وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشهيدة المحتجزة فدوى أبو طير... الزوجة والأم والجدة

نشر بتاريخ: 13/03/2016 ( آخر تحديث: 14/03/2016 الساعة: 01:16 )
الشهيدة المحتجزة فدوى أبو طير... الزوجة والأم والجدة
القدس- تقرير معا- ستة أيام مرت على رحيل الزوجة والأم والجدة الشهيدة فدوى أبو طير 51 عاماً.. زوجها وأبنائها الخمسة وأحفادها الثمانية يفتقدون وجودها حولهم.. يفتقدون ابتسامتها، ونصائحها، وحنانها، سرقها الاحتلال عنهم بثلاث رصاصات.. ستة أيام مرت وهم لا يصدقون ما جرى مع والدتهم التي كانت صباح الثلاثاء الماضي بينهم، تناولت الشاي وكانت تخطط للغد مع أسرتها ومستقبل أبنائها.

الزوج: كانت ذخرا لجميع العائلة

يوسف أبو طير زوجها الذي شاركها 37 عاماً من حياتها قال :"أخبرتني فدوى بأنها تريد الصلاة في الأقصى حيث كانت تنزل لصلاة الظهر أو العصر وتعود إلى المنزل، وقد ذهبت الى العمل، وزوجتي ذهبت للصلاة والتعبد وقد وصلني خبر استشهادها.. كان خبراً صادماً ومفاجئاً بالنسبة لي".

وأشار إلى أن في مكان إعدامها تنتشر كاميرات المراقبة وأن هناك مركزا للشرطة ملاصق للمكان، لكن لم يتم إظهار أي دليل على ادعائهم بان زوجتي كانت تريد تنفيذ طعن مما يؤكد أن ادعائهم مجرد افتراء وكذب.

أما عن حياتهم الأسرية فقال زوجها :"كانت زوجتي ذخراً لجميع أفراد العائلة، وقد ربت أسرة كاملة، وكانت بانتظار تخرج ابنتها الصغرى.

يعيش أبو محمد أيام صعبة ولحظات قاسية منذ استشهاد زوجته ويقول:" كل صباح أصبح على صورها المعلقة باب المنزل، وأقوم باعداد فطوري الذي كنت معتادا على تناوله من يديها.

وأكد أبو محمد أن سياسة احتجاز الجثامين "اجراء عديم الانسانية".


نظام حياتنا كله اختلف

ابنة الشهيدة هالة التي لم تجف دموعها خلال حديثها معها عن والدتها فدوى حيث نفت رواية الاحتلال بأن والدتها حاولت تنفيذ عملية طعن لأفراد من جنود الاحتلال وقالت:" والدتي كرست حياتها لأبنائها وزوجها ومنزلها، وهي صاحبة القلب الحنون والطيب، لا تستطيع أن تزعل أي شخص ولا أن تؤذي أي شخص منها، وتحب خدمة الناس."

وأضافت هالة :"والدتي كانت تحب الحياة.. تفكر بنا وبأحفادها، قبل استشهدها بيومين ذهبنا الى يافا سويا، بعد قضائنا يوم مع عمتي".

وتذكر هالة الساعات الأخيرة لوالدتها وتقول:" كالعادة استيقظت صباحاً وتناولت الشاي وطعام الإفطار مع والدتي، وتبادلنا الحديث حتى الساعة السابعة صباحا، وآخر كلماتها لي كانت "الله يرضى عليكِ ويرزقك ويسهل عليكِ."

الشهيدة في طريقها الى الأقصى

صعدت الشهيدة في الحافلة وجلست بجوار سيدة من القرية، تبادلتا الحديث خلال الطريق حيث أخبرت السيدة أنها تريد زيارتهم في وقت لاحق وكان حديثاً عادياً، وأخبرتها أنها في طريقها الى المسجد الأقصى لاداء صلاة الظهر.

وأوضحت هالة أن والدتها كانت تحب المسجد الاقصى وتتردد عليه بين الحين والآخر لاداء الصلاة فيه، وتعتبره مكانا للراحة النفسية لها، ثم تعود الى منزلها سعيدة ومرتاحة بشدة.

وأضافت :"ذهبت الى دوامي في المدرسة وبعد حوالي 3 ساعات، طلبوا مني المغادرة ولم يخبروني ماذا حدث، علامات القلق على وجوه من حولي ويتهامسون بينهم "مزبوط الخبر"؟ سألتهم عن شقيقتي مريم.. ثم عن والدتي، لكنهم لم يخبروني حتى وصلت الى منزلنا حيث كان هناك عدد من الأقارب والجيران، وبدأ الجميع يعزيني ويقولون "الله يرحمها" فيما بدأت أتلقى رسائل تعزية من صديقاتي".


