرئيسية في اصراع مثل الحدود، اللاجئين تقسيم القدس، ويستند هذا الخطاب على اتفاق الاطار الذي كاد وزير الخارجية الامريكية جون كيري ان ينجح في بلورته عام 2014 وهذا السيناريو وفقا لرؤية نتنياهو يتمتع بفرصة كبيرة.

وأكثر ما يقلق ساسة اسرائيل هو السيناريو الثالث القائم على فرضية تحويل خطاب الرئيس الامريكي الوارد في السيناريو الثاني الى قرار اممي صادر عن مجلس الامن تقدمه الولايات المتحدة وتجند الدعم المطلوب لتمريره وهذا السيناريو تعتقد اسرائيل انه لا يملك فرصة تحقيق كبيرة لكنه بكل تأكيد يملك فرصة ليست بالبسيطة في حال قرر اوباما القيام بذلك فانه سيقدم مشروع القرار لمجلس الامن في الفترة الواقعة بين الانتخابات الامريكية في الثمن من نوفمبر وحف تنصيب الرئيس الجديد في العشرين من يناير 2017 حيث يكون الرئيس في هذه الفترة حرا وتحللا من اية ضغوط او قيود سياسية وسيمرر القرار الدولي دون ان يزعجه احد.

وكان السفير الاسرائيلي لدى واشنطن "رون دريمر" اول من لاحظ قبل ستة اشهر هذه الامكانية قبل ان يتفوه أي مسؤول امريكي بوجود مثل هذه الامكانية حيث رسم السفير الاسرائيلي هذا السيناريو امام عدد من وزراء اسرائيل الذين زاروا واشنطن وكذلك امام نتنياهو نفسه حيث قال له " اذا قرر اوباما الذهاب الى هذا الخيار فلن يكون لدى اسرائيل أي فرصة لوقفه عبر مؤيديها الجمهوريين في الكونغرس".

والسبب الرئيسي للقلق الاسرائيلي هو ان البيت الابيض لم يتخذ حتى الان أي قرار كما لم يجرِ الرئيس الامريكي حول هذا الموضوع ولو نقاشا جديا واحدا فيما امتنعت السفيرة الامريكي لدى الامم المتحدة "سيمنتا فافور" عن الحديث او الاشارة للموضوع اثناء زيارته لإسرائيل قبل اسبوعين ومع ذلك حيث يقرر الرئيس اوباما اجراء نقاش حول القضية سيكون للسفيرة المذكورة وما شاهدته خلال زيارتها لإسرائيل والسلطة الفلسطينية تأثيرا كبيرا على طبيعة موقفها الذي ستتخذه خلال النقاش.

وتم بحث امكانية القيام بخطوة تحدد "ارث" اوباما السياسي الخاص بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مستويات متدنية داخل البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية لكن نقاشا حقيقيا يجري على هذا الارث حسب تعبير موقع "هارتس" لكن جزءا من مستشاري اوباما يتعقدون ان هذا الصراع قد وصل الى طريق بلا مخرج ويجب ان لا تخسر الولايات المتحدة ولو دقيقة واحدة من الاشهر الاحد عشرة المتبقية للرئيس في بحث هذا الصراع.

ويعتقد جزء آخر من المستشارين وبينهم كبار في الخارجية الامريكية ان "ارث" الرئيس الامريكي الخاص بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب ان يكون على شكل قرار من مجلس الامن يحدد مبادئ حل الصراع وان يحل هذا القرار مكان قرار 242 الصادر عام 1967 وقرار 338 الصادر عام 1973 وان يشكل ولاية ومرجعية جديدة للسلام تؤسس لحل الدولتين في اطار قانوني جديد ويوضح للفلسطينيين والإسرائيليين التنازلات الواجب عليهم تقديمها اذا ما قرروا مستقبلا استئناف عملية السلام.

اذا قرر اوباما القيام بذلك فان مفتاح النجاح يكمن في صيغة القرار فإذا احب الطرفان القرار فهذا يعني انه فارغ من أي مضمون واذا احتفل احد الاطراف فرحا بالقرار فيما شعر الطرف الثاني بالحزن فهذا يعني ان القرار غير متوازن، لكن اذا رفض الطرفان القرار وكرهوه فهذا يعني انه قرار جيد يركز تماما على التنازلات الواجب على الطرفين تقديمها، تلك التنازلات التي لا يرغب أي طرف في تقديمها ايضا من ناحية اسرائيل ستكون هذه التنازلات مبنية على اساس حدود 1967 مع تبادل اراضي وتحويل القدس الى عاصمة للدولتين فيما سيطلب من الفلسطينيين الاعتراف بيهودية اسرائيل ودولة قومية للشعب اليهودي، تصفية أي امكانية للمطالبة بحق العودة الجماعية للاجئين الفلسطينيين الى مناطق داخل حدود اسرائيل.