|
الحركة النقدية، والمسرح
نشر بتاريخ: 27/02/2016 ( آخر تحديث: 27/02/2016 الساعة: 16:11 )
الكاتب: صادق الخضور
لا زال الغياب الواضح لنقد أدبي منهجي وواضح ظاهرة تؤرّق المهتمين بالأدب، وتتيح المجال لتغييب الذائقة النقدية، وتعزز المزيد من بقاء مياه المشهد الثقافي راكدة تماما.
مع التحضيرات المتواصلة لمعرض فلسطين الدولي للكتاب يمكن التأمل بأن يكون ضيف الشرف ثقافيا لهذا العام من حيث النشاطات هو النقد، لكن النقد غائب بامتياز، ونتطلع لأن يكون على هامش المعرض ندوات متخصصة. بعض النقد وكثير منه يتم على شكل ملاحظات، والكثيرون من ممارسي النقد أو المحاولين ذلك لا يمتلكون أدواته، بتغييب واضح للتخصصية. في باب المسرح، وفي حديث عابر مع بعض المختصين برز التساؤل : هل لدينا نقد مسرحي؟ فكانت الإجابة بسؤال: وهل لدينا مسرح أصلا؟ لدينا مسارح ولا توجد ليدينا خطط لتفعيلها، مع أن المسرح يلعب -لا على الصعيد الأدبي بل على المستويين الاجتماعي والسياسي - دورا مؤثرا في توجيه الأمور، وتكوين أطر فكرية، وإثارة حالة من التفاعل الإيجابي مع المشهد. قبل سنوات، كانت هناك مسابقات خاصة بالمسرح وتنشيط الحركة المسرحية في المدارس والجامعات، واليوم لدينا بعض المؤسسات التي تعنى بالمسرح عناية لا تصل حد جعل الاهتمام حالة بل لا زال عبارة عن نشاط خاص، مع أن خصخصة ما لا يخصص لا تصلح في الثقافة باعتبارها حالة جمعية مبنية على التفاعل. غياب المسرح وغياب النقد انعكاس لحالة التراجع في المشهد الثقافي، وربما تطلّب الأمر الإعلان عن خطوات جادّة لإعادة المسرح إلى دائرة الحضور ومن ثم التأمل خيرا في وجود حركة نقدية لا للمسرح خاصة بل للمكونات الأدبية وللمشهد الثقافي عموما. إعادة المسرح لدائرة الاهتمام يجب أن تقترن بحوافز وموازنات وخطط لتفعيل المسارح التي باتت مخصصة فقط للاحتفالات في معظم وقتها بل إن كثيرا من العروض الفنية للفرق باتت على وقع موسيقى جاهزة، وكأن الحداثة أوجدت شرخا بين عناصر الإبداع، وأحالت التعاطي مع كثير من جوانب الإبداع الأدبي والفني إلى حالة من النمطية المحكومة بعد وضوح في التعاطي ما أوجد مشهدا ضبابيا. تحدث كثيرون ولا زالوا عن الغياب الكبير للمشهد النقدي، ومع غياب المسرح الذي ربط ثيرون تأخر ظهوره في الأدب العربي بغياب الاستقرار مع أن هذا السبب لم يحل دون ظهور المسرح فعليا وإن في وقت متأخر إلا أن المسرح لدينا غائب رغم الاستقرار ، وللحديث بقية. |