وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس المفتوحة تختتم المركز التعليمي المتنقل "جسور الامل"

نشر بتاريخ: 08/03/2016 ( آخر تحديث: 08/03/2016 الساعة: 21:22 )
القدس المفتوحة تختتم المركز التعليمي المتنقل "جسور الامل"
الخليل-  معا-  اختتم مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع في جامعة القدس المفتوحة، يوم امس الاول، أنشطة مشروع “المركز التعليمي المتنقل لتحسين فرص التعليم في المناطق المهمشة جنوب الخليل”، وذلك في ورشة ختامية عقدت في مقر فرع الجامعة بيطا، تحت رعاية وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم.

وحضر الورشة الختامية رئيس مجلس الأمناء، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز م. عدنان سمارة، ورئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو، وممثلون عن الممولين، ومدير مديرية تربية جنوب الخليل، ممثل وزير التربية والتعليم العالي أ. فوزي أبو هليل، ومدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع أ. محمود الحوامدة، والقائم بأعمال مدير “فرع يطا” د. محمد الحروب، ورئيس بلدية يطا المحامي موسى مخامرة، ورئيس بلدية السموع أ. يوسف السلامين.

حضر الاحتفال أيضاً نائبا رئيس الجامعة للشؤون الإدارية د. مروان دوريش، ونائب رئيس الجامعة للشؤون المالية د. عصام خليل، ومساعدو رئيس الجامعة، ومديرو الفروع، وعمداء الكليات، ومديرو المراكز والدوائر والموظفون، وممثلو الجامعات الوطنية الشريكة، وأعضاء من المجلس التشريعي، وقادة الأجهزة الأمنية، والشركاء في بلديتي يطا والسموع، ورئيس جامعة بيت لحم أ. د. ميشيل صنصور.

وأقيم مشروع المركز التعليمي المتنقل من خلال برنامج تنمية وصمود المجتمع في مناطق (ج) والقدس الشرقية، الذي تديره الحكومة الفلسطينية من خلال برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من حكومات السويد، والنمسا، والنرويج.

في بداية الورشة الختامية، رحب د. الحروب بالحضور، مؤكدًا البعد الاستراتيجي للمركز التعليمي المتنقل للمناطق المستهدفة، شاكراً كل من أسهم في إنجاحه، مبيناً أن الخدمات التي قدمها المركز المتنقل خلال نشاطاته المختلفة كانت رائدة وضرورة للمجتمع. ثم بين أن “القدس المفتوحة” تعتز بالتفاف أبناء يطا والسموع ومسافرهما حول الفرع، وهذا يجسد حالة من الصمود في وجه الاحتلال.

وقدم أ. حوامدة نبذة عن المشروع وأهمية إقامته، قائلاً: “هذا المركز التعليمي نفذ بتمويل من حكومات السويد، والنمسا، والنرويج، من خلال برنامج تنمية وصمود المجتمع في المنطقة “ج” والقدس الشرقية (CRDP)الذي تديره الحكومة الفلسطينية، وينفذ من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي/ برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني، وإن خدماته لم تحتكر على الفئات التي تتلقى علومها في المدراس أو الجامعات، بل تقدم لكل فئات المجتمع.

وأضاف: “لا يقتصر عمل المركز الذي يعمل من داخل شاحنة متنقلة على توفير التعليم في الحاسوب وتقديم الكتب الإلكترونية، بل يهتم بالعمل التطوعي وبأنشطة أكاديمية متنوعة، مثل تعليم المتلقين كيفية استخدام مختبر الحاسوب في تطبيق المنهاج التعليمي المقرر للمرحلة المتوسطة (من الصف السادس إلى الصف العاشر) في عدد من المدارس منها: الهذالين، والكعابنة، ومسافر يطا، والزويدين، والديرات، والبويب، ومدرسة الدقيقة في مسافر يطا، والسيميا في السموع.