هالة: أمك استشهدت

رأت هالة بصيص أمل بأن والدتها على قيد الحياة.. حيث قالت لها احدى الصديقات بأن والدتها في غرفة العمليات، لكن سرعان ما اتصلت بها لتخبرها باستشهاد والدتها.

وقالت :"كانت صدمة كبيرة عندما سمعت هذا الخبر، هي روحي ونور حياتي، كنت متعلقة بها، لكن عزائنا انها شهيدة لله.. والله قد اختارها وكرمها وفضلها".

وأكدت أن والدتها إنسانة مسالمة... وأن ادعاءات الاحتلال بأنها حاولت طعن جندي لا أساس لها، وتساءلت :"أين الأدلة والإثباتات حول الادعاءات الإسرائيلية؟".

ووصفت ما جرى مع والدتها بأنها "عملية إعدام بدم بارد"، وكان بالإمكان السيطرة عليها بكل سهولة، دون التصرف الهمجي وتصفيتها.

وتذكر هالة أنها ذهبت مع والدتها في احدى المرات الى الاقصى صباحا، حيث فوجئت باحتجاز هويتهما عند الباب رغم تبليغ الشرطة سبب دخولها الاقصى، وفوجئتا بأنه تم تحويل هويتهما الى مركز القشلة وبقيتا من ساعات الصباح حتى ساعات المساء الأولى حتى استلمتا بطاقة الهوية، والى ذلك تقول:" الاحتلال يتعمد التضييق علينا واستفزازنا بأي طريقة، خاصة أثناء سيرنا بالقدس أو ذهابنا الى الأقصى.

وقالت :"سنصمد وسننجح ونتفوق كما كانت والدتي تريد وتنتظر منا".

مريم: فقدنا الأمن والأمان

أما ابنتها الأخرى مريم، فقالت :"ما يجري في فلسطين من قبل الاحتلال سياسات غير إنسانية، أمي استشهدت وأعدمت بدم بارد، حياة جميع الفلسطينيين اليوم مهددة، وما حصل مع والدتي وغيرها من الشهداء الآخرين من الممكن أن يحصل لنا ومن الممكن أن يتم إعدام أي شخص بهذه الطريقة، العديد منهم استشهد ظلماً خلال الفترة الأخيرة وقتل بدم بارد، وكان من الممكن السيطرة عليها دون قتلها".

وأضافت :"في القدس فقدنا الأمان للأسف، والاستهداف يشمل الجميع من النساء والرجال والاطفال، أصبحنا مستهدفين بالرصاص، أو بالاعتقال، والتعذيب من قبل قوات الاحتلال أو المستوطنين، الا أننا نحتسب من توفي شهيداً عند الله، وهناك من يعتقل ويتم تعذيبه والاعتداء عليه".

وعن اليوم الأخير قبل استشهاد والدتها تقول :" احضر شقيقي صباح الثلاثاء فطورا من الخارج، وانتظروا عودة والدتهم، وقالت مريم :"اعتقدنا انها عند الجيران أو عند دار عمي، وكانت شقيقي الكبرى تجهز للغداء، حتى جاء الخبر بأنها أصيبت في القدس".

وختمت مريم قولها والدموع تذرف من عينيها:" لا أزال أسمع كلمات والدتي لشقيقتي هالة :"يا امي ليش تصحي مريم..اتركيها نائمة"، حيث خرجت والدتها وكانت هي في سريرها ولم ترها.

احتجاز الجثمان ...عقوبة أخرى

وتسألت عائلة الشهيدة عن سبب احتجاز جثمان الشهيدة فدوى، وشددت على ضرورة تسليمه لدفنه.

وقالت ابنتها هالة :" نعيش ساعات صعبة بانتظار جثمان والدتي، تم إعدامها بدم بارد ويواصلون عقابنا بمواصلة احتجازه."

الأحفاد بانتظار عودة الجدة...

أما أحفاد الشهيدة فدوى الثمانية فهم شديدي التعلق بها.. ويقولون :"ستي ما راحت راح ترجع... ويوميا ومنذ استشهادها يترددون الى المنزل بحثا عنها".

تقرير: ميساء أبو غزالة