|
تايكواندو فلسطين .. قصة نجاح تدرّس
نشر بتاريخ: 28/02/2016 ( آخر تحديث: 28/02/2016 الساعة: 16:01 )
بقلم :معروف الرفاعي أبو إبراهيم
الجالية الفلسطينية في الامارات تابعت مشاركات اتحاد فلسطين للتايكواندو في بطولة الفجيرة الدولية منذ أربع سنوات فاتت، وأذكر جيداً أن مشاركتهم الأولى- وكان الاتحاد وقتها حديثاً- لم تنجح إلا في الحصول على ميدالية برونزية واحدة، و في نهاية البطولة ساد الوجوم والحزن جنبات الوفد الفلسطيني الذي تآلف من أكثر من 40 لاعباً ولاعبة . طلب مني الأخ عمر كبها رئيس الاتحاد أن أتحدث للاعبين وأن أشد من أزرهم وكان مما قلته لهم: "أنتم جئتم لرفع علم فلسطين وقد فزتم بذلك، أكثر من 45 دولة شاهدت وفداً رسمياً رياضياً لفلسطين وكل وسائل الإعلام العالمية أظهرت مشاركة فلسطين في محفل دولي يشارك فيه أكثر من 3000 لاعب ومدرب وحكم وإداري ومنظم وإعلامي، وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً عظيماً ونحن كشعب فلسطيني فخورون بكم وعلى ثقة بأن مشاركاتكم القادمة ستكلل بالذهب"، والتقى بهم حينها الأخ عصام مصالحة سفير فلسطين في الإمارات حيث اصطحبتهم للقائه في قنصلية فلسطين بدبي، واستقبلهم استقبالاً حافلاً وودعناهم جميعاً إلى المطار مما أعطى اللاعبين دعماً معنوياً رائعاً وعزز من ثقتهم بأنفسهم . قبل أن يغادر الوفد وفي انتظار موعد الطائرة همست في أذن أخي رئيس الاتحاد عمر كبها بكلمات شعرت أنها لامست قلبه وفكره، قلت: أبا هيثم ركز مع عدم الإهمال، قال: أفصح، قلت: أنت أعلم مني بقدرات لاعبيك، ليس بالضرورة أن أشارك بوفد من 50 لاعباً، شارك بوفد صغير يكتسب الخبرة والاحتكاك وركز عليه في جميع البطولات العالمية والعربية ولا تهمل باقي الأشبال و الزهرات من التدريب والاهتمام . بدأ رئيس الاتحاد النشط جداً وأمين السر الذي لا يهدأ أبداً الأخ محمد جراد بالعمل ليل نهار ودون توقف وأخذوا يجوبون بقاع الأرض من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها بإمكانية مادية ضعيفة جداً، ولكن بمعنويات وإرادة كالجبال وهدفهم كان فقط اسم فلسطين واكتساب الخبرة أولاً وتسجيل إنجازات باسم فلسطين ثانياً، علما أن هذين الرجلين في أكثر من موقف يخسرون من مالهم الخاص من أجل راحة اللاعبين واستمرار المسيرة دون توقف . هذا الاتحاد الذي لا يكاد يعلم به إلا القليلون ولا يأخذ حقه من الدعم ولا من الاهتمام الرسمي والإعلامي، استطاع أن يحقق إنجازاً رياضياً كبيراً بأن فاز لاعبه البطل مالك أبو الرب ببطولة العرب لفئة الرجال والميدالية البرونزية على مستوى آسيا . غادرنا وفد اتحاد فلسطين للتايكواندو قبل يومين بعد مشاركة ناجحة جداً في بطولة الفجيرة الدولية الرابعة للتايكواندو، حيث شارك الوفد في البطولة بأحد عشر لاعباً ولاعبة فقط، وقد كنت مرافقاً للوفد طيلة أيام البطولة، ومما أشعرني بالعزة والفخر أن الوفد الفلسطيني شارك بستة لاعبين في اليوم الأول حصلوا جميعاً على الميداليات الذهبية والمراكز الأولى دون منافس، مما سبب حالة من الارباك للفرق الدولية الأخرى التي لها باع طويل ويمتلكون أبطالاً على مستوى العالم، وأخذت كل الفرق تأتي لزيارة إدارة الفريق والإعلام يتسابق للحديث مع اللاعبين والإداريين وحتى أن بعضاً من الفرق العربية كالأردن الشقيق عرض على رئيس الاتحاد أن يشارك مدربوه في مباريات لاعبينا، وفعلاً قام أحدهم بأخذ دور المدرب للاعب مالك أبو الرب نتيجة تزاحم مباريات لاعبينا وعدم توفر مدربين كفاية في الوفد، وحازت فلسطين على اهتمام واسع من قبل اللجنة المنظمة و عرضوا على رئاسة الوفد تسخير كل إمكانياتهم و خبراتهم لدعم التايكواندو في فلسطين. بقي أن أخبركم أن فلسطين بهذا الوفد الصغير عدداً الكبير بإنجازاته حصلت على 7 ميداليات ذهبية وواحدة فضية ومثلها برونزية، أي أن 9 لاعبين من أصل 11 لاعباً فازوا جميعاً بمراكز أولى على مستوى العالم، وقد كان ترتيب فلسطين في عدد الميداليات الثالث بعد أوزبكستان والأردن، مع أن أوزبكستان شاركت بأكبر وفد من بين الوفود وجاؤوا بطائرة خاصة وإمكانيات ضخمة، وكذلك وفد الأردن الشقيق الذي يسبقنا كثيراً بالخبرة والحصول على البطولات ومعروف على مستوى اللعبة دولياً. من أراد أن يتعلم كيف يكون منتمياً لفلسطين فليتابع هذا الاتحاد وهؤلاء اللاعبين، وأولئك الرجال الذين يقفون خلف هذا المنتخب ، ومن أراد أن يقدم شيئاً للرياضة الفلسطينية فليدعم هذا الاتحاد لأنه لن يندم. |