إلى ذلك، قال م. سمارة إن جامعة القدس المفتوحة ولدت من رحم المعاناة ورفعت شعار “أن تذهب الجامعة إلى الطالب للتغلب على إجراءات الاحتلال”، وقد حققت حلم القادة العظام وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات بتوفير التعليم لمختلف شرائح شعبنا. وتابع قائلاً: “إن مجلس الأمناء حريص على توفير مبان مملوكة للجامعة في مختلف فروعها ومراكزها التعليمية، وقد نجحنا في ذلك، ونحن سعيدون اليوم بتسلم المرحلة الأولى من البناء في يطا، وتسعى الجامعة لتطوير البحث العلمي فيها، ونحن نطالب المحاضرين فيها بتقديم بحوث علمية كي تصبح في مصاف نظيراتها العالمية”.

وشكر م. سمارة القائمين على المركز التعليمي المتنقل لأنه يسهم في نشر التعليم في المناطق المهمشة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يجب أن يعمم على مختلف المناطق المهمشة لنشر التعليم.

وهنأ أ. د. عمرو الحضور وأبناء الجامعة بانطلاق احتفالات الجامعة بيوبيلها الفضي، موضحاً تقديم الجامعة فرص التعليم طيلة (25) عاماً لمختلف أبناء شعبنا، مبيناً أن نهج الجامعة يقوم على التعليم المفتوح الذي يعتمد على المحاضرات المجزوءة بالإضافة إلى الكتاب التعليمي، وأشاد بدأب الجامعة على تطوير الوسائط التعليمية وصولاً إلى اكتمالها بإطلاق فضائية “القدس التعليمية” التي ستبدأ بثها قريباً.

وأضاف أ. د. عمرو أن المركز التعليمي المتنقل يجسد رسالة الجامعة في التعلم والصمود والتنمية، وينقل رسالتها السامية إلى كل هذه المناطق بـ”أنكم لستم وحدكم”، وستبقى “القدس المفتوحة” الحضن الدافئ لكل أبناء الوطن.

وأضاف أ. د. عمرو أن المركز التعليمي المتنقل رسخ رسالة الجامعة وفلسفتها وأهدافها في توفير التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة لجميع شرائح المجتمع الفلسطيني وخاصة الفئات المهمشة منها في جنوب الخليل والقدس الشرقية.

وتحدث أ. د. عمرو عن هدف المشروع، مبينًا أنه يساهم في تحسين جودة التعليم في المناطق المهمشة جنوب الخليل وشرق القدس، من خلال توفير شاحنة مجهزة بأجهزة حاسوب ومكتبة تتضمن كتباً إلكترونية وأخرى مطبوعة، ورفع كفاءات الأساتذة في المدارس المستهدفة عبر دورات تدريبية، ويساهم المشروع أيضاً في تعزيز قيم التطوع والعمل الخيري ومهارات العمل الجماعي من خلال مشاركة الشباب في حملات تطوعية استهدفت مجتمعاتهم المحلية، بالإضافة إلى تمكين النساء في هذه المناطق وتحسين مهاراتهن في مجال الحاسوب، وذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تلتفت بها الجامعة لمسافر يطا، حيث كانت قدمت منذ بدايتها منحاً دراسية للمناطق المهمشة.

وقال أ. روبرتو فالينت الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدةبرنامج مساعدة الشعب الفلسطيني (UNDP): “إننا نفتخر بإدارتنا ودعمنا لبرنامج تنمية ودعم صمود المجتمع عن طريق المشروع الفريد من نوعه وهو المركز التعليمي المتنقل”، مشددًا على العلاقة الاستراتيجية مع جامعة القدس المفتوحة في دعم التعليم في فلسطين.

وأضاف أ. فالينت أنه سعيد بدعم المناطق المسماة “ج” بهدف خدمة نطاق واسع من الشباب فيها، فالمركز التعليمي المتنقل يهدف إلى تقديم خدمات تعليمية متطورة عن طريق استخدام تكنولوجيا حديثة، ووصل الأطفال والشبان في المناطق المهمشة بالتعليم عن طريق الانترنت، كما يوفر المركز فرصًا فريدةً لإشراك الشباب في الحملات التطوعية المختلفة الأهداف والأنواع.

