"أولتراس" الغزلان نموذجاً في ابتكار الرسائل الرياضية الوطنية المميزة

رام الله -معا - أحمد العلي :طارق البطاط وجهاد وريدات، أو جهاد وريدات وطارق البطاط، كلاهما صار علماً من أعلام مدينة الظاهرية، بل وعلى مستوى كل فلسطين وأكثر، في حسن التدبير والتنظيم، وحشد الجماهير الغفيرة في سبيل دعم ومؤازرة فريقهم الظاهرية في مختلف استحقاقاته الكروية.

مؤخراً على استاد دورا في الخليل، خلال لقاء الظاهرية والقوة الجوية العراقي في افتتاحية بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، قدمت رابطة مشجعي غزلان الجنوب أروع لوحات التشجيع لفريقها، والتي حملت أيضاً رسائل إنسانية وطنية وقومية، تمثّلت في "دخلة" الفريقين، بلوحة احتوت على صورة غزال تم تركيبه على جسد إنسان حمل علمي فلسطين والعراق، التحق به عبارة إلى اليسار: "يا وطن الشهداء تكامل" وفوق العبارة رسمت خرائط فلسطين والعراق وسوريا.
واستمرت الرسائل الوطنية والقومية مع مرور الوقت من خلال الأهازيج والعبارات التشجيعية لفلسطين والعراق وسوريا، باعتبار أنّ الفريق العراقي يمتلك في تشكيلته لاعبان سوريان وهما مؤيد العجان وحميد ميدو.

ولم يقتصر الأمر عند ذلك الحد، فعلى الرغم من تأخر الظاهرية بهدفين دون رد والحزن الشديد الذي ملأ المدرجات، فقد شهدت الدقيقة 62 من زمن المباراة لوحة جماهيرية أخرى، حملت رسالة فيها كل الحب والتحية للجزائر الشقيق، إذ رُفع علماً بطول 30م تقريباً للجزائر، وأُلحق بيافطة أخرى كتب فيها: "الظاهرية عقدت العزم أن تحيا الجزائر".
رابطة مشجعي فريق شباب الظاهرية وبرأيي الشخصي مازالت تشكّل أفضل روابط المشجعين بين كل فرق دوري المحترفين أو فرق الدرجات الأدنى. وفي كل مرة تتحفنا بأفكارها ورسوماتها ودعمها لمختلف قضايانا الرياضية والوطنية.

الثقة العمياء التي يوليها أبناء الظاهرية لمؤسسة الرياضة في البلد، تدفع بهم ودون تردد إلى تقديم الدعم المادي قدر المستطاع، وأبسط مثال على ذلك، أنّ سعر تذكرة الدخول للمباريات في الواقع هي 7 شواقل، فيما تجد ابن الظاهرية ومن تلقاء نفسه، يضع بدل الـ 7 شواقل، العشرين والخمسين والمائة وأكثر، إدراكاً منه أنّ ما يدفعه في النهاية سيذهب لصالح المؤسسة التي يعشقها ويؤمن بها.

وينطبق ذات الأمر في دعم رابطة المشجعين في سبيل تقديم أجمل وأروع اللوحات التشجيعية، إذ ترى جهاد وريدات ينتقل من محل إلى آخر ومن صديق إلى صديق داخل أحياء الظاهرية، حتى يجمع منهم المبلغ المطلوب لتغطية تكاليف "تقليعات" الجماهير في كل مباراة للظاهرية، فيما يقود طارق البطاط بحنجرته الملتهبة مجموعات من الشبّان فوق المدرجات بتنظيم رائع واحترافية عالية.

ولا يقتصر التشجيع عند ذلك الحد، فقد سبق لكليهما المشاركة في حشد الجماهير خلال مباراة منتخب فلسطين والإمارات ضمن تصفيات أمم آسيا في ملعب فيصل الحسيني بالرام، كما كانا حاضرين ومجموعة شبابية مميزة في تشجيع الفدائي ضد منتخبي السعودية وماليزيا في الأردن.

أجمل ما قدّمه الغزلان خلال مباراة القوة الجوية هو لحظة التصفيق الحار الذي أطلقته أكفّهم، بعد الهدف الأول في مرماهم والذي جاء عن طريق لاعب القوة الجوية حمادي أحمد، بان فيه عظم الغزلان وثقافتهم العالية واحترافية التعامل مع كرة القدم.