وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

من قصص الموساد - هكذا اغرقت اسرائيل سفينة كورية وهكذا اقامت سوريا مفاعلها النووي تحت انف اسرائيل والعالم

نشر بتاريخ: 02/11/2007 ( آخر تحديث: 03/11/2007 الساعة: 00:50 )
بيت لحم - معا- نشر الكاتب الاسرائيلي عمير ربابورت ما اسماه قصة المفاعل النووي السوري الذي اقيم تحت انف اسرائيل والعالم وقصة العلاقات السورية الكورية الشمالية .

وتحدث ربابورت عن احدى عمليات الموساد التي تم الغاؤها وسرقة اليورانيوم المخصب من السويد والانابيب المعدنية التي اكتشفت على متن سفينة كورية شمالية رست في قرص واكيسا الاسمنت التي استخدمت للتغطية على حمولتها الحقيقية .

واضاف ربابورت في قصته المنشورة في صحيفة معاريف " في عشرين نيسان 2005و في تمام الساعة الثانية بعد الظهر، صدرت اشارات نجدة عن السفينة التجارية "اندورا" التي كانت تبحر في طريقها الى شواطىء سوريا وبدأت تغرق وهي على مسافة 56 كم من شواطىء نهاريا وهبت سفن سلاح البحرية الاسرائيلية والسفن الامريكية والفرنسية التي كانت في المنطقة لنجدة طاقم السفينة المكون من سبعة اشخاص يحملون الجنسيات المصرية والسورية ولكن ثلاثة منهم فقدوا حتى يومنا هذا .

وحظي الحدث غداة اليوم التالي بخبر قصير على مواقع الانترنت في البلاد وخارجها ولم تحظى حقيقة العلم الكوري الشمالي الذي حملته السفينة ولا الدولة التي قدمت منها باي اهتمام خاص ولكن وفي نظرة الى الوراء بعد جملة من المنشورات في وسائل الاعلام الاجنبية عن ان اسرائيل دمرت في 6 ايلول على الارض السورية مفاعل نووي بني بمساعدة كوريا الشمالية يمكن ان تثير قصة السفينة علامات استفهام مثل هل كانت هناك يدا خفية وراء الحدث ؟ ماذا وجدت سفن البحرية الاسرائيلية حين وصلت الى مكان الغرق؟مع الاشارة الى عدم وجود اي رابط بين اسرائيل وغرق السفينة الغريب حيث اكتفت في حينه وسائل الاعلام بالقول بان السفينة كانت تحمل شحنة من الاسمنت .

وصدر في الاونة الاخيرة كتاب " المتطوع " الذي الفه عميل الموساد السابق مايكل روس ادعى فيه انه في العام 1991 كان مشاركا في الاعداد لحملة للموساد لاغراق سفينة كورية - شمالية كانت تنقل شحنة من صواريخ سكاد الى سوريا وان المواد المتفجرة الصقت بالسفينة ولكن في حينه الغيت العملية بأمر من رئيس الوزراء في حينه اسحق شامير .

نبأ آخر حظي باهتمام شبه صفر في اسرائيل نشر في 21 ايلول 2006، بعد نحو شهر من نهاية حرب لبنان الثانية. حسب تقرير لوكالات الانباء الاجنبية، "اعلنت قبرص بان اجهزة رادار تستخدم للاغراض العسكرية وجدت في سفينة اوقفت في طريقها من كوريا الشمالية الى سوريا، حين كانت ترسو في اراضيها.

سلطات قبرص أوقفت السفينة للاشتباه بالقيام بتهريب السلاح في أعقاب اخطار من الانتربول وحسب وثائق الارسالية، كان يفترض بالسفينة أن تحمل معدات للارصاد الجوية الى الحكومة السورية ولكن جاء من شرطة قبرص انه في الارسالية عثر على 18 جهاز رادار متحرك يركب على شاحنات ويمكن أن يستخدم لكشف طائرات لاغراض الدفاع الجوياضافة الى أنابيب معدنية حسب الخبراء ليست وجهتها الري.

سفينة "غريغوريو 1"، التي تحمل علم بنما انطلقت من كوريا الشمالية الى اللاذقية في سوريا، وتوقفت في طريقها في بورسعيد في مصر ورست في قبرص لغرض التزويد بالوقود النبأ لم يثر في حينه أي صلة محتملة بين سوريا و كوريا الشمالية وأي مشروع نووي، ولكن الان يمكن طرح التخمين بان الانابيب المشبوهة التي ضبطت في قبرص كانت مخصصة للمفاعل الذري الذي دمرته اسرائيل قبل نحو شهرين حسب منشورات أجنبية.

رونين سولومون، محلل معلومات من ريشون لتسيون جمع المئات من قطع المعلومات عن المشروع النووي السوري ودور كوريا الشمالية، وربطها بمعلومات نجح في انزالها من مئات مواقع الانترنت التي تعنى بمسارات ابحار السفن في أرجاء العالم ومن التقارير عن استثمارات شركات تجارية في سوريا.

