وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الراب في غزة.. فن في الظلمة

نشر بتاريخ: 13/03/2016 ( آخر تحديث: 13/03/2016 الساعة: 12:32 )
الراب في غزة.. فن في الظلمة
غزة- معا- "تباً للعيشة هادي لو بدي أضلي زي هيك.. أضل دايماً واقف ضارب سلامي للبيك".. من وحي المشكلات الاجتماعية والإنسانية والسياسية التي تعصف بقطاع غزة خرج عدد من الشبان الذين جمعهم حبهم لموسيقى الراب للحديث عن واقع البلد وترديد الأغنية بقافية معينة، والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين.

هذا النوع من الأغاني انتشر في الولايات المتحدة الأمريكية في بداية السبعينات على أيدي الأمريكيين الأفارقة، كما أنتشر عالمياً منذ بداية التسعينات وشق طريقه إلى قطاع غزة وما بين تقبل المجتمع لهذا الفن ورفضه يبقى من يطلق عليه اسم "الرابرز"يشقون طريقهم لخوض غمار هذا الفن بعيدا عن أي دعم لوجستي أو مادي من أي جهة يكتبون ويلحنون ويتدربون ينتجون بأنفسهم لعلهم يصلون إلى العالمية التي ينشدونها.

ترديد الشعر بأسلوب الراب
الشاب محمود سلمان من دير البلح شق طريقه إلى عالم الراب قبل خمس سنوات حيث دفعه حبه للشعر وكتابته لخوض تجربة الراب مبينا انه يمكن تحويل الشعر بسهول إلى أغنيات لموسيقى الراب.

ويقول في هذا الموضوع: "تعرفت على هذا الفن بعد انتشاره في الوطن العربي كما كنت استمع لفرق فلسطينية من قطاع غزة انتشر هذا الفن في أوساطها".

غياب الدعم
"فريق الانتفاضة، فريق شغب، فريق صناع الثورة والفريق التالي بالإضافة إلى ما يقارب الـ25 شابا يبلغ من العمر أكبرهم 25 عاما يغنون الراب في غزة بإمكانيات بسيطة جدا ودعم مفقود تماما.

يتابع سلمان: "لا احد يدعمنا وبالكاد نحصل على دعم ولكن يتم استخدامنا في فعاليات المؤسسات التي لا تنصفنا لأننا لا نحمل عضويات فنانين"، مؤكدا أن معظم من يغني هذا النوع من الموسيقى يكتب لنفسه الكلمات ويستعينوا بمواقع التواصل والتفاعل الاجتماعي للحصول على الألحان.

في استوديو صغير في منزل لأحد المغنيين يتدربون ويلحنون وينتجون الأغاني الصوتية بدون الصورة وينشروها على مواقع التواصل الاجتماعي ليتفاعل معها الجمهور الذي انقسم بين مؤيد لهم ورافض لهم حيث يضيف سلمان:"الناس لا ترفض هكذا فن خصوصا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وصارت تتقبل أي فن ولكن هناك فئة قد ترفضه لأنه فن غربي وفن حركي".

يحملون هم المجتمع
من الغير المسموح لهؤلاء إقامة حفلات راب في غزة بسبب النظرة إلى هذا الفن الذي يعتبر فن بعيد عن العادات والتقاليد لما يحويه من فن حركي حيث يوضح سلمان أنه على الرغم من انه من غير المسموح إقامة حفلات لهذا النوع من الموسيقى إلا أن فئة كبيرة من طلاب الجامعات تستمتع بالاستماع لهذا الفن مؤكدا:" في مجال ينفتح هذا الفن في السوق بس العقليات الكبيرة هي المتحجرة مع هذا الموضوع".

ويؤكد سلمان ان من يلقي كلمات الراب يحمل رسالة وطنية اجتماعية إنسانية لا يمكن أن ترتبط بالشكل الخارجي لمغني الراب مؤكدا أنها أغاني بالإضافة إلى كونها وطنية فهي اجتماعية تخص المجتمع من خلال التطرق للمواضيع السياسي والاجتماعية وقضايا تخص الفئات المهمشة.

التواصل الاجتماعي منفذهم
محمد العايدي شاب آخر دفعه حبه للشعر منذ الطفولة إلى غوض غمار فن الراب الذي يحتاج الى جهود ذاتية في غزة ليشق طريقه في ظل فقدانه لإمكانية نموه وتطوره كباقي الفنون.

يبحث العايدي عبر اليوتيوب على الحان تناسب إيقاع كلماته يحفظ الأغنية ويرددها عدة مرات حتى بات من المتمرسين في هذا الفن القديم الجديد في القطاع.

يقول العايدي ان موسيقى الراب في غزة متعدد ومتنوع ولكل واحد منهم نظامه المعين ولكن يندرجون تحت مسمى موسيقى الراب واصفا الفرق التي في غزة بأنها من اقوي الفرق في الوطن العربي.

منقسمون حول الراب
وحول انقسام المجتمع بين مؤيد ورافض للراب يؤكد العايدي أن من استخدم الراب بشكل سيئ وبألفاظ بذيئة لا تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع سمح للبعض بتكوين فكرة سيئة عن هذا الفن وتصنيفه من الفنون المبتذلة فابتعدت عنه مؤكدا على أن هناك فئة من الناس تحب الاستماع لهذا الفن.

الدعم المادي هو المعيق الذي يواجهه مغنوا الراب في القطاع حيث يوضح العايدي ان انتاج الاغنية من حيث الهندسة الصوتية وتوزيع الإيقاع ونشرها كصوت وليس كصورة تحتاج إلى مبالغ مالية لا تتوفر بحوزتهم كونهم طلاب في بداية طريقهم أو منهم من لا يعمل مشددا:" لا احد يتبنانا أو يدعمنا".

العالمية هدفهم
يسعى هؤلاء الشابان والفرق التي تغني الراب في غزة إلى العالمية من خلال أغنيات تحاكي المجتمع الفلسطيني بصورة جميلة وايجابية حيث يؤكد العايدي "أمنية كل حدا يغني موسيقى بشكل عام راب او غيره أن يسافر للعالمية".

أما سلمان فيؤكد أن غزة بها شباب محترفين في الراب ينقصهم القليل من الاهتمام من وزارة الثقافة والمؤسسات ذات العلاقة.

وعلى غرار هؤلاء الشباب كان فقد شكل الراب في غزة للعديد من الفرق والمغنيين القدامى فيزة سفر نقلت العديد منهم من قطاع غزة إلى المهجر واستطاعت السفر من غزة لإقامة حفلات في الدول الاوروربية وتخلوا عن الغناء بعد الهجرة.

تقرير: هدية الغول