وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"المصالح المشتركة" هل تطوى صفحة خلاف مصر وحماس؟

نشر بتاريخ: 14/03/2016 ( آخر تحديث: 15/03/2016 الساعة: 00:34 )
"المصالح المشتركة" هل تطوى صفحة خلاف مصر وحماس؟

غزة- تقرير معا – تحظى زيارة وفد حركة حماس إلى العاصمة المصرية القاهرة باهتمام فلسطيني واسع خصوصا بين سكان غزة الذين يعلقون أمالا كبيرة في أن تنجح الزيارة في جسر الهوة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين.


وتكتسب الزيارة أهميتها في أنها تأتي في أعقاب اتهامات وزير الداخلية المصري لحماس بالتورط في اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات وتواصل الحصار الإسرائيلي الخانق الذي أدى إلى تردى الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة، بالإضافة إلى استمرار إغلاق معبر رفح البري المنفذ الوحيد لسكان غزة الى العالم الخارجي.


وكان وفد حركة حماس غادر قطاع غزة عبر معبر رفح البري إلى مصر يوم السبت الماضي وضم أعضاء المكتب السياسي محمود الزهار، خليل الحية، عماد العلمي، نزار عوض الله ويترأسه من الخارج عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق.


وقالت الحركة في بيان لها إنها تتطلع إلى مرحلة جديدة في العلاقات بين الطرفين انطلاقا من عمق العلاقة بين الشعبين المصري والفلسطيني وأهمية دور ومكانة مصر تجاه القضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن اللقاء سيركز على العلاقات الثنائية بين الطرفين وهموم غزة وخاصة ملف معبر رفح وكذلك تطورات القضية الفلسطينية.


لكن هل تحقق زيارة وفد حماس إلى القاهرة انفراجة في العلاقات بين الطرفين؟ وما الذي تريده حماس والقاهرة من بعضهما ؟ وهل سلمت حماس بالنظام المصري وانفصلت عن الإخوان في مصر ؟ وهل ستعود الزيارة بالنفع على سكان القطاع ؟


وفي هذا الصدد يرى متابعون ومحللون في أحاديث منفصلة لمراسل "معا" أن نجاح زيارة وفد حركة حماس إلى القاهرة سيعود بالنفع على الجانبين الفلسطيني والمصري، مؤكدين أن حركة حماس معنية أكثر من أي وقت أن تكون جزءا من الأسرة العربية بالمنطقة بعيدا عن أي استقطاب.


وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف:" أعتقد أن الزيارة لو نجحت وحققت المراد ربما تكون بداية انفراجة في العلاقات المصرية الفلسطينية وستعود بالنفع على الجانبين".


وأضاف الصواف "مصر وحماس تريدان طي صفحة الماضي نتيجة ظروف كثيرة.. لكن المسألة بحاجة أن تبنى العلاقات على قاعدة الثقة لا على قاعدة الشك التي بنيت عليها سابقا، مضيفا انه اذا توفرت القاعدة في العلاقة ربما نشهد شيئا جديدا متغيرا في العلاقة بين الجانبين مما يعود بالنفع على الشعبين الفلسطيني والمصري".


وتابع ان السياسة مصالح وربما أدركت مصر بان مصلحتها مع قطاع غزة وان مصلحتها مع تحسين العلاقة مع حماس خاصة أن كل الاتهامات التي وجهت للحركة سابقا لم تكن تحمل أي دليل يؤكدها .


وأشار الصواف إلى وجود تيار قوى داخل المخابرات المصرية يريد التعاون الكامل مع حركة حماس بما يخدم مصلحة الأمن القومي المصري.

واردف :"إن حركة حماس لم يكن ارتباطها في يوم من الأيام بالإخوان في مصر ارتباطا تنظيما بقدر ما هو ارتباط فكري وعقائدي".


وقال ان حماس فلسطينية الوجه وهي لصالح القضية ووجهتها فلسطين وليس أي طرف آخر رغم العلاقة بين الإخوان وحماس.


وتابع:" حماس لا تنكر أنها إخوان مسلمين في فلسطين وأن علاقتها مع كافة الإخوان في كل المناطق علاقة تضامنية".


بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر ان هذه الزيارة تبدو مهمة أكثر من سابقاتها خاصة أنها جاءت بعد توجيه اتهامات قاسية لحماس بالتورط في اغتيال النائب العام المصري هشام بركات وأن البعض كان يتوقع أن تمر العلاقة بحالة توتر إضافية.