المعلومات الهائلة التي جمعها على مدى شهر ونصف الشهر من العمل المكثف، والتي يكشف النقاب عن بعضها هنا لاول مرة، تساعد في بناء سيناريو محتمل لتطوير مشروع نووي سوري والهجوم الاسرائيلي، استنادا الى مصادر اجنبية وعلنية فقط.

حسب المنشورات الاجنبية التي كانت حتى الان، فان نقطة المنطلق هي يوم وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الاسد في ايار 2000. فطالما ان الاسد الاب يمسك بدفة الحكم لم تدر بلاده مشروع نووي رغم علاقاتها الوثيقة مع كوريا الشمالية التي زودتها بصواريخ بعيدة المدى.

وحسب الصحف الامريكية الصادرة الاسبوع الماضي، والتي تستند الى تحليل أجراه خبراء في الولايات المتحدة، فان المشروع النووي السوري بدأ ينال الزخم في العام 2001. المفاعل النووي السوري الذي دمره سلاح الجو مصادر أجنبية كان في مراحل بناء متسارعة منذ العام 2003. المكان الذي بني فيه، دير الزور، يوجد في القسم الشمال الشرقي من سوريا، نحو 160 كم من الحدود الاسرائيلية، بجوار نهر الفرات.

منذ 2001 نشرت معلومات تشير ظاهرا الى الجهود السورية الجبارة في المجال النووي في بداية 2003، قبل الغزو الامريكي الى العراق قال رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون ان شاحنات مشبوهة مرت من العراق الى الاراضي السورية وافادت مصادر أجنبية في أثر رجعي بانه في تلك الفترة عبر خبراء نوويون من العراق الى سوريا، وانخرطوا في مشروعها النووي في 5 اذار 2004 نشر في الولايات المتحدة أن السي.اي.ايه تفحص اشتباها بان يكون عملاء سوريون ضالعين في سرقة اليورانيوم من مصنع في السويد خلال دورة أثناء حضروها مع علماء من دول اخرى.

يمكن للمرء أن يجد على الانترنت جملة وفيرة من المعلومات عن الشركات الكبرى من سوريا ومن العالم العربي التي قد يكون لها دور في المشروع النووي السوري وبناء المفاعل الذي دمر حسب المنشورات الاجنبية وكذلك معلومات كثيرة ومشوقة عن عشرات السفن الكورية - الشمالية المشبوهة التي تبحر في المحيطات.

"في كل بناء في العالم "بما في ذلك في سوريا، يوجد سجل دقيق لحركة السفن كما توجد مواقع توفر معلومات غنية عن كل سفينة تبحر في مياه العالم بما في ذلك اسماء المالكين والاعلام التي تبحر تحتها وعندما يدور الحديث عن سفن كورية - شمالية يكون من الصعب بشكل عام ايجاد سجل محدث لاصحاب السفينة ومستخدميها حالة السفينة هي تقريبا دوما "بيعت" او "غير معروف" و تغييرات او تشويشات على اسم السفينة من خلال تغيير حرف واحد او اثنين هو أمر منتشر جدا وفي حالات عديدة تسجل الشحنة كـ "اسمنت"، رغم أنه يبدو من غير الاقتصادي نقل اسمنت وهو منتج زهيد نسبيا من الشرق الاقصى حتى الشرق الاوسط.

نبأ نشر في كانون الاول 2002 يفيد بان ارساليات الاسمنت شكلت بالنسبة لكوريا الشمالية غطاء لتهريب السلاح بالسفن في ذات الشهر المتوتر، قبل ثلاثة اشهر من الحرب في العراق سيطرت سفينتان حربيتان اسبانيتان على سفينة بلا علم كانت تبحر بشكل مشبوه في مياه خليج عدن وبعد السيطرة تبين أن هذه سفينة كورية - شمالية وكانت الدكة محملة باكياس الاسمنت ولكن تحتها اكتشفت حاوية صواريخ سكاد كانت مخصصة الى اليمن وكان يمكن رؤية الحاوية مع الصواريخ بوضوح من تحت اكياس الاسمنت في صورة نشرتها في حينه وكالات الانباء العالمية.

ولكن لا ريب أن رسو سفينة "الحامد" في ميناء طرطوس في سوريا في 3 ايلول قبل ثلاثة ايام فقط من الهجوم الاسرائيلي يثير الاشتباه الاكبر بانه في ذاك الاسبوع نقل الى سوريا عنصر حرج في تفعيل المفاعل وتابع " سولومون" على الانترنت كل خطوات "الحامد"، سجل تحركاتها في الموانىء المختلفة ، معلومات محدثة تشير الى أن السفينة غادرت ميناء طرطوس في 27 ا يلول بعد ثلاثة اسابيع من الهجوم الاسرائيلي وهي فترة زمنية طويلة اكثر من المعتاد للرسو في ميناء أجنبي اما اليوم فالسفينة لا تزال تبحر في مياه المحيط ربما في طريق عودتها الى كوريا الشمالية .