|
رسائل مخيم قلنديا ...
نشر بتاريخ: 08/03/2016 ( آخر تحديث: 08/03/2016 الساعة: 13:49 )
الكاتب: يونس العموري
يتصدر العناوين من جديد ويحاول ان ينهض بشموخ .... يقف امام بحر العجز ليعلن عن هويته بكل أهاته ... ويقول ما يمكن ان يٌقال في حضرة القتل والتقتيل للغة الضاد بأزقته ... جاء هذه المرة واستحضر تاريخ من عبر دروبه ومن انكسر على بواباته ... منذ كانت رحلة اللجوء .. واستحكم على البوابة الشمالية لأم المدائن وعاصمة الله على الارض ... قلنديا الرابض بشموخ على روابي القدس حاميا وحارسا ... كن بأمن وآمان ...
قلنديا الوجع .. يدرك حقيقة المعادلة ويدرك طبيعة وظيفته بحكم جغرافيته ويعلم معنى المواجهة والمجابهة، ويرسم معالم طرقاته .. لم يهاب يوما المجنزرات على ابوابه والثكنة العسكرية المدججة بكل الوان الحقد بجواره ... كان ينتظر عشاقه المتسللين اليه ليلا ليحكوا واياه حكايا الليل المنسدلة ستائره بعد النهار العابث بحواريه ... قلنديا اقسم القسم بأن المسيرة النضالية الكفاحية متواصلة ومستمرة ولن يردعه اعتقال او قتل او ارهاب لدولة الاحتلال .. وتل ابيب تعلم وتعرف مضامين ومفاهيم مخيم قلنديا القادرة على احباط كافة مخططات الدولة العبرية بإحالة المخيم الى مجرد كم بشري مهمل ..يستجدي العيش من هنا او هناك ... ان لقلنديا العديد من الرسائل لابد من ان يسمعها الجميع وبكل الاتجاهات وعلى مختلف توجهات هذا الجميع ولكل المستويات .. وقلنديا منسجمة مع ذاتها ومع كادرها وجماهيرها، وهنا المخيم المعبر عن قناعات الآرض الحبلى بالغضب، هذه الارض التي لن تنطق الا بلغة الضاد معبرة عن ذاتها وعن توجهاتها بالعودة الى الديار، وحق تقرير المصير في اطار الدولة المستقلة ذات السيادة، دولة لكل ابنائها ولكل جماهيرها تستوعب كافة الاطياف ديمقراطية التوجه... عروبية الانتماء ... قومية العقيدة ... وعلى هذا الاساس فإن قلنديا الشهداء والاسرى تزأر بالصوت المرتفع بأن آن الآوان لوأد عار الانقسام ووقف هذه المهزلة واعادة اللحمة الوطينة وانجاز المصالحة الحقيقية على اسس برامجية وطنية مقاومة ممانعة لكل الاشكال العبث بالمصير الوطني . ولا شك ان تحقيق المصالحة الوطنية عموما له اعداءه والذي يتمثل بالثالوث المرعب ( الاحتلال، وامراء الانقسام ، ومراكز القوى مافيات التغول الاقتصادي والمليشيات المنفلتة من عقالها .. ) ان المصالحة الوطنية تعني اولا واخيرا توجه البنادق كل البنادق نحو الاحتلال واعوانه وتعني اجتثاث واقتلاع بؤر الفساد من جذورها وتعني ايقاف اهدار الطاقات الوطنية بغير محلها ، وتعني وقف مهزلة التنسيق الأمني انسجاما وقرارات المجلس المركزي الفلسطينيى، هذا التنسيق الذي اضحى عبئا على الشعب الفلسطيني وتشويها لمسيرة كفاحه الطويل، وحيث ان قلنديا لا يخجل ولا يخفت صوته حينما يسطر هذا الموقف، ويقول المخيم وباعلى الصوت،جهارا نهارا، وبالشكل العلني ودون مواربة ودون تأويل او تفسير ورسالته واضحة وضوح الشمس، متقدما الصفوف ليقول ما يقول بحضرة اللحظة الفارقة بالمسألة الوطنية الأمر الذي يعيد الأمور الى نصابها الصحيح، بأن اصل الحكاية المخيم .. وبأن المخيم كان وسيظل رمزا لتواصل واستمرار العملية النضالية حتى تكون العودة حقا ممكنا .. وقلنديا حينما تسطر هذا الموقف فإنها بذلك تنطق قولها استنادا الى تبض الشارع الوطني المدرك لحقائق الأمور ... وبذات الوقت فإن قلنديا تطالب القيادة بوقف كافة اللقاءات بصرف النظر عن مسمياتها مع دوائر الاحتلال سواء أكانت أمنية او سياسية تفاوضية او حتى ما يسمى بالاستكشافية ... ومن هنا فإننا ندعو الى ضرورة اجراء مراجعة شاملة لمنهج السلطة واعادة تقييم الأمور من جديد والاتفاق على برامج وطنية قادرة على التصدي لمخططات الاحتلال وتثبيت الهوية العربية الحضارية للشعب الفلسطيني واعادة الاعتبار لمنهج المقاومة بكافة اشكالها وبخياراتها المفتوحة .. هذه رسالة قلنديا ورؤية قلنديا ... |