نشر بتاريخ: 03/03/2016 ( آخر تحديث: 05/03/2016 الساعة: 16:13 )
بيت لحم -معا- نظم المئات من ابناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان اليوم الخميس، اعتصاما أمام المقر الرئيس لوكالة "الأونروا" في بيروت؛ احتجاجا على تقليص الخدمات والمساعدات الطبية والاستشفائية المقدمة لهم، وذلك بدعوة من "خلية أزمة الأونروا" المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان، .
وشارك في الاعتصام قادة وكوادر الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، واللجان والاتحادات والمؤسسات النقابية والشعبية والأهلية وحركات شعبية وشبابية ونسائية من مختلف المخيمات الفلسطينية.
وألقى مسؤول حزب الشعب الفلسطيني في لبنان غسان أيوب كلمة خلية أزمة "الأونروا"، شدد خلالها على رفض أبناء شعبنا لتقليصات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" غير المبررة.
وجاء في بيان الخلية:
بأسمي وبأسم اخواني ورفاقي في خلية الأزمة، أحي تلبيتكم الدعوة للاعتصام هنا أمام المقر الرئيس لوكالة الأونروا في بيروت، لنجدد سوياً تأكيد موقفنا ورأينا برفض كل التقليصات للخدمات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين عموماً و في لبنان خصوصاً والتي أتخذتها إدارة وكالة الأونروا .
إننا اليوم نقف وأياكم هنا لنوجه رسالة متعددة الإتجاهات:
الإتجاه الأول : إلى المدير العام لوكالة الأنروا ماثياس شمالي، لنقول له فيها إننا نرفض رفضاً قاطعاً كل قراراتك وإجراءاتك التي تضمنتها خطة الإستشفاء والطبابة والتي بدأتم بتنفيذها مطلع هذا العام 2016.ونرفض أيضاً استبدال العينات الغذائية التي تقدم لحالات العسر الشديد، بتقديمات مالية لما لهذا الإجراء من مخاطر على استمرارهذه المعونة.ونرفض أيضاً سياسة العناد وتجاهل التحركات الإحتجاجية التي تعم المخيمات والمستمرة منذ أكثر من شهرين . ونحملك المسؤولية الكاملة عن تردي الوضع الصحي لأهلنا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.ونستنكر كل محاولاتك الدؤوبة لخلق شرخ بيننا وبين أخوتنا وأبنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأونروا,ونؤكد لك بأنها لن تنجح ولن تستطيع أن تحدث ثغرة في جدار الموقف الفلسطيني الموحد، الذي تعبر عنه خلية الأزمة والتي تنال دعم والتفاف كافة القطاعات والفئات الشعبية الفلسطينية حولها،والتزام كبير في برامجها التي تعدها رفضاً لسياستك في تقليص الخدمات للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
كما إننا نرفض وبشدة ما تضمنه بيانكم الصحفي حول إطلاق ما يسمى "صندوق الإستشفاء التكميلي في إقليم لبنان" والذي تعرض فيه معالجات جزئية لا ترقي إلى المطلب الفلسطيني الرسمي والشعبي الذي يدعوك للتراجع عن قراراتك وختطتك الإستشفائية الظالمة. ونعتبر هذه الخطوة محاولة يائسة وفاشلة للالتفاف على الموقف الفلسطيني الموحد وخدعة مكشوفة هدفها إعادة تضليل الرأي العام، بعدما استطعنا أن نكشف زيف إدعاءاتك بأن ختطك هي لمصلحة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان،عبر الاتصالات واللقاءات التي أجرتها خلية الأزمة والقيادة السياسية الفلسطينية على مختلف الجهات الرسمية العربية والدولية واللبنانية.
حضرة المدير العام السيد "ماثياس شمالي" نقول لك اليوم بأن معركتنا معك، تعدت خطة الإستشفاء،لاننا ببسيط العبارة،نؤمن بأن خلفيتها سياسية بإمتياز.وإذا كنت مازلت تراهن على عامل الوقت الذي فيه سنفقد صبرنا ونلزم منازلنا، وندع قراراتك تمر فإنك واهم ورهانك خاسر، لاننا في هذه المعركة لن نخسر سوى ظلمك وقهرك لنا،لذا فإن تحركاتنا الإحتجاجية ستتواصل وستتخذ إشكال تصاعدية، حتى تحقيق كافة مطالبنا وأولها :-
• رفع مساهمة الاونروا في الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحيث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب وغسيل الكلى وأمراض السرطان والاعصاب وكذلك تأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها المرضى.
