وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال لقاء في كندا: البرغوثي يعلن انطلاق حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني

نشر بتاريخ: 03/11/2007 ( آخر تحديث: 03/11/2007 الساعة: 14:12 )
بيت لحم- معا- شارك وفد من المبادرة الوطنية الفلسطينية ضم النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة وعباس ملحم من قادة المبادرة الى جانب وفد من حركة فتح في مؤتمر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني.

وشارك الوفد في عدة لقاءات مع المسؤولين الالمان بينهم وزير الخارجية شتاينماير ووزيرة التنمية ورئيس مقاطعة براندلبرغ والسكرتير العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني وعدد من الوفود المشاركة في اعمال المؤتمر بما في ذلك الوفدان الصيني والفيتنامي.

وشارك الوفد في تقديم مداخلات حول الاوضاع في الاراضي الفلسطينية ومخاطر الاجراءات الاسرائيلية احادية الجانب.

واستعرض البرغوثي حجم العدوان الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وعمليات القتل التي تقوم بها اسرائيل من خلال اكثر من عشرين عملية اجتاح اسبوعيا الى جانب سياسة الحصار والتجويع التي فاقمت من معاناة شعبنا بشكل يؤكد محاولات اسرائيل لاجهاض اجتماع الخريف قبل انعقاده.

واكد النائب البرغوثي ان نجاح اجتماع الخريف القادم يرتبط بتطبيق ثلاثة شروط هي تجميد النشاطات الاستيطانية وازالة جدار الفصل العنصري وتراجع اسرائيل عن اعلانها قطاع غزة كياناًمعادياً ووقف مخططها لاجتياح القطاع.

واشار البرغوثي الى خطورة سعي اسرائيل لتكريس فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ومخاطر الاوضاع الصعبة التي يمر بها قطاع غزة في ظل الحصار والاجتياحات والقصف والاستمرار في اغلاق المعابر وقرار اسرائيل الاخير بقطع الامدادات والوقود عن القطاع وما سيتسبب به ذلك من ماساة انسانية خاصة بقطاع الصحة وعمل المشافي مما يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لثني اسرائيل عن قرارها.

واوضح البرغوثي ان اسرائيل غير جادة في السلام وان ما تسعى اليه هو استبدال فكرة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة بدولة في حدود مؤقتة مع اسقاط القدس وقضية اللاجئين والحدود والمستوطنات من اي حل عادل وشامل.

واشار البرغوثي الى مخاطر نظام الابارتهايد والفصل العنصري الذي انشاته اسرائيل في الاراضي الفلسطينية عبر بناء جدار الفصل والنشاطات الاستيطانية والحواجز العسكرية مما حول الاراضي الفلسطينية الى معازل وكانتونات.

وشدد البرغوثي على اهمية استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتكريس الشرعية الفلسطينية ووحدة المؤسسات الوطنية والديمقراطية باعتبارها الأساس لنجاح الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه واهمية ان يكون حل القضية الفلسطينية في اطار دولي على اساس قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي تحاول اسرائيل تهميشه والقفز عليه.

ودعا البرغوثي الى تنظيم حملة دولية للضغط على اسرائيل للافراج عن 11600 اسير واسيرة فلسطينية بينهم ثلث اعضاء المجلس التشريعي "المختطفين" في سجون الاحتلال.

كما تطرق البرغوثي الى مخاطر استبدال السلام العادل والشامل بعملية سلام لاتنتهي من خلال محاولات اسرائيل الرامية الى اقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة وارجاء البحث في قضايا الوضع الدائم.

وقال "ان الخطورة تكمن في أن إسرائيل تتعمد تضييع الوقت واستغلال الانقسام الداخلي لفرض الأمر الواقع وتحويل الضفة لكانتونات وفرض نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري".

وفي تورنتو القى النائب البرغوثي المحاضرة الاولى المخصصة لذكرى منظم وقائد حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في كندا جيم جراف الذي كرس حياته وتغلب على مصاعب كثيرة لمساعدة الاخرين ولدعم الشعب الفلسطيني لانه رأى ان القضية الفلسطينية هي قضية عادلة, وقال انه جلب الى كندا فلسطين والمسألة الفلسطينية بكل أبعادها ولكن ما يجب ان يفتخر به أصدقاؤه وعائلته هو انه قد جلب ايضا كندا الىفلسطين بكافة معالمها.