ويرى أبو عامر في حديث لمراسل "معا" أن حركة حماس مطالبها ذات طابع إنساني وهي فتح معبر رفح ورفع الحصار وترميم العلاقة بين الطرفين والمنطقة العازلة والأنفاق.


وبحسب أبو عامر "فإن العلاقة بين حماس ومصر توقفت في الفترة الأخيرة عند مطلب ملح لدى المصريين بشأن التعاون الأمني في سيناء لكن حماس أعلنت أنها لا تتدخل بشؤون الدول وترى أن التعاون يعد تدخلا منها في الشؤون الداخلية المصرية".


وقال أبو عامر :"يبدو أن المصريين يشعرون أن سيناء تبتعد عن السيطرة الأمنية للدولة وبحاجة إلى تعاون أمني من حماس إما معلومات أو ضبط الأوضاع الأمنية على الحدود أو الأنفاق".


وتابع :"حماس هذه المرة ربما ترى أن الأوضاع الإقليمية تتطلب نسبيا إبداء مرونة ليس بالضرورة أن تكون الإجابات حدية أو الموافقة على التعاون الأمني، لكن ربما تمتلك بعض ما يجعلها تعطي إجابات فيها مرونة وفيها دبلوماسية تحافظ على الأمن المصري دون أن تنخرط في أتون الصراع الداخلي بين مصر والمجموعات المسلحة".


وأردف ان حماس لديها إجابات فلسطينية أكثر من أي حسابات أخرى والوضع الفلسطيني في غزة وبشكل عام يتحتم على الحركة أن تبقي خطوط التواصل قائمة مع المصريين بغض النظر عن من يحكم مصر إخوان أو عسكر.


وأشار أبو عامر إلى أن التعامل الفلسطيني بشكل عام سواء من قبل حماس أو فتح مع الدول يتم مع النظام الذي يحكم بغض النظر عن طبيعته وليس للفلسطينيين دخل فيه.


أما الكاتب شرحبيل الغريب فيقول :" إن الزيارة جاءت في إطار تحولات إقليمية وعربية وتوقيت غاية في التعقيد خاصة أنه لم يمض أكثر من أسبوع على اتهام وزير الداخلية المصرية لحماس بالمشاركة باغتيال النائب العام.. ومصر نفسها تدرك جيدا أن لا علاقة لحماس بالموضوع وأن الاتهام جاء وفقا لأسباب داخلية تتعلق بشؤون مصر الداخلية" .


وأضاف لمراسل "معا":حماس بالتأكيد تدرك جيدا أن لا غنى لها عن مصر التي دعمت القضية الفلسطينية منذ عقود وما تريده حماس أن تبقى مصر حاضنة للشعب الفلسطيني وداعمة لقضيته العادلة.. وكذلك مصر تعلم أن حماس حركة كبيرة لا يمكن إسقاطها أو تجاوزها في أي معادلة تتعلق بفلسطين".


ورأى الكاتب الغريب أن ما تريده حركة حماس من مصر أكبر مما تطلبه مصر من حماس، وقال :" لا أستبعد أن يكون هناك شروطا كبيرة تريدها القاهرة من حركة حماس من بينها ملف المصالحة وملف سيناء"، مشيرا إلى أن اللقاءات ستناقش قضية مرحلة ما بعد الرئيس محمود عباس فهي قضية مهمة بالنسبة للقاهرة ولن يغيب ملف تبادل الأسرى عن هذه الزيارة خاصة أن أعضاء في وفد حماس هم من فاوضوا في صفقة شاليط".


وتوقع أن تفضي الزيارة لنتائج عملية على الأرض ستنعكس بشكل إيجابي على قطاع غزة أولها وأهمها فتح معبر رفح ووقف التحريض الإعلامي المصري ضد حماس .


ورفض الكاتب حول ما يتردد حول أن حماس طلقت الإخوان في مصر من خلال زيارتها للقاهرة، وقال :" حماس حركة مقاومة فلسطينية ولا تتلقى تعليمات من أي تنظيم دولي أو خارجي، حماس لم تسلم بالأمر الواقع بقدر ما أن مصر تحرص بحكم ثقلها في الملف الفلسطيني أن تعود علاقتها مع حماس.. كما أن الحركة حريصة على ذلك، ومن هنا جاءت نقطة إعادة العلاقات".


تقرير: أيمن أبو شنب