• إعادة العمل بخطة الطوارئ لأهلنا أبناء مخيم نهر البارد،والمتعلقة بالإستشفاء والسلة الغذائية والإيجارات وفق ما كانت عليه في العام 2013،والاسراع في تأمين الاموال اللازمة لإستكمال إعمار المخيم وأنهاء مأساة أهله.
• إعادة تقديم مبلغ الإيواء لاهلنا وأخوتنا النازحين من مخيمات سوريا وتأمين لهم الاستشفاء والرعاية ولاغاثة الكاملة بما يتناسب مع الوضع المعيشي في لبنان.
• ألغاء قراركم الجائر بإسقاط حقوق أخوتنا المجنسيين بالطبابة والإستشفاء، باعتبار أن من حقهم الإحتفاظ بالصفة القانونية التي منحتها لهم الامم المتحدة كلاجئين فلسطينيين،ومن حقهم أيضاً الاستمرار بالاستفادة من كافة التقديمات التي يحصلون أخوتهم اللاجئين الفلسطينيين.
• إلغاء كل قراراتكم المتعلقة بالتربية والتعليم، والتي نتج عنها دمج للصفوف في المدارس وزيادة عدد الطلاب بما يتجاوز الخمسون طالباً في الصف الواحد. فضلاً عن وقف التوظيف في هذا المجال .
الإتجاه الثاني : فإننا نتوجه به إلى المجتمع الدولي عموماً والامم المتحدة خصوصاً، لنقول لهما فيها، أذا كان لديكم مشروع لانهاء عمل وكالة الأنروا،عليكم أولاً أن تقلعوا عن سياسية الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضايا وأزمات المنطقة والعالم، وأن تنصفوا الشعب الفلسطيني المظلوم والمقهور، والذي يعاني قهر الإحتلال وإرهابه، ويتجرع يومياً مرارة اللجوء ويعاني ألم التهجير، منذ اكثر من ستة عقود.وعليكم أولاً القيام بواجباتكم وأن تفوا بالتزاماتكم تجاهه، وأن تنفذوا قراراتكم ذات الصلة وعلى رأسها القرار 194 الذي يدعم حقنا كلاجئين فلسطينيين بالعودة إلى ديارنا وأرضنا التي طردنا منها على يد العصابات الصهيونية في العام 1948 بقوة الإرهاب والإحتلال. وإلى أن يتم ذلك فأنتم ملزمون من كل النواحي : القانونية – والإنسانية – والإخلاقية، بمواصلة دعم وكالة الاونروا ماليا ومعنوياً وسياسياً لكي تتمكن من القيام بالدور الذي أنشئت من أجله في تأمين كل مقومات ومتطلبات الحياة الإنسانية والعيش الكريم للاجئين الفلسطينيين وفق المعاير الإنسانية الدولية.
الاتجاه الثالث: فإننا نتوجه به للدولة اللبنانية الشقيقة، وهنا لا بد من أن نسجل إرتياحنا في خلية الأزمة وفي القيادة السياسية الفلسطينية، للموقف اللبناني الرسمي الذي تفهم موقفنا وانحاز إلى جانبنا في المواجهة السياسية ذات العنوان المطلبي مع وإدارة الأونروا في لبنان.ولكننا نطالبها بتحرك اكبر وأفعل على كافة المستويات، المحلية والعربية والدولية، باعتبار أن تخلي الأونروا عن مسؤولياتها في رعاية اللاجئين في مجال الاستشفاء والطبابة والتعليم والتوظيف والإغاثة والإيواء، في الوقت الذي يحرم اللاجئون الفلسطينيون في لبنان من الحقوق الإجتماعية والإنسانية وحق العمل ، سيلقي بثقله وأعباءه على الدولة اللبنانية، وهذا ما لا نرضاه.
