وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أسلحة البنتاغون الجديدة القابلة للاستخدام ضد الأعداء

نشر بتاريخ: 28/02/2016 ( آخر تحديث: 01/03/2016 الساعة: 09:33 )
أسلحة البنتاغون الجديدة القابلة للاستخدام ضد الأعداء
القدس- معا - لاحظ قليلون، وسط نشرات الأخبار اليومية حول تنظيم داعش وسوريا، أن البنتاغون بدأ حملة لأسلحة جديدة غريبة يمكنها أن تردع روسيا والصين.

وبدأ مسؤولو البنتاغون يتحدثون علناً عن استخدام أحدث أدوات الذكاء الصناعي والتعلُّم الآلي لصنع أسلحة روبوت و"فرق بشرية آلية" وجنود محسَّنين مزودين بطاقة فائقة.

يبدو الأمر أشبه بالخيال العلمي، لكن يقول مسؤولو البنتاغون إنهم خَلَصوا إلى أن مثل هذه الأنظمة ذات التقنية العالية هي أفضل طريقة لمحاربة التحسينات السريعة التي أُدخِلت على الجيوش الروسية والصينية، وذلك بحسب ما أفاد الكاتب والمحلل الأمريكي ديفيد إغناشيوس، في مقال له نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

أسلحة ثورية
في مقابلة الأسبوع الماضي، تم شرح أنظمة الأسلحة الأمريكية الثورية المحتملة هذه من قِبَل روبرت وورك، نائب وزير الدفاع، وبول سيلفا، الجنرال بالسلاح الجوي ونائب رئيس هيئة الأركان المشتركة. كانت تعليقاتهما هي الأحدث في سلسلة من الاكتشافات غير العادية في الآونة الأخيرة حول ما يشكّل نتائج بعض أكثر الأبحاث العسكرية السرية.

قال وورك شارحاً: "هذه هي الطريقة التي ستجعل شبكات معاركنا أكثر قوة، وستلجم ، حسبما نأمل، ما يكفي من الشكوك في أذهان الروس والصينيين، الذين سيمكنهم الانتشار بطريقة تقليدية ،غير نووية، حال وقوع اشتباك في أي وقت. وهذا، بالنسبة لي، هو تعريف الردع التقليدي".
تُعرف هذه الطريقة عالية التقنية داخل البنتاغون بالعبارة الغامضة "استراتيجية التغير المفاجئ الثالثة" التي تأتي بعد "تغيرين مفاجئين" سابقين عملا على فحص وتقييم التقدم العسكري الروسي خلال الحرب الباردة.

كانت الاستراتيجية الأولى تُعنى بالأسلحة النووية التكتيكية، أما الثانية، فكانت الأسلحة التقليدية الموجهة بدقة. تفترض أحدث استراتيجية في هذه السلسلة أن أسلحة الروبوت الذكية يمكن أن تساعد في استعادة الردع الذي تآكل بفضل التقدم الروسي والصيني.

وأطلق الجنرال جوزيف إف. دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنذاراً مبكراً خلال جلسة تعيينه في يوليو (تموز) عندما قال إن روسيا شكّلت "تهديداً" وجودياً أكبر للولايات المتحدة. وصرح وورك في خطابه الأخير أن "برنامجنا عانى من بطء المواءمة نظراً لبدء ظهور هذه التهديدات العالية" نظراً لأن الولايات المتحدة ركزت على منطقة الشرق الأوسط منذ عام 2001.

ميزانية البنتاغون في 2017
وتشمل ميزانية البنتاغون لعام 2017 ضخ الأموال اللازمة في بعض التقنيات العالية، بما في ذلك تخصيص 3 مليارات دولار للأسلحة المتطورة لمواجهة، هجوم صيني بحري بعيد المدى مثلاً على القوات الأمريكية، و3 مليارات دولار لتطوير نظم تحت سطح البحر، و3 مليارات دولار للفرق البشرية الآلية و"حشد" العمليات التي تقوم بها الطائرات بدون طيار، 1.7 مليار دولار لأنظمة الفضاء الإلكتروني والأنظمة الإلكترونية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، و500 مليون دولار لألعاب الحرب واختبار المفاهيم الجديدة.

ويبدو أن إدارة أوباما، التي تُنتَقد أحياناً لبطء استجابتها للتهديدات الروسية والصينية، قد خلصت إلى أن أفضل استراتيجية أمريكية هي الاستفادة من ميزتها الكبرى التي تتمثل في التكنولوجيا. وتذكرنا هذه المفاهيم بمبادرة الرئيس ريغان "حرب الكواكب"، منذ ثلاثين عاماً.

لقد أعطى "مجلس علوم الدفاع دفعة لعودة التكنولوجيا الفائقة العام الماضي، حيث كان قد أجرى "دراسة صيفية" حول أسلحة الروبوت الذاتية. وحذر المجلس قائلاً:"تخيل لو أننا لم نستعد لمواجهة هذه القدرات في أيدي أعدائنا".

يعود جزء من اللعبة إلى بعث رسالة إلى الروس والصينيين. وصف وورك روسيا بأنها "قوة عظمى منبعثة" والصين بأنها "قوة صاعدة بقدرات تكنولوجية كامنة بحيث يُحتمل أن تجسد تحدياً استراتيجياً أكثر استدامة".

وعند إعلان الميزانية في 2 فبراير (شباط)، تحدث وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر عن "العدوان" الروسي في أوروبا قائلاً: "ليس علينا القلق حيال هذا العدوان لمدة 25 عاماً، وبينما كنت أرغب أن يكون بطريقة أخرى، غير أن هذا هو الحال".

أثار كارتر بعض المسائل في رسالة الميزانية تلك عند وصفه لـ"مكتب القدرات الاستراتيجية" التابع للبنتاغون، وهو مبادرة سرية للغاية بدأت في عام 2012 عندما كان وكيلاً للوزارة.

لاحظ كارتر أن المكتب يعمل على الملاحة المتقدمة للأسلحة الذكية باستخدام كاميرات وأجهزة استشعار مصغرة؛ أنظمة دفاع صاروخي تستخدم قذائف فائقة السرعة؛ وحشود من طائرات بدون طيار تتسم "بسرعة ومقاومة فعلية".

وأوضح وورك وجود استعداد جديد لمناقشة الأسلحة الغريبة. وخلال المقابلة، أظهر طائرة بدون طيار دقيقة صغيرة من نوع "Perdix"، بحجم أقل من طول القدم، حيث طارت مع 25 من نظائرها في شبكة محكمة الصيف الماضي بعد إطلاقها من طائرة واسعة. ويُعد هذا السرب المنظم من الطائرات بدون طيار جزء من الرؤية القتالية لوزارة الدفاع الأمريكية في المستقبل.

ولفت الكاتب إلى أنه قد قدمت ساحات المعارك في أوكرانيا وسوريا إثباتات واقعية للقدرات الروسية. في المقابلة والتعليقات العامة الأخرى، قام وورك بفهرسة الأجهزة العسكرية الروسية المتقدمة بما في ذلك شبكات المعارك الآلية وأجهزة الاستشعار المتطورة والطائرات بدون طيار والأسلحة المضادة للأفراد وأجهزة التشويش.

وحذر وورك جمعاً في "مركز الأمن الأمريكي الجديد" في ديسمبر (كانون الأول) قائلاً: "بصراحة تامة، يتابع خصومنا تحقيق عمليات بشرية محسَّنة. وهذا مخيف حقاً".

المصدر: موقع 24