ونقل أ. أبو هليل تحيات وزير التربية والتعليم واعتذاره عن عدم الحضور لانشغاله بمعالجة إضراب المعلمين، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي أولت الاهتمام الكبير للتعليم في المناطق المهمشة إيمانًا منها بأهمية تعزيز صمود أهلنا وثباتهم، وزراعة أراضيهم، ورعي مواشيهم في هذه المنطقة، مشيرًا إلى افتتاح 10 مدارس في مختلف المناطق المهمشة.

وبين أ. أبو هليل أن جامعة القدس المفتوحة وصلت لكل بيت فلسطيني ببرامجها التربوية والاجتماعية والاقتصادية، وقد تجاوزت ذلك لتنقل العلم والمعرفة ولتدخل التكنولوجيا إلى مسافرنا ومدارسنا النائية إيمانًا منها بأن التعليم والنهوض به لا يتم إلا من خلال إدخال التكنولوجيا للمدراس، موجهًا التحية باسم كل شبل وزهرة في كل مديرية من مديرات محافظة الخليل على ما يقومون به من جهد.

من جهته، قال ممثل اللجنة الفنية رئيس بلدية يطا أ. موسى مخامرة إن مواطني مدينة يطا فخورون بالمركز التعليمي المتنقل، فهو مشروع لا يدعم المناطق المهمشة فحسب في السموع ويطا بل هو مشروع وطني بامتياز يسهم في دعم أهلنا البدو في مضاربهم على خطوط التماس، خاصة الذين يتعرضون للتطهير العرقي من قبل الاحتلال، فهم حراس أمناء لأرضنا الفلسطينية.

وقال إن بلديتي السموع ويطا هما شريكان فعليان في المشروع، ونحن في البلدية سنبدأ قريبا بتأهيل الشارع المتنقل لمبنى الجامعة الجديد، من أجل توفير أفضل خدمة لأبناء مدينة يطا، ونحن مستعدون لتوفير كل ما يلزم من أجل استمرار مركز التعليم المتنقل في عمله لخدمة أبناء شعبنا في يطا والسموع.

ثم عرض مدير المشروع م. محمد الفحل نتائج مشروع “المركز التعليمي المتنقل لتحسين فرص التعليم في المناطق المهمشة جنوب الخليل”، وهي: إعداد مركز تعليمي متنقل وتجهيزه بكل الوسائل التعليمية الحديثة، ومكتبة تضم كتبًا إلكترونية وأخرى مطبوعة، كما تم تدريب أساتذة التكنولوجيا على استخدام التكنولوجيا ودمجها في التعليم وفق الإطار النظري .(TPACK).

وتم تدريب نحو (27) امرأة على مهارات الحاسوب الأساسية، وتدريب نحو (100) متطوع من منطقتي الخليل وبيت لحم على مفاهيم التعاون والعمل الاجتماعي ومهارات القيادة من أجل تنظيم حملات تطوعية، وعمل ثلاث حملات تطوعية: حملات نظافة للمناطق المستهدفة، ودهن مدرستي الكعابنة الأساسية المختلطة، وبنات زويدن الأساسية، وتم تنفيذ سبعة أيام “فرح ومرح” لطلاب المدارس، تخللتها أنشطة غير منهجية، ومسابقات وألعاب، وتوزيع هدايا لـ(1256) طالبًا وطالبة.

وتم تنفيذ “مخيم شتوي” يهدف إلى تنفيذ أنشطة تعليمية غير منهجية تعزز مهارات الطلاب في اللغتين العربية والإنجليزية، والرياضيات، بالإضافة إلى أنشطة تعريفية بالحاسوب واستخداماته.

وفي الختام، جرى تكريم كل من أسهم في إنجاح المشروع، وتولى عرافة الحفل المساعد الأكاديمي أ. جواد صبيح، ثم تفقد الحضور المركز التعليمي المتنقل.