وبالنسبة لنا الهدف من التقليص المتدرج لخدمات وتقديمات وكالة الأونرا واضح، ولا شك لدينا بأنه أستهداف مباشر لقضية اللاجئين وحق العودة. كما نرى فيه أيضاً مؤامرة لتيئيسنا ودفعنا للهجرة عبر مراكب الموت إلى عمق البحار لتصبح أجسادنا وأجساد أطفالنا طعام للاسماك والوحوش المائية المفترسة،وهذا ما نرفضه وسنتصدى له بكل حزم بالوسائل المتاحة، وبما لا يؤثر على الأستقرار والسلم الأهلي للبنان الشقيق.وأذا أجبرنا على الاختيار فإننا لن نختار إلا الزحف البشري لكل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان شبانا ونساء وشيوخاً واطفالاً، باتجاه أرضنا وبلدنا الحبيبة فلسطين عبر الجنوب اللبناني ، لنموت على تراب حدودها بكرامة وشرف، خير لنا من أن نتحول إلى متسولين نستعطي على ابواب المؤسسات والجمعيات الخيرية او أموات على أبواب المستشفيات الخاصة التي لا ترحم.
الإتجاه الرابع والأخير :- فإني أتوجه به إليكم أنتم يا أهلنا اللاجئين أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الصامدين الصابرين على مرارة اللجوء والحرمان والنكبة، والبعد عن الوطن الحبيب فلسطين، لأوجه لكم بأسمي وبأسم اخواني ورفاقي في خلية الأزمة والقيادة السياسية الفلسطينية في لبنان،تحية إحترام وتقدير على الالتزام العظيم والخلاق الذي اظهرتموه بقرارات القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة، والتي تعبر عنه خلية أزمة الأونروا، في برامج التحركات الإحتجاجية الإسبوعية التي تعدها ضد قرارات الأونروا.ونثمن تفاعلكم ومحافظتكم على المنشأت والمراكز والتي هي بالأصل ملككم أنتم، وحرصكم العظيم النابع من الأخلاق العالية لشعبنا الفلسطيني، بعدم التعرض لأبنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأونروا .
وهنا لا بد لنا إلا أن نثمن عالياً وقوف ابنائنا وبناتنا الموظفين والعاملين في وكالة الأنروا مع مطالب أهلنا المحقة، ونخص بالذكر اتحاد الموظفين والعاملين في الأونروا، ونحييهم على الإعتصامات التي نظموها الاسبوع الفائت، والتي أكدوا فيها للمدير العام ماثياس شمالي بأنهم جزء أصيل وفاعل في المجتمع الفلسطيني لا تنفصم مصالحهم الخاصة عن مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته .
واسمحوا لي باسم خلية الأزمة وبأسمكم أن نثمن دور اللجان الشعبية والأهلية والأطر النسائية والحركات الشبابية والشعبية التي حرصت على تنفيذ وإنجاح برامج التحركات الإحتجاجية التي أعدتها خلية الأزمة.
كما أسمحوا لي أن نثمن دور الإعلاميين في دعم ومتباعة وتغطية نشاطاتنا وتحركاتنا منذ أن بدأت المواجهة مع الأونروا ومازالوا.
وفي الختام نستنكر نحن وأياكم إغتيال المناضل الكبير عمر النايف من قبل الموساد الصهيوني،في السفارة الفلسطينية في بلغاريا ، وندعو السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى راسها الرئيس محمود عباس، بأن يحرصوا على تقديم كل الدعم للجنة التحقيق التي شكلت، من أجل كشف ملابسات الإغتيال، واتخاذ أقصى الإجراءات العقابية بحق المتورطين المتواطئين مع العدو الصهيوني لتنفيذ هذه العملية الإجرامية الإرهابية المنظمة.
• التحية لجماهيرنا الفلسطينية المنتفضة على الإحتلال الصهيوني الغاشم، والتي تدافع عن الحقوق المشروعة لشعبنا،وعن القدس وكل المقدسات الدينية في فلسطين.
• المجد لكل الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتهم القادة والأمناء العامون،وكل الشهداء من أمتنا العربية والإسلامية الذين سقطوا على أرض ودرب فلسطينين.
• الحرية للاسرى والمعتقلين.
• التحية للاسير البطل الصحفي محمد القيق الذي انتصر بصموده وصبره على العدو الصهيوني وعنجهيته,الذي فتح ثغرة في جدار قانون الإعتقال الإداري الصهيوني العنصري.
• وختاماً نعاهدكم في خلية الأزمة وفي القيادة السياسية الفلسطينية، على مواصلة تحركاتنا الإحتجاجية التصاعدية في مواجهة قرارات الانروا حتى تحقيق كافة مطالبنا المحقة.