|
المناطق الحدودية.. جنة غزة المحرمة
نشر بتاريخ: 05/03/2016 ( آخر تحديث: 05/03/2016 الساعة: 14:31 )
غزة - معا - زهرت أشجار اللوز والخوخ واكتست الأرض باللون الأخضر وتفتح الزهور الصفراء على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة "خزاعة والفراحين والقرارة ووادي السلقا" غبر ان متاخمة تلك المناطق لابراج قوات الاحتلال يمنع معظم اهالي القطاع الذهاب والتنزه فيها . مناطق مهجورة: المزارع حسام أبو محارب أكد أن المناطق الخضراء في منطقة وادي السلقا وهي منطقة حدودية تقع بين وسط القطاع وجنوبه منطقة مهجورة بفعل الممارسات الإسرائيلية التي تزعزع الأمن فيها مؤكدا أن الإطلاق النار المستمر على الحدود يثير الرعب في نفوس المواطنين فلا يجرؤون على الاقتراب من تلك المناطق. وقال:"في السابق كانت تأتي الناس للتنزه على الشريط الحدودي والتمتع بالأجواء الخلابة لفصل الربيع هنا ولكن منذ ما يقارب الخمس سنوات لم نعد نرى أيا منهم". وأشار أبو محارب إلى أن قوات الاحتلال تعمدت إلى رش الشريط الحدودي بالمبيدات الزراعية كبدت المزارعين خسائر فادحة في المحاصيل وحرقت عشرات الدونمات الزراعية. المزارع مروان أبو محارب أكد أن الحدود الشرقية لقطاع غزة كانت متنفس لعشرات العائلات التي كانت تأتي للتمتع بأجواء الطبيعة النقية الخالية من التلوث والضوضاء وقال:"كانت هذه الأماكن متنزه لكل واحد بدو يشم هوا". وأشار إلى الهدوء التي يسكن هذه الأماكن التي تتمتع بأنها منطقة لوزيات وأشجار مثمرة واصفا إياها بانا ارقى المناطق الشرقية مؤكدا أن ممارسات قوات الاحتلال حرمتهم التمتع بأجواء الربيع بعد عمليات الرش التي أبادت المزروعات بالإضافة إلى قلة زوارها في ظل تخوف المواطنين من الأوضاع الأمنية في تلك الأماكن. "معا" توجهت إلى المسئولين في البلديات للحديث عن مخططات للحفاظ على تلك الأماكن مناطق مفتوحة ذات أجواء طبيعية خلابة وما الذي يعيق الحفاظ عليها كمصادر طبيعية قليلة في القطاع. الحفاظ على طبيعة هذه الاماكن: الخبير في التخطيط العمراني د.نهاد المغني أكد على ضرورة الحفاظ على الشكل الطبيعي لهذه المناطق كمصادر طبيعية قليلة موجودة في القطاع من خلال منع التعدي عليها أو إقامة المصانع والمباني بحيث تبقى مناطق مفتوحة للمنتزهات ومساحات خضراء. وأكد المغني على أهمية وجود مخطط عمراني يحافظ عليها كمناطق مفتوحة للتنزه للسياحة الداخلية والحفاظ عليها ضمن محميات طبيعية. وعند دور البلديات أكد يكمن في التنظيم العمراني والحفاظ عليها من خلال وقف الزحف العمران إليها من خلال مشاريع لتأمينها والحفاظ عليها من الجفاف. أراضي حدودية مملوكة: إلا أن هذه التوصيات تصطدم بواقع أن هذه الأراضي مناطق حدودية تخضع لانتهاكات قوات الاحتلال المستمرة بالإضافة إلى كونها أراضي مملوكة لمواطنين. المهندس محمد الأغا رئيس بلدية خان يونس أعرب عن أمله أن تتغير ثقافة المواطنين تجاه هذه الأراضي بحيث يتم إعادة تخطيطها والاستفادة منها في المشاريع الإنمائية وجذب المواطنين وساحات وملاعب رياضية ومناطق ترفيهية للأطفال مستدركا أن الوضع الأمني على الحدود يحيل دون إقامة هذه المشاريع. وقال:" إذا كان المزارعين لا يستطيعون الوصول إلى أراضيهم وفي اغلب الأوقات يكونوا مستهدفين فكيف سنلجأ إلى إقامة متنزهات للأطفال". وأشار الأغا إلى أن أغلب تلك المناطق ملك خاص لمجموعة مواطنين من عائلة واحدة بالإضافة إلى ثقافة الكبار بان الأرض يجب ان تحرث وتزرع بالمحاصيل الزراعية. وأكد الأغا أن ما يهم البلديات في هذه الأوقات هو الحفاظ على هذه الأراضي من التصحر بالإضافة إلى الحفاظ على المواطنين من الاستهداف من قبل الاحتلال مشددا أن هناك إشكاليات ومحاذير تربط استخدام هذه الأراضي الحدودية. ورغم المناظر الخلابة التي تتمتع بها تلك الأماكن إلا أنها تتصادم مع واقع الأبراج العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وتعيد للأذهان أن لا امن ولا أمان في تلك الأمكان. تقرير هدية الغول |