وقال البرغوثي اشعر بالأسف انه في السنوات الاخيرة فقدنا ثلاثة أشخاص رائعين كانوا هامين في إعطاء الرواية الصحيحة عن المسألة الفلسطينية التي بالنسبة لي هي اهم المسائل اليوم فقد فقدنا جيم جراف وفقدنا ادوارد سعيد ومؤخرا فقدنا رجلا عظيما هو د. حيدر عبد الشافي.

وقال البرغوثي علينا أن نتذكر عندما نتكلم عن الوضع في فلسطين ان الشعب الفلسطيني قد شرد من ارضه لاكثر من ستين سنة اصبح فيها نصف الشعب الفلسطيني لاجئا غير قادر على الرجوع حتى لزيارة وطنهم انه الوضع الذي يخضع فيه الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية لما يمكن ان يوصف بانه اطول احتلال في التاريخ المعاصر.

واضاف البرغوثي انه لايوجد شريك للسلام في اسرائيل وان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين تؤكد ذلك خاصة اولمرت الذي ادعى باننا نحتاج الى 20 الى 30 سنة على الاقل لحل مسائل الوضع النهائي في حين ذهب باراك الى القول ان كل مسائل الوضع النهائي وهي القدس ومسألة اللاجئين والحدود والمستوطنات يجب ان توضع جانبا وتؤجل، لن يكون من الحكمة مناقشتها وفي نفس الوقت يصرح عندما تزور كوندوليزا رايس اسرائيل ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يحافظ على مقدرته على الغزو والقيام باعمال عسكرية في اي مكان في المناطق المحتلة في أي ترتيبات مستقبلية جديدة بينما تصرح ليفني صانعة السلام الجديدة ورئيس الفريق المفاوض من الجانب الاسرائيلي بان مسائل الوضع النهائي يجب ان تؤجل.

وقال ان الجيش الاسرائيلي قتل خلال السنة الماضية 492 فلسطينياً بمافي ذلك 92 طفلا، وخلال الاشهر الثلاثة الماضية قتل الجيش الاسرائيلي 140 فلسطينياً بما في ذلك 12 طفلا و3 اسرائيليين فقط قتلوا والثلاثة كانوا جنودا يقاتلون اثناء مهاجمتهم للمدن الفلسطينية.

واوضح البرغوثي انه رغم قبول منظمة التحرير الفلسطينية بتسوية مؤلمة جدا وهو قبول بحل الدولتين والقبول بدولة على النصف فقط من الاراضي الفلسطينية مما خصص لنا من قبل الامم المتحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة فان ما عرضه باراك على الرئيس عرفات في كامب ديفيد عام 2000 هو دولة بدون حدود وبدون القدس وبدون وادي الاردن وبدون معظم المناطق التي بنيت عليها المستوطنات والآن أولمرت يكرر عرض شارون لاقامة دولة ذات حدود مؤقتة بدون سيادة وعلى اقل من نصف الضفة الغربية.

وفند البرغوثي مزاعم اسرائيل حول انسحابها من قطاع غزة عام 2005 مؤكدا ان ما تقوم به من حصار واجتياح للقطاع يدلل على ذلك مشيرا الى انه لم يكن هنالك انسحاب اسرائيلي من غزة لان الجيش الاسرائيلي استمر في السيطرة على كافة مداخل غزة واجوائها وبحرها بشكل حول القطاع الى سجن مغلق.

وقال البرغوثي "اننا لن نقبل ان نكون عبيدا للاحتلال وسنواصل كفاحنا ضد الاحتلال والفصل العنصري الى ان نحصل على حريتنا مهما فعلوا بنا رغم ان الكثير من الناس يشعرون باليأس لكن لاشيء سيحطم ارادة الفلسطيني في ان يكون صلبا ويقاوم من اجل حريته او حريتها".

واكد البرغوثي ان هناك اربع دعائم يجب ان نركز كفاحنا عليها الاولى: هي اعادة تأسيس وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية وبناء رؤية واستراتيجية مشتركة وثانيا: ان نساعد الناس على العيش والبقاء والصمود في ارضهم وثالثا: تنظيم اوسع تعبئة ممكنة لكفاح شعبي خاصة وان لدينا تجربة بلعين حيث يجري تعميم تلك التجربة الان في قرى مثل قرطاس ونحالين وام سلمونة عبر التظاهرات السلمية التي تنظم اسبوعيا، ورابعا: اطلاق اوسع حركة تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني.

واعلن البرغوثي عن انطلاق حملة تضامن في كندا مع الشعب الفلسطيني ومساندة نضاله للخلاص من الاحتلال.